المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية «رهينة» الإدارة الأميركية الجديدة

قوات اليونيفيل في الناقورة

مصير مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الاسرائيلي غير واضح المعالم الى الان، فكما عطلت الجلسة الخامسة التي كانت مقررة في الخامس من الشهر الجاري دون بيان رسمي يوضح الاسباب، لم يجر بالمقابل تحديد موعد آخر للمفاوضات غير المباشرة، مثلما جرت العادة في اعقاب كل جلسة من جلسات التفاوض في مقر “اليونيفيل” في رأس الناقورة، التي انطقلت في الرابع عشر من تشرين الاول برعاية اميركية واممية بعد الاعلان عنها من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري.

إقرأ أيضاً: لبنان يرفض تقديم «هدية» لإدارة ترامب خلال المفاوضات مع إسرائيل!

الاسباب المستوحاة لوقف التفاوض الذي لم يحرز اي تقدم جوهري باستثناء الاجواء السياسية التي رافقت سيلا من الترحيب، متناغما مع صفقات تطبيع دول خليجية مع الاحتلال، والاعتراض المحلي الخجول على الشكل لا المضمون، وسبق ان قدم لها الجانب الاسرائيلي من خلال تغريدات ابرزها لوزير الطاقة الاسرائيلي ومقالات في الصحف الاسرائيلية، التي تحدثت عن سقف عال للمفاوض اللبناني لناحية حصة لبنان البحرية التي تضمن قسما من حقل “كاريش” الذي لزمت اسرائيل شركات اوروبية التنقيب فيه، وطرحت في مقابله بشكل استفزازي عبر فريقها المفاوض خط ال310 الذي يجتاح عمق المياه الاقليمية اللبنانية شمالا.


بكل الاحوال فأن مبدأ التفاوض حول هذا الملف الاستراتيجي السياسي والاقتصادي قد أعطى اسرائيل فسحة للمناورة في اكثر من اتجاه، تصور نفسها من خلاله انها اقرب الى السلام، رغم ان التفاوض كان يجري على وقع اضخم مناورات اسرائيلية تحاكي حربا مع لبنان، في وقت ذهب لبنان الى المفاوضات بوفد متمرس برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين و طرح ملفاته التفاوضية “الخرائط”، متمسكا ب2290 كيلو مترا من حقوقه، وعدم مقاربة خط “هوف” على الاطلاق الذي اقترح قبل سبع سنوات حلا توافقيا على مساحة ال850 كيلومترا يستفيد لبنان بنسبة 55 بالمئة واسرائيل 45 بالمئة من هذه المساحة.

«الباب التفاوضي لم يقفل نهائيا»


بحسب متابعين ومهتمين وخبراء بملف التفاوض البحري بين لبنان والعدو الاسرائيلي يؤكدون ل “جنوبية”: أن الباب التفاوضي عبر الوفدين اللبناني والاسرائيلي بوجود الراعي الاميركي لم يقفل نهائيا، لكنه ليس على نار حامية طالما ان القنوات الاميركية الديبلوماسية في ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، التي دفعت بقوة لانطلاق المفاوضات كهدف بحد ذاته لانجاز ملف الترسيم واستفادة اسرائيل من حقل كاريش المرتبط العمل فيه الى حد كبير بالترسيم البحري مع لبنان. كما هو الحال بالنسبة للبنان حيث لا يمكن للشركات الاجنبية الفرنسية وغيرها من التنقيب في البلوكين 9و8 اللبنانيين ،فهذه القنوات الاميركية ومنذ توقف الجلسة الخامسة ما زالت تعمل على خطي لبنان وأسرائيل لايجاد أرضية ومخارج لهذا الملف. ورجحت “عودة التفاوض مع انتهاء حقبة ترامب وبدء ولاية الرئيس المنتخب جون بايدن خصوصا، وأن ملف بهذا الحجم يرتبط بملفات عديدة في المنطقة، من النفط الى الحدود البرية اللبنانية الفلسطينية واستمرار احتلال اسرائيل لاجزاء لبنانية، من ضمنها القسم الشمالي من بلدة الغجر وتلال كفرشوبا و13 نقطة يتحفظ عليها لبنان، ويذهب البعض الى ربطه باعادة المفاوضات بين اميركا وايران حول الملف النووي الايراني”.

السابق
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: لبنان.. علامات احتضار لموت وشيك
التالي
لبنان في المرتبة 54 عالمياً… والأبيض يحذر من فترة الأعياد: لا تنسوا الـ«كورونا»!