الفاتيكان يتحرك عبر بكركي.. وعون يدرس «عرض» الراعي!

ليس تفصيلا أن يوجه البابا فرنسيس إلى المسؤولين السياسيين رسالة لحثهم على القيام بدورهم الوطني لإنقاذ البلاد والعباد من هاوية لا رجوع فيها، من خلال الرسالة- النداء التي وجهها إلى كافة اللبنانيين عبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بل هو ترجمة لحرص مزمن على بلاد الارز يتظهر بصورة أكبر في الازمات، ولذلك كانت زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكردينال بيترو بارولين إلى لبنان في أيلول الماضي، منتدبا عن الحبر الاعظم، للتأكيد على دعمه للبنان على أثر حادثة إنفجار مرفأ بيروت.

إقرأ أيضاً: بعد مواقفه.. عون «يُخاصم» الراعي وأول رسالة: مقاطعة قداس العيد في بكركي؟!

إذا بعد مرور أكثر من عام على الازمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، يسعى الكرسي الرسولي لأن تكون مظلته جامعة لكل الاطياف اللبنانية المسيحية والمسلمة معا، وهذا ليس وليد صدفة أيضا، فلا مواقف تصدر عن الحبر الأعظم إلا وتكون قد أُشبعت درسا والمتابعة الديبلوماسية متواصلة بإحتراف كامل، فلا تسرع في الفاتيكان ولا مبالغات في غير محلها لبلورة مخرج لدولة لبنان بكل مكوناته من أتون الازمة التي تلتهم كل مقدراته شيئا فشيئا.

تكامل أدوار

هذا المخرج يفسره النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ”جنوبية بالقول:”هناك تحرك من بكركي ومن الفاتيكان لإخراج لبنان من أزمته وتفاهم كلي بينهما، وقداسة البابا يدعم كل تحرك يقوم به البطريريك مار بشارة بطرس الراعي”، مشددا على أن “الحركة البطريركية هي حركة ذاتية منطلقة من قناعته وتأثره بما يحصل وواجبه الوطني وحسه وكوريث لسلسلة بطاركة كان لهم دور أساسي في تكوين لبنان، والفاتيكان يدعم ويبارك كل ما يؤدي إلى خير هذا البلد “.

مظلوم ل”جنوبية”: حركة الراعي منطلقة من واجبه الوطني وتتكامل مع موقف الفاتيكان لما هو مصلحة لبنان 

ماذا عن اللقاء الذي جمع الراعي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم؟ يجيب مظلوم:”الراعي وكل اللبنانيين يأملون أن يتوصل كل من الرئيسين عون وسعد الحريري لتأليف حكومة تتحمل مسؤولية البلد وإخراجه من الكارثة التي يعيش فيها”، لافتا إلى أن “البطريرك الراعي يعرف أن هناك صعوبات وخلافات ومصالح، ولكنه يحاول دفع الجانبين لإقناعهم بأن لبنان يموت والشعب اللبناني يجوع، عليخم تغليب الحس الوطني والقيام بواجبهم في هذه المرحلة وإيجاد حل”.

المطران سمير مظلوم
المطران سمير مظلوم

عون يدرس طرح الراعي

على ضفة بعبدا فإن مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية تنقل لـ”جنوبية” أن “البطريريك الراعي أبدى للرئيس عون رغبته بتنظيم لقاء يجمعهما مع الرئيس الحريري في بكركي لتذليل العقبات أمام ولادة الحكومة، فكان جواب رئيس الجمهورية أن هذا الطرح يحتاج إلى تقييم قبل أخذ القرار”.

تضيف المصادر:”تمّ التطرق إلى الموضوع الاقتصادي والمالي وكورونا والاجراءات المتخذة وملف الحكومة كإستكمال لكل اللقاءات التي جرت بين البطريرك والرئيس سابقا، كما وضع عون الراعي بأجواء لقاءاته مع الحريري وتمّ التطرق إلى رسالة البابا الأخيرة “.

مثابرة لحصول خرق

في المقابل يصف رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن لـ”جنوبية” “البطريريكية المارونية بأنها مرجع وطني وليس ماروني”، مشددا على أن “البطريرك الراعي من خلال تحفزه لتشكيل حكومة جديدة يهدف إلى إنقاذ لبنان مما يتخبط به من مشاكل إقتصادية ومعيشية وصحية لأن لبنان لا يمكن أن يتعافى إلا بوحدة جميع أبنائه”.

الخازن ل”جنوبية: الراعي يسعى ويثابر لحصول خرق ينعكس إيجابا على كل اللبنانيين

يضيف:”البطريريكية المارونية تجسد هذا التطلع الذي يتمثل بتوحيد الصف اللبناني لأن البطريرك لا يتعاطى بالسياسة التفصيلية ولكن يتعاطى بالشأن الوطني كي يحافظ على لبنان الرسالة، ويسعى لحصول الخرق المطلوب لينعكس إيجابا على كل اللبنانيين وهذا ما سيثابر عليه للوصول إلى النتيجة المطلوبة” .

السابق
«الدواء مُهدد».. صرخة لصيادلة المستشفيات في لبنان تُهدد بعواقب وخيمة!
التالي
حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: تمثال سليماني..«مكروه» في إيران و«مستحب» في بيروت!