التشكيلة الحكومية.. ما بين «الصفقات السرّية» و«بيانات النفي»!

الحكومة اللبنانية

قد تكون عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى السراي الحكومي مُستغربة بعد إعتكاف إرادي، تعاقب عليه الرئيس المستقيل حسان دياب وطُرح قبله وبعده اسماء شتّى لرئاسة الحكومة، وسط تعنّت وإصرار الحريري على رفضه العودة مُجدداً الى رئاسة الحكومة بالرغم من تمسّك رئيس مجلس النواب نبيه برّي وحليفه الشيعي “حزب الله” بالحريري كخيار أساسي لحل الأزمات التي تراكمت وخنقت اللبناني من بينها إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، ووقف مشروع “سيدر” وغيرها من المشاريع الأخرى.

إلّا ان عودة الحريري عن قراره الرافض لتولي منصب رئاسة الحكومة وترشيحه لنفسه مُجدداً بتوافق سنّي داخلي، أثارت الريبة لدى الأفرقاء السياسيين إن كان من قبل حلفاء الحريري أو خصومه، الذين أوحوا بأن هناك إتفاقات سرّية تُعقد خلف الابواب المغلقة مع برّي، وحتّى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يناقش بدوره مع الحريري عملية التشكيل التي على ما يبدو تسير بخطىً سلسة لحد اللحظة، من خلال بينات مُسرّبة من كل حدب وصوب.

الريبة التي بدأت مع ترشيح الحريري نفسه لرئاسة الحكومة، تشعّبت عند مفصل التشكيل، وسط الحديث عن الصفقات التي تدور في الخفاء، ما دفع بمكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الى إصدار بيانين خلال 24 ساعة نفى من خلالهما ما تناقلته وسائل الإعلام حول الإتفاق بين الحريري وعون على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب على ان ” الاجتماع بين الرئيس عون والرئيس الحريري كان مغلقًا، ولا صحة لما توزَّع من معلومات عبر بعض وسائل الاعلام”.

كما ونفى قصر بعبدا ما يُنسب في وسائل الإعلام الى”مصادر قصر بعبدا” او “مقربين من رئيس الجمهورية” او “مصادر واسعة الاطلاع على موقف بعبدا”، وغيرها من التوصيفات التي ترد في هذه الوسائل”، مؤكداً على ان “هذه المعلومات كاذبة ولا أساس لها من الصحة، ويدعو وسائل الاعلام الى العودة اليه في كل ما يخص مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من المواضيع المطروحة، لانه الجهة الوحيدة المخوّلة نقل هذه المواقف وتعميمها، بالتعاون مع وسائل الاعلام كافة”.

وبالرغم من النفي، اثار تعليق البطريرك ماربشارة بطرس الراعي اليوم الأحد، بلبلة فيما خص عملية التشكيل حيث دعا الحريري، الى تجنب الصفقات الخلفية وتشكيل حكومة جديدة بسرعة، تكون مهمتها المستعجلة البدء بانتشال البلاد من الأزمة المالية التي يمر بها، قائلاً: «تغلبوا على شروط الجماعات السياسية وتجنبوا مستنقع المصالح، احذروا الصفقات الثنائية السرية».

السابق
موجة الحرّ مستمرة في لبنان.. متى تنحصر؟
التالي
«حزب الله» يأكل «حصرم» عون.. والشيعة يضرسون!