الأسد يسرق شباب سوريا.. شراء سنوات البقاء داخل البلاد بالدولار!

جيش بشار الأسد

كيف لبلد أن يغتال عمر شبابه، وأن يجبره على الرحيل قسراً بالقانون، وليس بالضغط فحسب، فبينما هنالك ألف سبب يدعو الشباب السوري للهجرة والخروج من سيطرة نظام الأسد وفساده وانعاكساته السلبية على طموحات المواطن وأحلامه، هناك قانون يجبر الشاب ذاته على مغادرة البلد كي يسمح له بتجنب الخدمة العسكرية الإلزامية.

سنوات عدّة في مقتبل العمر وعز عطائه سيدفعها الشاب الملزم بالخدمة الإجبارية ليكون خارج أسوار سوريا التي حرق الأسد أراضيها وما زال يستمر في استبداده للقضاء على آخر مظاهر الحياة فيها.

وبعد تسع سنوات من قتل الشعب وتجريده من كل المقومات ودفع الشباب للهجرة بأية طريقة هرباً عبر الحدود البرية أو عبر قوارب الموت، أصدر بشار الأسد ظهر أمس مرسوماً رئاسياً تضمن تعديلات على قانون “خدمة العلم” الكابوس الأكبر لدى الشباب السوري.

المرسوم الجديد لم يراعِ مشاعر المغتربين وأمهاتهم اللواتي ينتظرن عودة أبنائهن، بل زاد في استغلال الشعب أكثر عبر زيادة ألف دولار عن كل عام يمكنه للشاب قضاءه في سوريا، أي ليتمكن الشاب من تجنب الخدمة عليه قضاء أربع سنوات كاملة خارج البلد ودفع 7000 دولار أميركي، وتصبح ثلاث سنوات إذا دفع 8 آلاف، وسنتين إذا دفع 9 آلاف وسنة إذا دفع 10 آلاف دولار.

إقرأ أيضاً: بشار الأسد.. من إدعاء النضال الى «تجارة» التطبيع!

أي ملايين الدولارات التي ستدخل على خزينة الدولة بعد السماح لمن قضى سنة وأكثر خارج سوريا من دفع البدل النقدي وتجنب الموت في جحيم الأسد، حتى أن القرار غالَ في استفزاز مشاعر السوريين واللعب على طيبتهم بفرض دفع 200 دولار لزيادة المساحية للمواطن بالبقاء شهرين إضافيين داخل البلد خلال سنوات دفعه البدل.

المرسوم بالمقابل جاء مخيباً لشريحة ما تزال صامدة داخل البلاد وتتخفى عن أعين حواجز النظام، وهم الشباب الفارين من الخدمة وطلاب الجامعات الذين انتظروا صدور ما يسمى بـ “البدل الداخلي” أي دفع الشاب لقيمة البدل النقدي دون مغادرته حدود البلاد وقضاءه سنوات في الخارج، لكن المرسوم خلا من هذه المادة واقتصر فقط على من يخدمون بما يسمى “خدمات ثابتة” وهي خدمة عسكرية مخففة لأصحاب الإعاقات.

وتسيطر حالة استغلال الشعب حتى الرمق الأخير على أجهزة النظام في سحب كل ما تبقى من جيوب المواطنين، فكم شاب اغترب قسراً هرباً من الخدمة يكاد يمتلك قوت يومه حتى يجمع آلاف الدولارات ليدفعها في خزينة الدولة ويمد بعمر بقاء نظام الأسد، ويحرم نفسه وأهله من العيش بحياة كريمة.

فهي مقبرة إذاً عليك أن تميت كل مشاعرك على بوابة الدخول فيها قبل أن يسمح لك بالعبور، فكما ارتفع سعر القبر في سوريا إلى ملايين الليرات، يسأل السوريون أنفسهم متى سأكون قادر على الشعور بأنني حيّ، داخل أسوار البلد والنظام يميتني في كل لحظة أم خارجه وأنا ممنوع من العودة حتى أدفع للنظام ثمن سنوات عمري.

السابق
العلامة الأمين مشاركاً في اجتماع مجلس حكماء المسلمين: مواجهة الإساءات للرسول تكون قضائياً!
التالي
لأجل القطاع الصحّي.. وزير الصحة يُجدد دعوته للإقفال التام!