ترامب يحرق آخر أوراق «حزب الله»..عون وبري وفرنجية وباسيل game over!

فصر بعبدا
العقوبات الاميركية على النائب جبران باسيل سيكون لها تداعيات، ليس فقط على العهد و"التيار" وحلمه الرئاسي، بل ستشمل كل من هو على علاقة به من "حزب الله" المعاقب اميركياً الى اي حكومة سيكون فيها وزيراً وصولاً الى حظر اي تعامل مالي معه.

منذ سنوات كان “حزب الله” يتغنى ان العقوبات الاميركية والاقتصادية وحظر السفر والتعاملات المصرفية “ما بتاكل معو” و”مش عتلان هم” و”ما عندو فلوس بالبنوك ولا مسؤولوه بيسافروا على اميركا”.  

اما اليوم وبعد سنوات وبعد بلوغ العقوبات مداها على ايران وبعد الغاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي مع طهران والذي استفادت منه لبيع نفطها وتحرير مليارات محتجزة في الخارج وتعزيز صادراتها، شحت ايضاً اموال “حزب الله” والمساعدات بالعملة الخضراء من ايران وخلقت ازمات مادية واقتصادية لا مثيل لها في تاريخ الحزب رغم المكابرة والمزايدة وادعاء العكس.

باسيل الذي خسر الامل الرئاسي الاخير ووراثة عمه ميشال عون بعد العقوبات الاميركية يواجه المزيد من الخسارة الشعبية والسياسية في الشارع المسيحي

وما زاد الطين بلة انتقال العقوبات الى مرحلة الضرب على الكاحل وتحت الحزام مع استهداف حلفاء الحزب ولا سيما المسيحيين منهم. فبعد هز العصا للرئيس نبيه بري ووضع مستشاره ومعاونه على حسن خليل على “البلاك ليست” وكذلك وضع حليفه سليمان فرنجية  في الخانة نفسها بعد العقوبات الاميركية على يوسف فنيانوس.

وتمددت المصيبة بعد شهرين لتطال العهد مباشرة وصهره جبران باسيل وفي اقسى ضربة سياسية توجه لـ”حزب الله” وحلفائه ولا سيما المسيحيين منهم وخصوصاً عون وباسيل اي من يشكل رافعة مسيحية حقيقة له بعد فقدانه الغطاء الدرزي والسني منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً الى احداث 7 ايار 2008.

إقرأ أيضاً: لا عقاب في بحر صور!

ويقول مطلعون على ما يجري لـ”جنوبية” ان حارة حرك باتت في صورة المأزق الحقيقي الذي تعانيه وهناك جو حقيقي يتم تداوله في الكواليس السياسية ان ميشال عون سيكون آخر رئيس من 8 آذار وحليف لـ”حزب الله” وسوريا وإيران، وان نبيه بري سيكون آخر رئيس مجلس شيعي ويشكل ظل لـ”حزب الله” وغطاء سياسي وبرلماني له وكذلك ستكون حكومة حسان دياب آخر حكومة اكثرية يشكلها “حزب الله” وان اي وزير سيأتي لن يكون حزبياً ولو شكوا “براسو ريش”.

ويؤكد هؤلاء ان تجربة عون الرئاسية لن تتكرر ولن يكون هناك اي رئيس فريق وواضح  الانتماء ولا سيما لجهة التحالف مع “حزب الله” وتنفيذ اجندته السياسية حرفياً، كما كان عون. وبالتالي لا حظوظ عملياً لفرنجية وباسيل بعد العقوبات عليهما ومعروف ان اي رئيس جمهورية في لبنان لا يأتي من دون توافق داخلي واقليمي ودولي عليه والولايات المتحدة ناخب اول كإيران فيه!

اما الوضع الشيعي برمته وخلافة بري في المجلس الشيعي فستشكل اكبر تحد لـ”حزب الله” وستقسم البيت الشيعي، لان الرئيس المقبل لمجلس النواب لن يكون شيعياً حزبياً وسيكون مستقلاً عنهما ولو كان لهما رأي في اختياره !

في المقابل تشكل حكومة برئاسة سعد الحريري المنفس الوحيد لهروب “حزب الله” من هذا المأزق وتخلصه من اعباء حكومة دياب ومن وزر العبء المالي والاقتصادي الذي أقحم نفسه فيه.

العقوبات ستدفع باسيل الى تقديم التنازلات على حساب تقدم “القوات” و”الكتائب” مسيحياً ولو شُد عصب البرتقاليون قليلاً ولأيام

ويتقدم على كل هذا وفق المطلعين مأزق باسيل الشخصي الذي سيدفع الفاتورة الاكبر من جراء تعرضه للعقوبات الاميركية، والتي لم ينجح في دفعها عنه، رغم التسهيلات في ملف الترسيم وتقديم اوراق اعتماد من ملف عامر الفاخوري الى “عدم العداء مع اسرائيل” او الخلاف الايديولوجي معها.

فباسيل الذي خسر الامل الرئاسي الاخير ووراثة عمه ميشال عون بعد العقوبات الاميركية، يواجه المزيد من الخسارة الشعبية والسياسية في الشارع المسيحي واتت العقوبات لتدفع الى مزيد من تقديم التنازلات على حساب تقدم “القوات” و”الكتائب” ولو شد عصب البرتقاليون قليلاً ولايام ولكن “ابرة البنج” لن تدوم طويلاً مع تبيان فداحة الضرر الذي سيلحق بمشروع وحلم باسيل الرئاسي والحزبي والنيابي والحكومي، فمن سيجرؤ بعد اليوم على التعامل مع باسيل مالياً واقتصادياً؟ ومن سيجرؤ على ادخاله في حكومة جديدة؟ ومن يمكن ان يغطيه في الانتخابات النيابية المقبلة وكيف سيكون شكل القانون؟  ومع من سيتحالف؟   

السابق
ترامب لا يقر بالهزيمة ويتوعّد بالقضاء: بايدن أعلن فوزا زائفا!
التالي
انخفاض ملحوظ بعدّاد «كورونا» لبنان.. كم بلغ اليوم؟