وصلت التظاهرات الشعبية هذه المرة حدّ الاعتراضات إلى مستوى محاصرة بيوت السياسيين الممثلين لمدينة طرابلس في الندوة البرلمانية والحكومات السابقة؛ هذا وقد حذَّر المنتقدون والمستنكرون والمعترضون على ما جرى حذَّروا من أن ينجر المشهد الطرابلسي إلى بقية المناطق اللبنانية، ومن أن تكون أحداث طرابلس الشرارة التي تؤدي إلى اشتعال كل لبنان، وقيَّم بعض السياسيين المشهد الطرابلسي من أنه يأتي في إطار النيل من هيبة الدولة اللبنانية والقوى الأمنية والجيش اللبناني .
اقرأ أيضاً: كلام ماكرون لن يكون «صرخة في برية».. هل تولد الحكومة في شباط؟!
استنكارات دون حلول
ورغم اتفاقنا في بعض الرؤى مع هؤلاء المنتقدين والمستنكرين والمعترضين ولكن أحداً منهم لم يُقدِّم حلولاً تسمن أو تُغني من جوع الجائعين والبطون الخاوية الفارغة التي نزلت مُحقَّة إلى الشارع، فما أسهل التنظير للحلول ، وما أقل المساعي للحلحلة، فقوى السلطة ورموزها غارقة في النعم ولا يعيشون تفاصيل الأزمات والمعاناة اليومية التي يعيشها المواطن اللبناني، بل يُترك الشعب المحروم المظلوم ليقلع شوكه بيديه، ولا أحد يعمل بجدية على إيجاد حلول مستدامة !
وما حصل في طرابلس بالأمس قابل ليتكرر في قابل الأيام في مدن ومناطق لبنانية أخرى ، لأن الشعب متروك ليتخبط في مشاكله بلا حلول ممن بيدهم الحل والعقد، الذين ما زالوا يعيشون عقلية من سيتمكن من استنزاف المال العام والخاص أكثر من غيره ، والعين هذه المرة على ما تبقى من ودائع المودعين ومن ثروة النفط والغاز التي يظهر أن الحكومة المقبلة اتفقت على كيفية المحاصصة فيها !
فكيف سيكون حال الشارع هذه المرة عندما تقع الواقعة الكبرى ؟ وهل أعدَّ المنتقدون والمستنكرون والمعترضون في موجة الانتقادات والاستنكار والاعتراض القادمة قليلاً من الخُبز لكم الأفواه الجائعة وملىء البطون الفارغة ؟
وهل استحضروا حبة دواء لتسكين آلآم الموجوعين والمرضى ؟ أم أن الكلام المجاني هو زاد هؤلاء في طريق الجُلجلة وذات الشوكة ؟
ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود ؟!