الالتزام الكوروني في يوم الإقفال الكامل ومنع التجول الثالث، كان على محك امتحان السلطة من جهة وإختبار مدى قدر المواطنين على التحمل والصبر والجدية في مواجهة الجائحة القاتلة.
ووفق سجلات الامن الداخلي وتوثيقه للخروق فقد حررت قطعاته 2500 محضر ضبط مخالفة ناهيك عن المخالفات التي لم ترصدها “ردارات” الامن الداخلي ولا قواه المنتشرة في مناطق من دون مناطق اخرى ولا سيما في البقاع والجنوب حيث غابت الدوريات عن قرى ومدن وظهرت في اخرى ولا سيما الساحلية منها كصور وصيدا.
تفلت مقلق جنوباً
وكأن ليس هناك “كورونا”او اغلاق كامل ومنع تجول، فإستمرت مسيرات التشييع لمتوفين بغير “الكورونا” ولتكسر كل معايير الالتزام بالتباعد والاجراءات الوقائية.
وفي قضاء صور تكررت مشاهد التشييع وشيعت سيدة من بلدة البرج الشمالي بمأتم ضمَّ المئات، ومن ناحية الإجراءات، فالكل يعرف انه أثناء التشييع لا مكان لإمكانية التباعد المفروضة لعدم التقاط عدوى الكورونا.
واللافت أنّ هذه البلدة تلت مدينة صور بعدد إصابات الكورونا حيث بلغ عدد الإصابات فيها 557 إصابة، إضافة إلى 156 إصابة مسجلة في مخيم البرج الشمالي والذي يعتبر حيّ من أحياء البلدة، و يتشارك الأهالي سوية في جميع المناسبات.
و لم يكن مشهد التشييع الخطير في البرج الشمالي أقله خطورة سواء في بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون او بلدة كفرا قضاء بنت جبيل حيث شيع شابان، توفيا بعد أن هزمهما فيروس الكورونا.
إقرأ أيضاً: سماسرة الـPCR يَنشطون في صور..و «الثنائي» يَحتكر الدواء في البقاع!
وفي الجنوب أيضاً و تحديداً في اتحاد بلديات صيدا الزهراني حصل إرتفاع غير مسبوق بإصابات كورونا، 469 خلال هذا الأسبوع، إضافة إلى انعدام تواجد أسرة فارغة لإستقبال المصابين في مستشفيات صيدا، كما تمَّ تسجيل رسالة صوتية لسيدة تقول بأنها تنتظر أن يموت مريض يستعمل جهاز تنفس، ليستطيع زوجها المصاب أخذ مكانه و استعماله.
وفي صيدا، قامت قوى الامن الداخلي باقفال سوبر ماركت البساط و محلات البقاعي في عبرا شرق المدينة بعد اكتظاظ المواطنين امامهما كما قامت بتسطير محاضر ضبط بعدد من المحلات الموجودة في المنطقة لعدم التزامهم قرار التعبئة العامة الصادر عن المجلس الاعلى للدفاع وفي حي النجاصة تم توجيه إنذار لأحد أصحاب محلات السوبرماركت وإلزامه عدم استقبال زبائن داخل المحل واقتصار عمله على خدمة الدليفري.
البقاع
وتفاوت الالتزام بالاغلاق الكامل بقاعاً، وفي حين التزمت المؤسسات بنسبة كبيرة شهدت الملاحم ومحال الخضار والسوبرماركات والصيدليات زحمة متسوقين، لتعود الحياة الى الطرقات الرئيسية والفرعية البقاعية بشكل ملفت.
وتسطير محاضر ضبط من قبل حواجز الامن الداخلي الظرفية على الطرقات الرئيسية بحق المخالفين.
وفي سياق متصل انفجر فجر السبت خزان يحتوي عشرة آلاف ليتر من البنزين، بالقرب من محطة أكرم. م. ج. على طريق وادي فيسان في منطقة القصر الحدودية في البقاع الشمالي واقتصرت الأضرار على الماديات.
واكدت مصادر امنية لـ”مناشير”، أن الخزان الذي انفجر معد لتزويد صهاريج واليات التهريب”.
وقالت المصادر :” ان طرقات التهريب لا زالت تشهد حركة دؤوبة”.
ولفتت الى ان الصهاريج البنزين والمازوت التي تاتي الى منطقة البقاع الشمالي في الاسبوع تكفي المنطقة ثلاثة اشهر”، وتابعت :”ليس سهلاً ضبط الحدود لانها تحتاج دعم سياسي من قبل “حزب الله”، والا نكون نرواح في دائرة مفرغة”.
