عناد مستحكم بين «التيار» و«المستقبل».. من «يصرخ» أخيراً؟!

تيار المستقبل والتيار الوطني الحر

يشبه أحد الظرفاء المواجهة “الحامية الوطيس” التي تدور رحاها بين الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري وتيار المستقبل من جهة أخرى، بقصة “العنزتين العنيدتين” اللتين إختلفتا على أفضلية المرور فوق جسر لا يتسع إلا لواحدة وأبت أي منهما التراجع للأخرى وفضّلتا العراك حتى أُنهكتا وسقطتا في النهر. هذه القصة الرمزية التي تدلل على ما آلت إليه الامور بين الطرفين المتنازعين، لن تكون نتيجتها فقط سقوط الجانبين في هاوية الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وإنهاء العهد بمزيد من الاخفاقات والخسائر السياسية، و يوصف أداء الرئيس الحريري صفة بالمراوحة بلا طائل، بل الخوف من أن يسقط معهما أيضا الشعب اللبناني بأكمله في هاوية الانهيار الاقتصادي والمالي، نتيجة الازمات المتراكمة التي تعصف به بدءا من جائحة كورونا وصولا إلى الوضع المعيشي والاقتصادي المتدهور.

إقرأ أيضاً: بالفيديو:«الجديد» ترصد «نميمة» عون ودياب عن الحريري: عم يكذّب وتأليف ما في!

إلى أين؟

كل ما سبق يجعل السؤال “إلى أين ستصل هذه المواجهة وما هو السبيل للخروج من دوامتها” مشروعا، خصوصا في ظل المراوحة الحاصلة في تشكيل الحكومة من دون تسجيل أي تطور أو وساطة داخلية أو خارجية تُعيد الزخم إلى عملية التأليف. أما الاجابة على هذا السؤال من الطرفين المعنيين فتنطلق من نفس الحجج والمقاربة للإستمرار في عراكهما المتمادي، إذ يشرح عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لـ”جنوبية” أن “هذا الموضوع له شقان، الاول يتعلق بإصرار التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون وفريقه على تأليف الحكومة تتضمن “الثلث المعطل” وتراعي مصالحهم الآن وفي المستقبل ولا تراعي مصالح البلد، والشق الثاني من التصعيد الحاصل هو بسبب تيقن النائب جبران باسيل أنه لن يكون له دور في أي حكومة مقبلة بعد العقوبات الأميركية، ولذلك فهو يعاقب كل اللبنانيين ويزيد معاناتهم الاقتصادية والمالية بإطالة أمد تشكيل الحكومة إذا لم تتوافق مع معاييره، وهذه المواجهة ستستمر طالما ليس هناك إحتكام للدستور وطالما أن فريق العهد اخذ القرار بوضع البلد على فوهة إنفجار إجتماعي ومالي وإقتصادي وربما أمني لأنه يريد حكومة تناسب مصالحه”.

الحجار لـ”جنوبية”:  المواجهة مستمرة بعد قرار  العهد  وضع البلد على فوهة الإنفجار

يشرح الحجار أن “الكل يعلم ان المبادرة الفرنسية نصت على تأليف حكومة إختصاصيين لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، وهذا ما وافق عليه كل المجتمع الدولي والمرجعية المارونية الاولى في البلد أي بكركي والافرقاء السياسيين ما عدا التيار الوطني الحر تحت حجة الدفاع عن حقوق المسيحيين”، لافتا إلى أن “هذه الحجة تتناقض مع ما يريده الرئيس الحريري، الذي قال كلمته في هذا الموضوع وسلّم مسودة تشكيلته الحكومية إلى الرئيس عون، وهو بإنتظار أجابته على هذه المسودة وفقا لنص الدستور وليس على التصور الذي وضعه عون للحكومة(تضمن التصور توزيع للحقائب على الطوائف والمرجعية السياسية التي ستسميها و قد أعطى المالية للشيعة) “.

ويشدد على أن “اساس المشكلة داخلي لأن التيار الوطني يريد تشكيل حكومة وفقا لمعايير الخاصة ويلاقيه في ذلك حزب الله، والدليل أن الخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله تضمن تأكيده على الاسراع في تشكيل الحكومة ، ولكن إلى اليوم لم نلمس أي جهد من الحزب لإنجاح المبادرة الفرنسية، وهذا يعني ان الحزب لا يريد حكومة إلا بعد ثمن تقبضه إيران و لو على حساب الشعب اللبناني”.

ويختم:”لا أرى هناك حل للواقع الراهن وهم (التيار و الحزب) يتحملون مسؤولية ما ستؤول إليه الامور في البلد لأنهم يمنعون تشكيل حكومة لأسباب داخلية تتعلق بالتيار الوطني وخارجية تتعلق بإيران “.

محمد الحجار

وحدة المعايير

على ضفة التيار الوطني الحر يشرح عضو تكتل لبنان القوي النائب إدغار معلوف لـ”جنوبية” أن “العمل من دون معايير موحدة هو الذي أوصل الامور إلى هذه الدرجة من التعقيد، فالتيار الوطني الحر يتعرض لهجوم منذ شهرين تقريبا حول تشكيل الحكومة، وجوابه أنه منذ تكليف الرئيس الحريري، أننا سنكون مسهلين و متعاونين لتشكيل الحكومة، شرط أن يضع الرئيس المكلف معايير موحدة تطبق على جميع الطوائف والاحزاب في تشكيلة الحكومة”، لافتا إلى أنه “بالنسبة للتيار ولرئاسة الجمهورية الحل داخلي ولا علاقة لنا بأي عقد خارجية، وإذا كان هناك من شروط خارجية على الرئيس المكلف فاليفصح عنها”.

معلوف لـ”جنوبية”: إذا كان الحريري من يسمي الوزراء الشيعة.. فلنسمعها  الحزب و أمل 

ماذا عن الوساطات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ؟ يجيب معلوف:”جميع الاطراف تتحدث مع بعضها ولا مشكلة لدينا ولكن الحل بالنسبة لنا، هو أن يشرح لنا الرئيس الحريري المعيار الذي على أساسه يشكل حكومته، هل هو معيار الاختصاص الذي لا يتناسب مع حكومة من 18 وزيرا ؟، ووفق أي معيار تعاطى مع الطائفة الشيعية ووزارة المالية؟ والاهم بالنسبة لنا هو أن نسمع رد كافة الاطراف المعنيين بتشكيل الحكومة، فإذا كان هو من يسمي الوزراء الشيعة نريد أن نسمع ذلك من حزب الله و حركة أمل “.

ادغار معلوف
ادغار معلوف
السابق
قبل أن يكون«الحق عالناس».. فرّان يُفنّد قرارات الدولة الكارثية في التعامل مع«كورونا»!
التالي
صورة لوزير الصحة من المستشفى تُثير بلبلة: ينقل «الكورونا» للموظفين!؟