ترسيم الحدود البحرية رهينة «المفاوضات» اللبنانية الأميركية.. قبل الإسرائيلية!

مكان انعقاد المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول الحدود البحرية

لا يمكن فصل قرار تأجيل الجولة الرابعة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عما يجري في المنطقة والكباش الحاصل بين لبنان والمجتمع الدولي، خصوصا لجهة تأليف الحكومة الجديدة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. ناهيك عن تأثيرات العقوبات الاميركية المرتقبة على شخصيات لبنانية، ونتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية والمستجدات الاقليمية خصوصا ما يتعلق بإغتيال العالم النووي محسن فخري زاده. فالمفاوضات وإن كانت ترتدي طابعا تقنيا إلا أن أبعادها السياسية واضحة للعيان وهذا ما أظهره بيان السفارة الاميركية في بيروت اليوم بأن “السفير الاميركي جون ديروشر زار لبنان اليوم، وأجرى محادثات ثنائية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وقد جاءت المحادثات في إطار الجهود الوساطة المستمرة للسفير ديروشر بشأن ترسيم الحدود البحرية اللبنانية- الاسرائيلية”.

إقرأ أيضاً: هل تعلق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل؟


إذا الجولة الرابعة لمفاوضات ترسيم الحدود التي كانت مقررة اليوم في الناقورة ألغيت، والعمل جار من قبل الوسيط الأميركي الذي إلتقى الجانب اللبناني وسيلتقي لاحقا الجانب الإسرائيلي كل على حدة لاستيضاح وجهات نظر الطرفين، علما أن الخلافات توسعت بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي حول المساحة المتنازعة عليها حيث طلب لبنان مساحة تتجاوز الـ 860 كلم إلى 2200 كيلومتر مربع، الامر الذي رفضته إسرائيل ما دفع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس بتوجيه رسائل مباشرة الى الرئيس عون بأن “لبنان غيّر من مواقفه تجاه قضية ترسيم الحدود عدة مرات”.

عدنان منصور

أبعاد سياسية

في حين أن رد الرئاسة اللبنانية هو أن “لبنان يطالب بترسيم الحدود وفق تقنية خط الوسط”، وهذا يعني أن  للمفاوضات أبعادا سياسية يجب قراءتها بتمعن وهذا ما يوافق عليه وزير الخارجية السابق عدنان منصور الذي يقول لـ”جنوبية”: “نوايا العدو الاسرائيلي هي نوايا سيئة تنطلق من أطماعه في المنطقة الاقتصادية الحصرية التابعة للبنان وهو يتطلع إلى إقتطاع قسم منها لأنها غنية بالغاز والنفط”، لافتا إلى أن “المفاوضات تجري تحت رعاية الوسيط الاممي والولايات المتحدة الاميركية وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة تأخذ بالتوصيات الاسرائيلية والجانب الإسرائيلي يعرف مكانته عند الاميركيين لهذا السبب لا يمكن للبنان أن يفرّط بحقوقه والاسرائيلين متشددين في موقفهم “.

منصور لـ”جنوبية”: عملية الترسيم سياسية واقتصادية


يضيف:”الترسيم في الوقت الحاضر له أبعاد سياسية مرتبطة بلبنان والمحيط في المنطقة، والولايات المتحدة تحاول ممارسة الضغوط على لبنان للسير بالتوجهات الاميركية وهي تعرف أن لبنان يمر بأزمة سياسية وإقتصادية ومالية حادة، وهو بحاجة إلى مساعدات من المؤسسات الدولية وصندوق النقد الدولي”، مشددا على أن” كل هذه المؤسسات تخضع للتوصيات الاميركية، وبالتالي ما يجري اليوم هو محاولة من الولايات المتحدة للضغط على لبنان للموافقة على توجهاتها في ما يتعلق بترسيم الحدود وإلا تحجب المساعدات الدولية عنه”.
ويرى أن “عملية الترسيم ليست تقنية فقط بل لها أبعادها الاقتصادية والمالية والاميركيون يحاولون وضع لبنان أمام الامر الواقع، والمطلوب منا كلبنانيين هو التضامن الشعبي لأن الجميع يعرف أن هناك ضغوطا على المقاومة في لبنان والاصوات التي إرتفعت في الاشهر الاخيرة أن حزب الله يسيطر على الحكومة وعلى لبنان وهناك أطرافا في لبنان تحمّل حزب الله مسؤولية الازمات التي يتخبط فيها لبنان وهذا أمر بعيد عن الواقع”.

فارس بويز
فارس بويز

الاعتبارات التقنية لم تعطل المفاوضات

يربط وزير الخارجية الاسبق فارس بويز ما يجري من تأجيل للمفاوضات بالتطورات السياسية الحاصلة في المنطقة، و يقول لـ”جنوبية”:”لا أعتقد أن في نوايا إسرائيل فصل هذه المفاوضات عن الواقع السياسي، ومن هنا حتى لو أن الطرح الاولي لهذه المفاوضات كان طرحا تقنيا فإني أرى أن الجانب الاسرائيلي أراد البدء بالتفاوض مع لبنان من الناحية التقنية للوصول إلى الملف السياسي”، لافتا إلى أن “هذه المفاوضات من وجهة النظر الاسرائيلية لا يمكن أن تنفصل عما يحدث في المنطقة من تطبيع ولذلك تحاول إسرائيل إتخاذ المفاوضات التقنية كمدخل للمفاوضات السياسية، وهناك ترابط بين ما يحصل في المنطقة من عملية تطبيع مع الدول الخليجية و بين الوضع الداخلي وإسرائيل تستفيد من هذا الخناق والواقع الاقتصادي والسياسي اللبناني”.

بويز لـ”جنوبية”: على لبنان عدم الانجرار الى اكثر من مفاوضات ترسيم الحدود  

ويعتبر بويز أن “الضغوطات التي تمارس على لبنان تحمل هدفين الاول ترسيم الحدود، والثاني الوصول إلى أبعد من ذلك ولا أرى أن الاعتبارات التقنية هي التي عطلت هذه المفاوضات بل هناك أهدافا سياسية لهذا التوقف”.
ويختم:” لبنان عليه أن يتمسك بحصر هذه المفاوضات بترسيم الحدود البرية والبحرية وعدم الإنجرار إلى أكثر من ذلك لأن وضعه الداخلي لا يسمح”.

السابق
بعد رامي عياش.. تامر حسني يفتتح القاهرة السينمائي
التالي
بالأسماء.. اليكم التشكيلات الجديدة في الجيش اللبناني