«حزب الله» على خط الملابس المستوردة.. «بلاك فرايدي»!

متاجر "الاوتليت" تنتشر جنوباً

الابتكار في “الزمن الاسود” ميزة لبنانية، وظهرت في الاشهر الماضية بشكل واضح في الجنوب بشكل عام وفي مناطق قضاء صور والقرى الحدودية خصوصاً.

النهج التجاري هو السائد اليوم في زمن “الكورونا” والازمات وتفلت سعر الدولار، من فتح محال سمانة صغيرة الى محال صغيرة للخضار والفواكه، وصولاً الى محلات صغيرة ايضاً للملابس الكاسدة، او التي لم تباع في موسمها وهو ما بات يعرف في لبنان بالـ”اوتليت”.

ومن البديهي ان لا يتوقف المتابعون امام “دكانة” صغيرة برأسمال ضعيف، او امام محل ثياب او للخضار، ولكن لافت جداً ان يسجل افتتاح اكثر من متجر بطوابق متعددة وتتعاطى في الملابس المستعملة في حين ان محال ومتاجر كبيرة في المدن ولا سيما صور وبنت جبيل والنبطية تغلق ابوابها وهي عريقة ومعروفة بتخصصها وجودة بضائعها واسعارها المنافسة.

تساؤلا جنوبية عن مصدر تمويل العديد من متاجر “الاوتليت” في القرى في حين تغلق كبار الشركات ومنها العالمية ابوابها في المدن!

ومعروف ان العديد من فروع المؤسسات الكبرى اغلقت ابوابها في صور كـ”خوري هوم”ـ و”مايك سبور” و”كادو غملوش” الى العديد من المطاعم والشركات العالمية.

وبالتالي يطرح “تفريخ” هذه المؤسسات الطارئة في القرى الجنوبية والحدودية اكثر من علامات استفهام رغم انها تأتي في “وقتها” وتشكل متنفساً للجنوبيين و”الملاك الحارس” للفقراء كما اعادت الاعتبار لـ10 الاف ليرة والـ20 الفاً والجاكيتات والاحذية التي لا تتجاوز الـ40 و50 الف ليرة.

مؤسسات “تُفرخ” في القرى

وتكشف مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان ما يجري ليس “عفوياً” وليس عملاً فردياً ومن يملك الامكانات لاستيراد طن و2 طن و3 طن من الثياب من اميركا وافريقيا، علماً ان كيلو الثياب يكلف “واصل” الى صالة العرض 7 دولارات يعني ان كل طن يكلف 7 الاف دولار بالاضافة الى موظفين استقبال وايجار لطوابق عدة، وباسعار تعتبر منخفضة جداً ولا سيما ان معظم الثياب هي اميركية وماركات شهيرة ولا تزال “بورقتها” اي انها جديدة وغير مستعملة.

“خط سير خاص” للبضائع

وتشير المصادر الى ان هذه البضائع لها “خط سير خاص” ايضاً، اذ “تطير” من اميركا وتستورد لمصلحة تجار لبنانيين بواسطة تجار افارقة في ابيدجان ونيجيريا و”كوتونو”، حيث يستعمل قسم كبير منها للاسواق الافريقية بينما يعاد تصدير كميات كبيرة اضافية الى لبنان والعراق.

إقرأ أيضاً: «الثنائي» يرشي محازبيه في الجنوب زراعياً..و«الكورونا» يحصد ارواح البقاعيين!

وتلمح المصادر الى وجود “بصمات” لـ”حزب الله” في كل ما يجري وربطاً بالسيطرة على ملف الغذاء في الجنوب ولاحقاً لبنان بالاغذية الايرانية وكذلك سوق الدواء واستيراد كميات كبيرة من الدواء الايراني والسوري ووصولاً الى سوق “الباليه” او “الاوتليت”.

ووفق المصادر يؤكد هذا النهج ان مصادر تمويل “حزب الله” تجف وان “الحنفية الايرانية” تشح وتغلق تدريجياً عليه في ظل ازمة ايران المالية الخانقة وحاجتها الى مليارات الدولارات لمواجهة “كورونا” وانهيار الاقتصاد الايراني بشكل كامل وفي ظل عقوبات اميركية هائلة ضربت تصدير النفط بالكامل وكل الصناعات الايرانية التجارية والغذائية التي كانت تصدر الى اوروبا والعديد من مناطق العالم بفعل الاتفاق النووي مع ادارة اوباما الاميركية السابقة.  

السابق
الخلل القانوني ينخر المحكمة الجعفرية (٨): عندما «يُفتي» القضاة.. بالسياسة!
التالي
الأمطار والثلوج مستمرة لثلاثة أيام..وإنفراجات الإثنين!