قوة الثورة.. والنصر الآتي لا محالة!

الثورة اللبنانية

شارك الملايين من الناس في تظاهرات الثورة على مدى سنة كاملة. ايماناً منهم أن الطبقة السياسية فشلت في إدارة البلاد، وطلباً لتغييرها. وهم وضعوا أهدافاً رئيسية أربعة تطورت خلال السنة. فالثورة مطلبية وسياسية وسيادية في الوقت نفسه. فالمطالب اليومية الحياتية للثورة هي نتيجة أداء وممارسات سياسية سيئة جداً من كل الطبقة السياسية، وهي محمية من حزب الله الذي يضع خطوطاً حمراء، ويحميها بقوة سلاحه!

اقرأ أيضاً: توب 20 لـ«انجازات» السلطة الفاشلة!

نصف الشعب اللبناني

ليست الثورة حزباً جديداً. ولكنها حالة شعبية عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب والطبقات الاجتماعية… وليس هناك أي حالة سياسية مشابهة أخرى في لبنان!وهي تشكل نصف المجتمع اللبناني على الأقل بحسب بعض الاحصاءات. لا بل هي تخترق جمهور الأحزاب، بمن فيهم جمهور حزب الله، الذي على الرغم من التزامه الحزبي، يدرك أن مطالب الثورة محقة.

وهج الثورة وإيقاع تحركاتها

لم يخفّ وهج الثورة السلمية. وهي سلمية، بمعنى أنها لا تنفذ انقلاباً عسكرياً. وإن كانت تستعمل أحياناً جرعات من العنف الثوري في الكلام أو في التحركات، كقطع الطرقات وغيره. الوهج نفسه، ولكن الايقاع يتغير. والأسلوب يتطور ويتكيف مع الكورونا ومع الظروف المالية الصعبة. وما الانتخابات النقابية والطلابية سوى مؤشر لهذه الحالة الشعبية التي أرستها الثورة.

الثورة وحزب الله

تدرك الثورة أن سلاح حزب الله يحمي المنظومة السياسية بأكملها. ويخاف الحزب هذا النفس الثوري الذي يخرج عن سيطرته، بعدما نجح بترويض معظم الزعماء السياسيين وجماهيرهم. ولا تسعى الثورة الى المواجهة العنفية مع سلاح حزب الله، وإن كانت تسعى، بمعظمها، للضغط عليه لتحقيق السيادة، في ظل سلاح موحّد في لبنان مع الجيش اللبناني. وهي بالتأكيد لا تخاف لا الحزب ولا سلاحه، على الرغم من استعماله لفائض القوة لديه لإفشال تظاهراتها وتشويه صورتها.

الثورة والكورونا

نجح فايروس الكورونا بتعطيل الكون بأسره. وليس غريباً أن يؤثر كثيراً على إيقاع تحركات الثورة. وليس ضعفاً من الثورة أن تتراجع بعض الخطوات في مواجهته. لا بل أن مواجهته (وجاهياً) أو تجاهله هما انتحار دفعت ثمنه الكثير من الدول المتطورة مثل ايطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وحتى السويد… لذلك، فإن الكورونا دخل أجندات العالم بأسره، والثورة من ضمنه.

المواجهة مع السلطة ماراتونية

معارك الثورة مع السلطة ماراتونية. وتحتاج الى نفس طويل. ومن الخطأ حرق الإعصاب للوصول الى نتائج سريعة غير ممكنة. واذا كانت الثورة تدرك قوة السلطة. فإن من نقاط ضعف السلطة في مواجهة الثورة هي سوء تقدير قوتها وقوة تطورها. ولكن في النتيجة ستسقط السلطة مهما طال الزمن.

هل فشلت الثورة أو هل يمكن أن تفشل ؟

ماذا يعني البعض عندما يتحدث عن فشل الثورة؟ هل هو ضعف المشاركة في التحركات، بسبب الكورونا بشكل خاص؟ أم عدم فعالية تحقيق المطالب بسرعة؟ أم عدم اتفاقها على قيادة موحدة؟! بكل الأحوال، الثورة نجحت بتجييش ملايين الناس خلال سنة كاملة في لبنان وفي الاغتراب. وبالمقارنة مع ثورات وانتفاضات العالم فالثورة حققت الكثير في فترة قصيرة في “خلخلة” أساسات السلطة. وبما أن الثورة ليست انقلاباً عسكرياً، فمن الطبيعي أن فترة تحقيق المطالب ستطول. أما عملية توحيد القيادة فلم تنضج بعد، وإن كانت الكثير من الشخصيات القيادية قد برزت في عدد من المجموعات والجبهات. والأكيد أنه لا يمكن للثورة أن تفشل طالما هناك منظومة ظالمة وشعب مظلوم. وللحرب بينهما جولات! قد تغيّر الثورة في أساليب تحركاتها، ولكن مطالبها لم تتغير، وهي تختصر بتأمين حياة كريمة للّبنانيين.

هنا قوة الثورة

إن قوة الثورة هي في الحق والكرامة والعدالة التي تناضل من أجل تحقيقها. وهي من إيمان وتضحيات الثوّار (على علّاتهم). وهي أيضاً في الكوارث الذي ترتكبها السلطة. فلا الاستنزاف المالي والصحي، ولا المندسين، ولا القمع، ولا التهويل، ولا التوقيف، ولا التحقيقات، ولا الاصابات الخطيرة وغير الخطيرة، ولا حتى الاستشهاد يعيق الثوّار في طريقهم لتحقيق أهدافها النبيلة. الثورة في لبنان أعطت اللبنانيين موعداً مع النصر. والنصر آتٍ لا محالة!

السابق
كم بلغ عدد السجناء الفارين من مخفر بعبدا حتى الساعة؟!
التالي
بالفيديو: غضب ونقمة على السوريين اثر جريمة قتل في بشري.. ماذا في التفاصيل؟!