«نيران صديقة» تحرق «عاصمة السلام»!

مبنى بلدية طرابلس

غريب أن يحترق مبنى البلدية في طرابلس من دون أن يكون هناك حماية جدية له من قبل القوى الأمنية كافة، أو حتى من شرطة البلدية. وغريب أن يستشهد شباب طرابلس بنيران “صديقة”، وقد كان من المفترض ألا يستعمل إطلاق النار الحي وألا يتواجد الرصاص الحي أصلاً. فهل الجريمتان “المقصودتان” هما من صنع مرجعية واحدة، وهل إشعال النيران الذي طال البشر والحجر في يوم واحد، يهدف الى تأجيج النيران بين مكونات المجتمع الطرابلسي؟!

اقرأ أيضاً: بالصور.. كيف بدا مبنى بلدية طرابلس صباحا بعد إحراقه أمس؟

ينزل شباب الثورة في طرابلس منذ سنة وأربعة أشهر الى ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) من دون التعرض للممتلكات العامة. ولكن هناك من يتربص بطرابلس بهدف تركيعها وتركيع أهلها! وكان أهلها قد استعملوا “صندوق البريد” لتوجيه رسالة اللا ثقة لأركان الطبقة السياسية “كلن يعني كلن”. وقد جاء رد جهات مجهولة من هذه الطبقة السياسية سريعاً بإطلاق عملية إحراق المدينة. فهل أيادي الإثم هي أجهزة، سرايا ما، تيارات أو غيرها؟. قد لا نعلم إطلاقاً في بلد لا تصل فيه التحقيقات الى أي نتيجة، في حين أن الثوار من أهل المدينة يحرصون على “أملاكهم” العامة كما يحرصون على أملاكهم الخاصة، ولن تنفع المحاولات “التاريخية” لإلصاق التهم بالمدينة بالتعصب.

فهل من قاد لبنان الى جهنم، ينوي أن يحوّل “طرابلس مدينة السلام” الى طرابلس عاصمة “جهنم”؟!


فلا الشعب الموجوع ولا الشعب الجائع ينوي هدم منزله فوق رأسه. ولكن إرادة توريط المدينة، بخلفية العزة والكرامة التي ترفض الانصياع لأوامر أهل السلطة سيكون باهظ الكلفة على المدينة وأهلها. إن طرابلس هي المدينة المهملة من أركان السلطة، وخاصة ممن “مفروض” أن يكونوا الأقربين! ولكن موجة التضامن مع طرابلس من كل لبنان ستجتاح الوطن!

تملك طرابلس كل المقومات لكي تكون إحدى أجمل مدن المتوسط. فهل من قاد لبنان الى جهنم، ينوي أن يحوّل “طرابلس مدينة السلام” (اللقب الذي أطلقته عليها منذ سنوات ويرمز إليها على المبنى “العلم” في ساحة النور) الى طرابلس عاصمة “جهنم”؟!

السابق
الحريري يتحدّى عون.. وردّ عنيف على «مقالة فخامته»!
التالي
«جنوبيون للحرية»: ما حدث في طرابلس عمل تخريبي بامتياز ومقصود!