دائرة الغضب تتسع.. ماذا يدبر في الخفاء ضد «ثورة الجُياع»؟

الثورة اللبنانية

اندفاع الجماهير الغاضبة الى الشوارع لليوم الثالث بمطالب معيشية وان بوتيرة متفاوتة ، وتبدى على شكل فورات متقطعة، لا يقلل من حجم الانهيار والمأساة اليومية للمواطن الذي اكتوى بنار الدولار والغلاء وحال التوجس والخوف على مصيره، ليس ادل عليه ما حصل اليوم في من اشكالات متنقلة “مذلة” في عدد من السوبرماركت على خلفية على شراء كمية من ” البضاعة المدعومة” من الحليب والزيت.

واختلف مشهد الاحتجاجات اليوم، ومنها انطلق من جسر المطار باتجاه السفارة الكويتية، وصولا الى قلب العاصمة، كما قطع اتوستراد الجية وبقاعا عند مستديرة الفرزل باتجاه بعلبك.

إقرأ أيضاً: إنتفاضة الثوار تُفرمل جموح الدولار..والموت «الكوروني» يَقسو جنوباً وبقاعاً!

الطرقات التي قطعت منذ صباح اليوم قابلتها دعوات للتحرك في جل الديب وقد تحدثت صفحات الضاحية الجنوبية عن يوم غضب وانطلاق شرارة الثورة من جديد.

واللافت هو تمدد قطع الطرقات وإعادة فتحها بشكل متنقل وخاطف، ويمكن توصيف هذه التحركات في الشكل بالنظر اليها كـ “فشة خلق” لبضع ساعات، وكأنما المطلب المعيشي على أهميته، لم يعد مغريا كثيرا للمواطن لاسباب عدة ابرزها، احباطه من الطبقة الحاكمة وعدم جدوى صراخه حيث لا اذان سياسية صاغية، او ربما اعتياده على الوضع او “بلعه” قصة ارتفاع الدولار، وتخطيه حاجز الـ 10000، بعد ان تمت تهيئته خلال الفترة السابقة.

في حين تتحدث مصادر مطلعة لـ “جنوبية” عن “وجود غرف عمليات تدير التحركات في بعض المناطق التي ذات النفوذ الحزبي، ومحاولات لتحويلها الى معارك شوارع متقابلة، لتسجيل مواقف وايصال رسائل سياسية، حيث لكل منطقة رمزيتها الحزبية، اذ لا يمكن فصل التحركات والتعامل معها على القطعة، وقد صورت بعضها وكأنها بدفع من القوات في محاولة لتوريط بكركي في بعض المناطق، ليسجل على خط السفارة الكويتية قطع خط السير من قبل افراد بشكل سريع، مع هبات ميدانية استعراضية واستطلاعية في الوقت عينه، لدراجات الخندق الغميق”.

الا ان اللافت حتى الساعة هو الطريقة التي يتعامل بها الجيش مع المحتجين، حيث لم يسجل أي صدامات وان لم يخل الامر من بعض الاحتكاكات، كما انها لن تعد تحظى بالتغطية الاعلامية المباشرة كما في السابق.

اختلاف المشهد هذه المرة يدفع الى طرح أسئلة كبيرة، هل هناك ما يدبر في الخفاء بهدف “شيطنة” ثورة الجياع؟

السابق
عامية 17 تشرين: لبنان دولة أسيرة ومنهوبة!
التالي
«كورونا» يحصد المزيد من اللبنانيين.. والإصابات بالآلاف!