هذا الارتفاع يترافق مع كلام لوزير المالية غازي وزنة بأن نسبة دعم المحروقات من قبل مصرف لبنان ستنخفض من 90 بالمئة إلى 85 بالمئة منذ مطلع نيسان المقبل وقد بدأت الاجتماعات التي تمهد لتطبيق هذا الامر، ما يدفع للبحث عن تداعيات هذا القرار على سعر المحروقات من جهة، وعلى المواد الاستهلاكية التي تدخل المحروقات كعنصر أساسي في إنتاجه من جهة أخرى .
رفع الدعم … فيلم رعب
يشرح عضو نقابة اصحاب المحطات في لبنان جورج براكس ل”جنوبية” أن “النقابة على تواصل دائم مع وزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط حول كل التطورات التي ستحصل”، لافتا إلى أن “إرتفاع سعر المحروقات اليوم له سببان الاول إرتفاع أسعار النفط عالميا وثانيا إرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء وكلما إرتفع سعر الدولار سيزداد سعر المحروقات في لبنان” .
براكس لـ”جنوبية”: رفع الدعم يوصل صفيحة البنزين إلى 165 الف ليرة
يضيف:” إعلان وزير المال غازي وزنة عن تخفيض دعم المحروقات من 90 بالمئة إلى 85 بالمئة في بداية شهر نيسان المقبل، يعني إرتفاع سعر صفيحة البنزين 11 ألف ليرة لبنانية إذا بقي سعر برميل النفط 68 دولار ودولار السوق السوداء 14 ألف ليرة وهذا يعني أن صفيحة البنزين ستصل إلى 55 ألف ليرة”.
إقرأ أيضاً: موسكو تطلب تدخل «حزب الله» لتشكيل الحكومة: إضغطوا على عون وباسيل!
والسؤال الذي يطرح هنا، ماذا لو تم رفع الدعم عن المحروقات بالكامل، كيف سينعكس ذلك على إنتاج المواد الاستهلاكية؟
يجيب براكس :” البلد بكامله سيتحول إلى فيلم رعب طويل، فمجرد التفكير برفع الدعم ستصبح صفيحة البنزين ما يزيد 165 الف ليرة شرط أن يبقى سعر الدولار في السوق السوداء على حاله وأيضا سعر برميل النفط( الدولار ب 14 ألف و برميل النفط 68 دولار)، وهذا الرقم حسابي لا يمكن تطبيقه على الارض لسبب بسيط هو من يضمن عدم إرتفاع الدولار بشكل جنوني وكيف سيتم تأمينه لدفع المستحقات؟ عندها سنصبح امام مزاد علني لشراء الدولار من يدفع أكثر يحصل عليه ولا يمكن وضع سعر صفيحة المحروقات لا سقف لها وهذا سيكون له انعكاس على كل القطاعات الانتاجية في البلد”.
ارتفاع الاسعار قادم
على ضفة جمعية حماية المستهلك يعتبر رئيس الجمهية الدكتور زهير برو ل”جنوبية” أن “إرتفاع سعر المحروقات سيترجم حتما إرتفاعا في كل المواد الاستهلاكية إما بسبب دخولها في عملية الانتاج ( الخبز مثلا) أو في عملية نقل للوصول إلى الاسواق( خضار ولحوم)”، مشددا على أن “خفض نسبة الدعم على المحروقات وإرتفاع أسعار الدولار له إنعكاسات على كل القطاعات الانتاجية في البلد بشكل هائل ، وأي مقاربة لهذه المعضلة بشكل جزئي لن يحل المشكلة لأن الانهيار يتسارع بشكل كبير والحد الادنى للأجور وصل إلى 45 دولار شهريا “.
يضيف:”لبنان حاليا في مرحلة إنهيار شامل والليرة فقدت تقريبا 8 اضعاف من قيمتها، وبالتالي أصبحنا أمام وضع جديد لأن كل المواد الاستهلاكية تتطلب وجود العملة الصعبة ونعيش مأزق إستيراد لهذه المواد والفيول لكهرباء لبنان”.
برو لـ”جنوبية”: ارتفاع أسعار المحروقات ينعكس على كل القطاعات الانتاجية
ويشرح برو أن “مدخرات الناس تساعدها في ان تصمد قليلا أما الفئات المعدمة فهي تعيش مأساة بكل ما للكلمة من معنى، ولذلك اي ترقيع في الحلول لن يوصل إلى أي مكان بل بالعكس سيؤدي الى تفاقم الازمات”.
ويختم: “نحن أمام مخاطر إنفجار كامل للبنان لأن الدولة غير موجودة ونعيش مأزق تاريخي بالتأكيد وإحتمالات الخروج منه غير مضمونة”.