الجيش «يُصارع» وحيداً في معركة الترسيم البحري!

الناقورة
بعد الجولة الرابعة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين لبنان و إسرائيل في الحادي عشر من تشرين الثاني من العام الماضي، يبدو ان الجيش اللبناني المكلف بملف التفاوض بوفد عسكري وتقني يصارع وحيدا، في ساحة البحث عن اعادة دفع المفاوضات على أسس القوانين الدولية، التي تحفظ حق لبنان في ثرواته النفطية.

في وقت لم ترتق فيه الرئاسات الثلاثة الى موقف موحد حول تعديل المرسوم 6433، وايداع الاحداثيات للخط الجديد الذي ينتهي بالنقطة 29، والذي بموجبه يحق للبنان اخذ كامل حقوقه الاقتصادية البالغة 2290 كيلو مترا مربعا، وتقع ضمن هذه المساحة اجزاء من حقل كاريش النفطي الاسرائيلي والبلوك 72.

وبالتالي الأمر الذي رفض لبنان عبر فريقه المفاوض برئاسة العميد الركن بسام ياسين، متابعة المفاوضات على مساحة ال860 كيلو مترا مربعا، التي لم يتطرق اليها اتفاق الاطار التي انطلقت على اساسه المفاوضات في الرابع عشر من تشرين الاول الماضي، داخل خيمة انشأتها قوات الامم المتحدة “اليونيفيل” في منطقة رأس الناقورة على الحدود اللبنانية الفلسطينية .

وكان السبب غير المعلن بشكل رسمي، من جانب اسرائيل والراعي الاميركي للمفاوضات لالغاء الجولة الخامسة، التي كانت حددت في الجلسة الرابعة ،ومهدت اسرائيل له بتصريحات عبر وزير الطاقة فيها، باتهام لبنان برفع سقف مطالبه وتغيير مواقفه سبع مرات في الامم المتحدة،الامر الذي رفضه لبنان وتمسك بمطالبه المحقة على اساس القوانين الدولية ومنها اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان و اسرائيل العام 1949.

واعتبر أن طرح الوفد الاسرائيلي الخط 310 الذي يدخل بعمق اكثر من اربعين كيلو مترا شمال الناقورة في المياه اللبنانية كان استفزازيا وتكبيل المفاوضات وفرطها.

قائد الجيش

و في مؤتمره الصحفي قبل اسبوع وجه قائد الجيش العماد جوزيف عون رسالة للسياسيين اللبنانيين حول ملف التفاوض غير المباشر.

وقال: دورنا تقني ومهمتنا محددة ، نحن جديين الى ابعد حدود للوصول الى حل يحفظ حقوقنا وثرواتنا وما طرحناه في التفاوض هو بحسب القوانين الدولية وننتظر من السلطة السياسية القيام بواجباتها بدعم ومواكبة وفدنا المفاوض او تتفضل تقول شو المطلوب منا”.

رئيس الوفد

أما رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيار بسام ياسين فقد كان جازما في كلامه خلال ندوة في الجامعة العربية المفتوحة عبر تطبيق زوم فدعا السلطات اللبنانية السياسية الى تعديل المرسوم 6433 وايداعه الامم المتحدة والذي يمكن على اساسه للوفد اللبناني العودة الى المفاوضات مع العدو الاسرائيلي.

وقال :اننا نحتاج إلى سياسيين أقوياء، ونحن سنتكفّل بتحصيل الحق، فنحن عسكريون نذهب إلى المعركة بغرض كسبها والمفاوضات هي حرب.

الولايات المتحدة الاميركية بالعمل لصالح إسرائيل وهي تسبق تل أبيب بالمطالبة بحقها

اضاف العميد ياسين إن قيادة الجيش اللبناني أبلغت الرئيس ميشال عون منذ انطلاق المفاوضات بخطين أحمرين وضعتهما لقاء ترؤس الوفد اللبناني المفاوض، أولهما أن تكون المفاوضات غير مباشرة، وهذا ما تحقق رغم الضغوط التي مورست على بيروت لتكون مباشرة، أما الخط الثاني فتمثل في حصر المنطقة المتفاوض عليها بالبقعة الجغرافية الواقعة شمال الخط 29 وتابع إننا كوفد عسكري جهزنا مشروع المرسوم منذ 15 يوماً، وأرسلته قيادة الجيش إلى وزارة الدفاع ،وهو يحتاج إلى توقيع وزيرة الدفاع ووزير الأشغال ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وان المرسوم يتم تعديله بمرسوم، ولا يحتاج إلى موافقة المجلس النيابي، ويمكن لحكومة تصريف الأعمال أن توقعه لأنه لا تترتب عليه أي تبعات مالية أو ضغط على الحكومة المقبلة.

وشدد على ان أي طرف لا يوقع على المرسوم، يكون قد طعن الوفد ،متهما الولايات المتحدة الاميركية بالعمل لصالح إسرائيل، وهي تسبق تل أبيب بالمطالبة بحقها ، وعندما يصبح الوسيط جاهزاً لدور الوساطة العادلة، وعندما يُوقّع المرسوم، سننزل إلى المفاوضات الغير مباشرة مرة أخرى.

السابق
طقس ربيعي في الـweekend..والأمطار تعود مساء الأثنين!
التالي
بعد إعلان سلامة عن «منصته»..التلاعب مستمر بالدولار!