«يوم» المتاجرة بدم الشهيد!

حسن نصرالله
كل اللبنايين قدموا الشهداء على طريق مواجهة العدو الصهيوني منذ قيام كيانه على الحدود اللبنانية الجنوبية سنة 1948، والعديد من الأحزاب اللبنانية قاومت إسرائيل بعمليات نوعية منذ اجتياحه الواسع للأراضي اللبنانية سنة 1982، فالشيوعيون كان لهم دور ، كما كان للقوميين، وكذا كان لحركة أمل فضل إطلاق أول شرارة للمقاومة اللبنانية في ظل وجود مؤسس المقاومة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر .

جاء بعد ذلك حزب الله بتمويله الضخم وعتاده الإيراني الكبير وإمكاناته غير المسبوقة، ليستفيد من بقايا المقاومة الفلسطينية وليستقطب مقاتلين من بقية الأحزاب اللبنانية، وليشكل نواته الأولى، وليصادر جملة من جهود فرقاء مقاومين آخرين وذلك تحت لواء شعارات حزب ولاية الفقيه في إعلامه الذين لا يخلو من الكذب والتضليل، فقد جعل هذا الإعلام الكاذب المضلِّل الشهيد الشيخ راغب حرب من شهداء حزب الله في حين كان عمل الشهيد الشيخ راغب تحت لواء : ” المقاومة المدنية الشاملة ” التي أعلنها الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وتبنَّى هذا الإعلام الشهيد أحمد قصير كفاتح عهد للاستشهاديين من مقاتلي الحزب وأمير لهم في حين لم يكن الشهيد قصير منضماً لحزب الله ، بل انطلق من صفوف حركة أمل يومها !

إقرأ أيضاً: نصرالله حول العقوبات على باسيل: الردّ يكون بتطوير العلاقة مع«التيار».. ماذا عن مفاوضات الترسيم؟

ملايين الدولارات استحوذت على الشهداء!

وهكذا قام حزب الله منذ تأسيسه وحتى الأمس القريب بتبنِّي الكثيرين من شهداء حركة أمل وضمهم للائحة شهداء حزب الله في إطار مجموعة عوائل مؤسستي الشهيد والجرحى اللتين تقومان بجمع التبرعات على نطاق واسع في داخل لبنان وخارجه باسم عوائل الشهداء وأيتام الشهداء ومعالجة معاقي الحرب وجرحى الحرب، وهناك مخصصات مالية شهرية تقوم هاتين المؤسستين بجمعها من خليجيين وغير خليجيين في أمريكا وأوروپا وإفريقيا وفي داخل لبنان من مجموعة وشريحة كبيرة من التجار والرأسماليين الذين لكل واحد منهم ملف عند حزب الله يعلم من خلاله بكل خصوصيات هؤلاء المالية والنقدية وتفاصيل ثرواتهم وتجاراتهم وصادراتهم ووارداتهم الاقتصادية، وحتى هو يقوم في هذا الإطار بحملة واسعة لجمع التبرعات من دول عربية عدة ، وكل ذلك باسم عوائل وأيتام الشهداء والمعاقين والجرحى، ولا يدري أحد كيف تُصرف هذه الأموال التي تُعد بمئات ملايين الدولارات تدخل شهرياً إلى ميزانية حزب الله، وكل هذا عدا الدعم الإيراني السخي المتواصل للحزب.

 فالإيرانيون كما يتكفلون نفقات عوائل شهداء ومعاقي وجرحى فصائل المقاومة الفلسطينية، وكما يتكفلون نفقات عوائل شهداء ومعاقي وجرحى الحرب في سورية واليمن والعراق وأفغانستان، فهم يتكفلون نفقات عوائل شهداء ومعاقي وجرحى حزب الله، وحتى يتكفلون نفقات عوائل شهداء ومعاقي وجرحى حركة أمل، فما يجمعه حزب الله من مئات ملايين الدولارات شهرياً باسم نفقات عوائل الشهداء والمعاقين والجرحى يشكل فائضاً لديه لا يوجد مبرر لجمعه أصلاً من الناحية الشرعية الفقهية ، فهو مال حرام بالموازين الفقهية الشرعية كون نفقات عوائل الشهداء والمعاقين والجرحى كلها مضمونة ومدفوعة من قبل الداعم الإيراني !

بذخ وفساد

فجمع المال باسم نفقات عوائل الشهداء والمعاقين والجرحى كذب واضح من قبل الحزب في هذا الجانب، وهذا مظهر من مظاهر متاجرة حزب الله بدماء الشهداء وآلآم المعاقين والجرحى، ويظهر مظهر الرفاه من هذه الأموال المجموعة في تحسين أوضاع ومعاش وحياة المسؤولين في حزب الله وتمايزهم هم ونساؤهم وأبناؤهم، فيركبون أجمل الرَّنْجات ويسكنون أفخم البيوت ، ويتزوج بعضهم في كل يوم من أجمل فرافير بنات ونساء الحالة الإسلامية في مشهد يذكرك بزمن الجواري في العصرين الأموي والعباسي، وإلى جانب ذلك يتوسع مسؤولو وعناصر الحزب من هذا الفائض النقدي يتوسعون في التجارات والاستثمارات، فنجل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لوحده يملك سلسلة من المؤسسات من مراكز للكمپيوتر ومطاعم وما شاكل وتبدو على وجهه وفي انتفاخ أعضائه آثار النعمة بوضوح في مقابلته التلفزيونية الأخيرة عبر قناة الميادين والتي تناولت سيرة أخيه الشهيد هادي ..

يوم الشهيد يصبح منطلقا للحديث عن انتصارات مقاتلي حزب الله ومنطلق – أيضاً – لتعزيز المتاجرة بدماء الشهداء

وقد ذكر بعض تجار الذهب من آل شحرور أن عائلة السيد حسن نصر الله متخصصة منذ أكثر من ثلاثة عقود بتجارة الذهب وتوسعت تجارتها لتمتلك محلاً تجارياً لتجارة الذهب في سوق منطقة الحمرا التجاري في بيروت، وغير هذا كثير من ملفات ظهور الخيرات في ممتلكات مسؤولي حزب الله يتوعد البعض بالحديث عنها في الانتخابات النيابية القادمة التي يُتوقع لها أن تُسقط حزب الله سياسياً واجتماعياً دون حاجة لعقوبات أمريكية وحرب إسرائيلية على كل لبنان وشعبه ..

ونحن لسنا مع إسقاط حزب الله ولكنه بعدم محاسبته للفاسدين في تركيبته من مسؤولين وعناصر سيسقط نفسه بنفسه، ونحن نسمع يومياً عن أخبار سرقات مسؤولين في الحزب لحقوق العاملين فيه والمشايخ المنضوين تحت لوائه.

فيوم الشهيد يصبح منطلقا للحديث عن انتصارات مقاتلي حزب الله ومنطلق – أيضاً – لتعزيز المتاجرة بدماء الشهداء وهذا ما لم يتحدث عنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه بالأمس.. وهنا جف القلم !

السابق
هزّة أمنية جديدة في السعودية.. التحالف يُدمّر طائرة مُفخخة قادمة من اليمن!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية لليوم12/11/2020