التشكيل معلّق حتى إشعار آخر.. عون يرفض كل اقتراحات الحريري ويشترط لقاء باسيل!!

عون باسيل

جميع الوقائع تشير ان محركات التأليف تعطلت وكل جهود التأليف التي بذلت منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تلاشت وتلاشت معها الامال بولادة حكومة في الوقت القريب، وأفادت “النهار” ان المعطيات المتوافرة عن تعقيدات مسار تأليف الحكومة لا تسمح بتوقعات متفائلة اطلاقا، اذ تفيد المعلومات القريبة من دوائر الحكم ان محركات التأليف توقفت من حيث انتهى اللقاء السريع الأخير بين الرئيسين عون والحريري في قصر بعبدا والذي لم يتجاوز انعقاده العشر دقائق طلب خلالها الرئيس عون من الرئيس المكلف تقديم تشكيلته الحكومية كاملة، بما فيها ضمنا أسماء الوزراء الشيعة، بدلا من البحث في أسماء الوزراء المسيحيين. ولم يتفق بعد هذا اللقاء على موعد الاجتماع التالي. وتلمح هذه المعطيات الى خيار آخر طرح هو الاتفاق على صيغة حكومية جديدة بعد التشاور بين الرئيس المكلف والكتل النيابية باعتبار ان الحكومة ستنال ثقة المجلس ويجب التشاور مع الكتل وليس فقط مع رئيس مجلس النواب.

اقرأ أيضا: فتفت: باسيل المعرقل الاساسي للحكومة.. يقف خلف عون ويتصرف كرئيس للجمهورية!


في المقابل تقول الاوساط القريبة من الرئيس المكلف ان الحريري لا يبدي اعتراضا على تسمية رئيس الجمهورية لوزراء كما يشاع، لكن من دون ان يعني ذلك امتلاك الرئيس حصرية التسمية الكاملة للحقائب المسيحية وشرط الا تكون أسماء الوزراء الذين يريدهم فاقعة على طريقة المحسوبيات. ويفهم من هذه الأوساط ان الخلاف يبقى قائما مع بعبدا في المرحلة الراهنة حول القواعد التي على أساسها ستحصل تسمية عدد من الوزراء الذين سيتولون حقائب مهمة مرتبطة بالإصلاحات التي تقررت في مؤتمر “سيدر” والجهة التي ستضطلع بتسميتهم. ويبدو واضحا ان الأمور لم تنضج بعد ولا يستبعد ان يؤدي المضي في إطالة المأزق الى خروج الحريري عن صمته وتسمية الأمور باسمائها.

لا خرق

الى ذلك، لم يُسجّل أي جديد في مسار تشكيل الحكومة، بل على العكس بحسب ما أوحت به أجواء بعبدا وبيت الوسط لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، فإن اللقاءات الثلاثة الأخيرة التي تمّت بعد إعلان العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل اتّسمت بالسلبية وبرفض عون لكل الأفكار التي تقدم بها الحريري، فرئيس الجمهورية ما زال يتمسك بتسمية الوزراء المسيحيين، والحريري يقول إن من حقه كرئيس مكلّف أن يسمي هو الوزراء بالتشاور مع عون ويشترط أن يكونوا فريقاً متجانساً للعمل معاً لإنجاز الإصلاحات ومحاربة الفساد وإعادة الإعمار وفق المبادرة الفرنسية.

وعلى هذا الأساس ما زالت التباعد بين الرئيسين عون والحريري قائماً، وما زال تشكيل الحكومة معلّقاً حتى إشعار آخر. وفي الوقت الذي يتكتم فيه الحريري عن الإفصاح عمّا يدور بينه وبين عون من نقاشات، كشفت مصادر عليمة لجريدة الأنباء الالكترونية أن “عون يشترط على الحريري عقد لقاء مع باسيل، إلا أن الرئيس المكلف ما زال يرفض هذا الأمر لأنه قد يسبّب له إحراجاً مع باقي الكتل النيابية التي يلتقيها ولم يستشرها بموضوع تشكيل الحكومة، وأنه يتصرف بموجب الدستور”.

الحكومة عالقة بين حدّين


والى ذلك، أبلغَ بعض زوّار عون، خلال الساعات الماضية الى “الجمهورية”، أنه غير مرتاح الى مَسار تشكيل الحكومة بفِعل طبيعة المقاربات التي يعتمدها الحريري، خصوصاً لجهة محاولته انتزاع دور أساسي له في اختيار الوزراء المسيحيين.

وامام هذا الواقع المُقفل، تبدو “حكومة المهمة” عالقة بين حدين: لا عون في وارد إعطاء الرئيس المكلف “امتيازات” على مستوى التشكيل، ولا الحريري في وارد الاعتذار.

الملفت تخطى حيّز الحسابات الداخلية

 بدورها، أكدت مصادر مواكبة للملف الحكومي أنه بات من الواضح أنّ هذا الملف دخل على خط الاشتباك الإيراني – الأميركي وتخطى بأبعاده حيّز الحسابات اللبنانية الداخلية.

وأشارت الى صحيفة “نداء الوطن” أن المعنيين في قوى 8 آذار أصبحوا يتحدثون بصراحة عن ربط مباشر بين ولادة الحكومة وبين رحيل الرئيس دونالد ترامب عن البيت الأبيض، لتبقى بذلك الحكومة العتيدة أسيرة “لعبة الأوراق” حتى يحين وقت إهدائها “على طبق إيراني” إلى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عند بدء ولايته كعربون تعاون وحسن نوايا.

السابق
ترقب لكلمة عون في الاستقلال.. ماذا ستتضمن؟
التالي
واشنطن هددت الحريري بالعقوبات.. بسبب «حزب الله»؟؟!