بالفيديو: حارث سليمان و«ضرورات لبنانية لانتصار ثورة ١٧تشرين»!

احتجاجات لبنان

تحت عنوان ( ضرورات لبنانية لانتصار ثورة ١٧ تشرين) تحدث الدكتور حارث سليمان طوال خمسين دقيقة حول وضع الثورة والزمرة الحاكمة وموقع حزب الله ضمن السلطة، وانفجار المرفأ، وخطاب البطرك بشارة الراعي الاخير والموقف منه.

لن الخص مضمون التسجيل، فهو متاح وممتع،وإنما اسجل موافقتي على ما جاء فيه ودقته في التحليل والتوصيف. وأوافق خاصة على ما أكده الصديق الدكتور فواز طرابلسي حول ضرورة انبثاق قيادة (للثورة ) وتحديد برنامجها بوضوح أدإن هي أرادت فعلا أن تشكل البديل. وهذا الرأي الذي، اوافق عليه، مخالف لرأي الصديق الدكتور محمد علي مقلد الذي يعتبر أن ( الثورة تطالب) ولا حاجة لتحديد قيادة لها. والحسم بهذا الموضوع بات ضروريا حتى ولو لم يكن متيسرا.

وكان الدكتور حارث قد شرح بتبسيط ووضوح كيف ضخمت هذه السلطة القطاع العام (وحشته )بالموظفين وارهقت خزينة الدولة بالرواتب والسرقات، وتوقف امام استحالة استمرارها بهذه السياسة بسبب وضع خزينة الدولة المزري. وهنا أود أن أضيف التالي:

طوال أكثر من ثلاثين عاما وهذه السلطة تبني نفوذها على حساب خزينة الدولة. وبات لاقطاب هذه السلطة عشرات آلاف المنتفعين عبرها ويربطون مصيرهم بمصيرها، وحتى هذه اللحظة كثر منهم يعتقدون أن أزمة لبنان الراهنة هي أزمة مؤقتة، وأن مصلحتهم هي بالولاء لقياداتهم الحالية، حيث لا قيادة أخرى يراهنون عليها. إن يقين المثقفين والمتنورين من عدم قدرة هذه السلطة على الاستمرار في تقديم ذات (الرشاوي) لا يماثله ذات القناعة عند قسم كبير من الناس الآخرين.هناك مسافة ما زالت تفصل بين الواقع ووعي الناس له. ولذلك يصاب الكثيرون بالإحباط لشعورهم أن ردات الفعل على الواقع المخيف لا تزال متواضعة.ولذلك نسمع وسط المنتفضين ردات فعل معادية للناس بسبب عدم استجابتها لدعوات التحرك. الناس ومن دون أن نشعر احيانا تتغير ببطء وتراكم قناعاتها خاصة وأن السلطة عاجزة عن تقديم أي حل. عدد الناشطين المتواضع،يصيب البعض بالاحباط خاصة بعد الاعداد الغفيرة التي بدأت بها التحركات. ربما على الناشطين توسيع دائرة اتصالاتهم بمحيطهم في السكن والعمل والمدرسة والجامعة لكسب مشاركين اضافيين في التحركات بدلا من الاستمرار باللقاءات مع بعضهم البعض. هذه عادة من مهمات الاحزاب ولكن وضع هذه الأحزاب وتقلص مساحات تأثيرها معروفة.

إقرأ أيضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: ثورة ١٧ تشرين هي الأصل و حراك بكركي ثمرة من ثمارها

نقطة اخرى أشار لها الدكتور حارث واود توسيعها على مسؤوليتي لربما لم يقصد صاحب الكلام ما سأعرضه تماما.
اسماء( المسميات) التي باتت تتجاوز المئة والمأتين لا يمكن أن تكون بريئة. هناك العديد من المسميات والتي لا يتجاوز عدد أفراد بعضها عدد أصابع اليدين ،قد تكون مفتعلة من قبل أجهزة واطراف كل همها بعثرة قوى الانتفاضة واختراقها.وهذه الأجهزة أو الاطراف تدخل إلى وسط الناشطين وتشارك معهم نشاطاتهم ثم تبدأ بتحمل كلفة النقل والصوتيات، وتقديم مساعدات نقدية للناشطين بدون أي مقابل وشيئا فشيئا يصبح لهؤلاء الممولين تأثيرهم على بعض المجموعات دون أن يكون متلقو المساعدة على دراية بهدف الممول. هذا لا يعني أن كل مساعد أو متبرع موضع شبهة، ولكن تكاثر هذه المجموعات يدعو للحذر. البعض يقدم الدعم عن قناعة والاغلبية يقبلون هذا الدعم عن ثقة ونقاء إلا أن التنبه لاهتمام الصديق كما العدو بإختراق ( الثورة) هو أمر جدي

في هذه الثورة قد تتقاطع مصالح متناقضة عند نقطة آنية ما ولاهداف مختلفة. الناشطون يتحركون ويرفعون مطالب محددة وقد ينضم اليهم ناشطون بهدف دعم هذا أو ذاك من أطراف السلطة. هذا حصل وسيحصل مستقبلا ويجب أن لا يخيفنا ذلك.قد يلجأ البعض إلى العنف المشبوه أو حرف الهتافات بوجهة محددة وهذا طبيعي ولذلك لا بد من وجود قادة ميدانين ومصورين لتسجيل المخالفات وفضح المندسين. ربما هذا ما أراد الدكتور حارث الإشارة إليه عندما حذر من تلاعب الأجهزة والدول بنا كما فعلوا بالثورة السورية.

مثال آخر على تقاطع المصالح المتناقضة احيانا هو الإعلام.

احيانا تغطي محطات التلفزة كل التحركات وبأدق تفاصيلها وأحيانا تغيب كليا عن السمع، احيانا تنتقي من كل الهتافات والشعارات هتافا أو شعارا بعينه خدمة لسياساتها، أو خدمة لممولها الداخلي أو الخارجي. وهذا يجب أن لا يرعبنا،لأننا واثقون من عدالة مطالبنا ومن حقارة هذه السلطة الحاكمة. واذا أردنا أن نرد بذات الأسلوب والمقاييس على متهمينا فلن نعفي احدا من تهمة العمالة لاسرائيل وأخواتها. أخيرا اتمنى على الجميع الاستماع إلى تسجيل الدكتور حارث سليمان.

السابق
مفاجآت رمضان.. غسان مسعود يحكم عليه بالإعدام في مسلسل يحمل اسمه
التالي
على وقع التحركات الشعبية.. هل ينخفض سعر صرف الدولار مساءً؟