لبنان يَحط في «جهنم»..جباعي لـ«جنوبية»: السيناريو اللبناني أسوأ من النموذج الفنزويلي!

سعر المواد الغذائية في فنزويلا بسبب التضخم المالي
"وصلنا إلى جهنم وعلى جناح السرعة" هذه العبارة ليست للتهكم على الوضع المالي والاقتصادي والمأزق السياسي الذي يعيشه اللبنانيون منذ عام و5 اشهر تقريبا، بل هي جملة تعكس الواقع الانهيار الحقيقي لبلاد الارز.

والأدلة على ذلك كثيرة، أولها أعمال العنف وتكسير السوبرماركت وقطع الطرقات التي تدور رحاها في مختلف المناطق، وفقدان المواد الاساسية والمدعومة وإشكالات متنقلة بين المواطنين بسبب كيس سكر أو حليب مدعوم، أما باقي المواد غير المدعومة فأسعارها ترتفع بطريقة جنونية وبين اليوم والاخر، وهي لا تزال على الرفوف بسبب جشع لا مثيل له من تجار، إما يحتكرون المواد المدعومة لبيعها بأسعار غير مدعومة، أو يتم تهريبها إلى الخارج من أجل الحصول على الدولار الكاش.

حالة “كوما” تامة تعيشها حكومة تصريف الاعمال لجهة عدم قيامها بأي إجراءات تخفف من سرعة الوصول إلى جهنم

 ثاني هذه الادلة صفوف السيارات التي تقف على محطات البنزين، لكي يُسمح لها بتعبئة بضع ليترات وليس صفيحة كاملة، في الوقت الذي رفعت محطات كثيرة في الشمال والجنوب والبقاع وبيروت والضاحية الجنوبية خراطيمها ، وأقفلت أبوابها بسبب فقدان المادة لديها، وثالثها تهديد الافران اليوم بالتوقف عن تأمين الخبز للمواطنين في حال إستمر إرتفاع سعر الدولار بسبب الخسائر الكبيرة التي تتكبدها جراء إرتفاع أسعار المواد الاولية أو المحروقات.

إقرأ أيضاً: بعد 80 عاماً..اللبنانيون الى المجاعة دُر!

الدليل الرابع هو فقدان أعداد كبيرة من الادوية من الصيدليات بسبب إما تخزينها أو تهريبها إلى الخارج مع مواد أساسية أخرى، وخامسها حالة “كوما” تامة تعيشها حكومة تصريف الاعمال لجهة عدم قيامها بأي إجراءات تخفف من سرعة الوصول إلى جهنم، وسادسها طبقة سياسية خالية من أي حس بالمسؤولية الوطنية تجاه مواطنين، يحترقون يوميا بنار الاسعار ويذلون في المصارف للحصول على ودائعم بالليرة اللبنانية وبسقف محدود، وسابعها إحتجاجات شعبية في كافة المناطق وقطع طرقات إحتجاجا على الاوضاع الاقتصادية وفلتان أمني لجهة زيادة عدد السرقات وأعمال العنف بين الموطنين، وثامنها سوق موازية وغرف سوداء تعمل على رفع سعر الدولار عبر المضاربات على سعر صرف الدولار مقابل الليرة ليبلغ اليوم 15000 أي 10 أضعاف السعر الرسمي 1500 ليرة.

امام كل هذه الوقائع هل وصلنا إلى قعر جهنم إقتصاديا و أمنيا أم لازلنا في مرحلة السقوط؟

الخبير محمود جباعي

يجيب الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي “جنوبية” بالقول:”نحن في مرحلة الانهيار السريع للدولار والواضح أن الارتفاع  في سعر صرف  الدولار مقابل الليرة  بين 500 والف ليرة  يوميا بعد مرحلة الارتفاع بين 100 و200 ليرة”، موضحا أن “الدولار لم يعد له سقف لأسباب عدة أولها أن مصرف لبنان لم يتدخل في ضبط سعر الصرف، وحاكم مصرف لبنان  خارج البلاد ولا يقوم بواجباته لحماية قيمة العملة الوطنية في البلد، وثانيها غرق السوق اللبنانية بالليرة بسبب المبالغة في طباعة العملة وشح الدولار مما يساهم في مزيد من الانهيار، بالاضافة إلى أن المشهد السياسي السيء وغياب التوافق وعدم وجود أفق لولادة حكومة في المدى القريب”. 

حمدان: الدولار لم يعد له سقف لأسباب عدة أولها أن مصرف لبنان وحاكمه لم يتدخلا في ضبط سعر الصرف

يضيف: “من أسباب الانهيار الذي نعيشه هو إنعدام ثقة المواطن بالليرة اللبنانية وتفضيله الدولار ولو خسر أكثر من 50 بالمئة من ماله، ولذلك أعتقد أنه من الممكن جدا أن يصل سعر الدولار إلى 20 ألف  ليرة  إذا لم تحصل حلول”، مشيرا إلى أن “كل الكتل النيابية تقول أنه إلى الآن لا حكومة في المدى القريب، وأن الوضع صعب ونتمنى المعالجة السريعة  من خلال  تشكيل حكومة و إلا فإننا قاب قوسين أو أدنى من النموذج الفنزويلي”.

ويختم: “النموذج الفنزويلي أفضل منا مئات المرات لأن لديهم قطاعات إنتاجية من نفط  وزراعة، بينما الدولة اللبنانية لا يمكنها أن تقدم أي مساعدات  للمواطنين والواضح أننا دخلنا في مرحلة الانهيار والانفجار الكبير”.

السابق
بعد 80 عاماً..اللبنانيون الى المجاعة دُر!
التالي
حكومة دياب تفضح أوراقها..«ملهاة الدعم» إنتهت!