المجلس الاعلى للدفاع «يسطو» على حكومة تصريف الاعمال!

مجلس الدفاع الأعلى

تزدحم البنود على جدول أعمال المجلس الاعلى للدفاع في كل مرة يجتمع فيها، و مؤخرا بات ينعقد دوريا في قصر بعبدا منذ إستقالة حكومة الرئيس حسان دياب في أيلول العام 2020، وتحوّل شيئا فشيئا إلى مجلس وزراء بديل يرأسه القائد الاعلى للقوات المسلحة أي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد أن إستنكف الرئيس دياب عن دعوة الحكومة المستقيلة إلى الانعقاد خشية تجاوز الصلاحيات الضيقة المعطاة لها في فترة تصريف الاعمال.

صحيح أن البلاد في حالة طوارئ منذ إنفجار مرفأ بيروت وفي حالة تعبئة عامة بسبب جائحة كورونا، كما أن المبدأ الدستوري واضح لجهة إستمرارية المرافق العامة في الدولة، لكن الفراغ الحاصل نتيجة تأجيل ولادة الحكومة الاصيلة يقتضي عمل الحكومة المستقيلة بالحد الأدنى لتأمين الانتظام العام، وليس إلغاء دورها وتجييره إلى المجلس الاعلى اللدفاع، لأن مهمته الاساسية بحسب الدستور هي “وضع الاجراءات اللازمة لتنفيذ السياسة الدفاعية كما يحددها مجلس الوزراء” ، وليس متابعة إجراءات يمكن لوزارات الدفاع والطاقة والصحة القيام بها.

إقرأ أيضاً: حذارِ الوقوع في الفخ.. عون يستحضر «الدفاع الأعلى» لإنقاذ باسيل!

الجولة على مقررات المجلس الاعلى للدفاع اليوم تظهر أنه يمكن البت بها في الوزارات والاجهزة المعنية، فعلى سبيل المثال تابع المجلس موضوع الكورونا وإستمرار حالة التعبئة العامة وتعويضات المتضررين من إنفجار مرفأ بيروت، وإرتفاع أسعار السلع وملف النفايات المشعة الموجودة في مرفأي بيروت والزهراني، وفي مقر الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية وتكليف الهيئة إجراء الاتصالات اللازمة للتخلص منها.

والسؤال الذي يطرح هنا ما هي الدلالة السياسية لتشعب دور المجلس الاعلى للدفاع منذ أن قدمت حكومة دياب إستقالتها؟

يجيب النائب في كتلة الجمهورية القوية النائب وهبة قاطيشا “جنوبية” على هذا السؤال إنطلاقا من من خبرته العسكرية فيقول:” إدارة المجلس الاعلى للدفاع باتت أشبه بمن يدير دكانة، وهو يتخذ قرارات من المفروض أن يصدرها وزير وهذا أمر مؤسف ويدل على ان الوضع السياسي في لبنان بات أشبه بمهزلة وأننا وصلنا إلى درجة عالية من الانحلال السياسي”، مشددا على أن “المجلس الاعلى للدفاع في بلدان العالم يجتمع مرتين في العام على الاكثر، والاجتماعات التي تجري لا يجب أن تكون مكررة حتى و لو كنا في حالة التعبئة العامة، لأنه لو كان هناك داع للإجتماع فالاجدى أن تجتمع الحكومة المستقيلة، ولأن هذا لا يحصل فأن ذلك يعني أن لا شيء مهم بإنتظار تشكيل حكومة إلا إذا حصل أمر يهدد الامن القومي للبلاد( إجتياح إسرائيلي مثلا)”.

قاطيشا لـ”جنوبية”: الاعلى للدفاع  يدير البلاد مثل “دكانة”!

ويختم:”لا داعي للإلتفاف على دور قيادة الجيش لأنها جهاز منفذ لقرارات وزير الدفاع، ولا يجب تصوير قيادة الجيش أنها لاعب أساسي في السياسة اللبنانية فهذا الامر غير صحيح يجب ترك هذه المؤسسة لكي تقوم بواجباتها”.

وهبي قاطيشا
وهبي قاطيشا
السابق
الفرزلي يُبشّر بنظرة تفاؤلية للحريري و«فرح عظيم».. هل تولد الحكومة قريباً؟
التالي
آلاف الإصابات وعشرات الوفيّات بكورونا.. هل يعود لبنان الى الإقفال التام في الأعياد؟