حين يسقط البلد بجريرة «حزب الله»!

حزب الله

أسرار حزب الله تنفجر إلى العلن، محاولة التستر عليها دفعت بالكثير من دول العالم في إتجاه تحديث الأرشيف الخاص به من خلال ما بات يعرف في الأوساط الأمنية العالمية
بإسم بصمة حزب الله اللبناني، في المقابل حلحلة العقد التي كان يستفيد منها ويعتمد عليها في تسلق حبل الأحداث أثقلته وجعلته معرض للإنزلاق، الخيارات المتاحة أمامه ما عادت تخدم إستراتيجية إستمرار بقائه بالشكل الذي كان عليه منذ أشهر قليلة من الآن.

اقرأ أيضاً: السلاح المتفلت يضرب جنوباً..و«كورونا» يَخلط الأوراق تربوياً وإقتصادياً!

تطبيق النموذج السوري لا يسري على حزب الله، ذلك أن حماية الاسد في سوريا تبين أنها أتت بإرادة دولية أرادتها لأجل تسهيل دخولها إلى المنطقة والقضاء على كل من صنفتهم مجموعات إرهابية تهدد امنها ومصالحها وتسعى إلى زعزعة إستقرارها، فكان حزب الله مشاركاً ومساهماً رئيسياً فيها وناله ما نال خصومه من أضرار وبات مصيره بعد إقتراب نهاية المباراة العودة إلى منزله تماماً كما تم نقل من تبقى من خصومه إلى ديارهم بالباصات.

بالعودة إلى الديار، لم يحسم حزب الله خياراته بعد، في المقابل الرأي العام في لبنان (الظاهر منه والمستتر) أخذ القرار بسحب تأييده له بعدما كثرت أخطاءه وترافق أداءه مع علامات التعجب و الإستفهام. وعليه فالكل بعد ما تقدم يترقب ما ستكون عليه ردة فعله، الإطلالات الصوتيه لسيده وسرده لخطط المواجهة ما عادت تستهوي غالبية اللبنانين ولا تخدم تطلعاتهم وأمانيهم إذ ان الحماسة التي يبديها بنظرهم تطمئن فقط مقاتليه وتشد عصب جمهوره.

ما هي خيارات حزب الله في مواجهة الأزمة التي تعصف به داخليا وخارجيا؟، هل الإنحناء أمام العاصفة سينجيه من فيضان العصر والسفينة التي من الممكن ان تنقذه صنعها أعداءه في الوقت الذي كان يستخف بقدرتهم على استهدافه ويتمختر متفاخراً ويقول أن صعوده إلى الأعلى سيحميه منهم ويحبط أطماعهم ويقضي على أحلامهم بالتخلص منه؟.

لقد وصل الأمر عند الناس إلى حد إعتبار حزب الله مسؤولاً عن إنهيار البلد بعدما استنزف إقتصاده بالحرب المفتوحة التي يخوضها إلى جانب إيران، ومتهم بطبيعته وضالع بتقسيم البلد إلى إقطاعات طائفية متنافرة تسعى كل واحدة منها إلى حماية نفسها بذاتها بعيداً عن منطق الدولة التي سخفها وهمشها بل وهشمها وصورها للناس على أنها غير قادرة على حمايتهم، السلاح بيده برر وجوده مع غيره، إستباحة الحدود والتجارة بالممنوع والتهرب من دفع الرسوم سمة ملازمة لسيرته، إنتقال أمواله من وإلى البلد من دون الخضوع لأي رقابة أو قيود تخطت المعقول، رئاسات الدولة الثلاث وإدارتها تحت قبضته وشاغليها يخضعون لورقة تفاهم معه يحدد لهم فيها ما هو مسموح وما هو محظور، العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة تخضع لمزاجه ويحق له وحده أن يحدد طبيعتها وكيف ومتى وما ستكون عليها العلاقة معهم، تحزيب الإدارات العامة وتقاسم التوظيف فيها مع حلفاءه اللدودين والتابعين أعفاها من مهام خدمة الموطنين لصالح خدمة ما يراه مناسباً له وحصر عملها بما يريد، مشاركته في الحرب جعلت البلاد والعباد عرضة لهجمات المجموعات التي يقاتلها ويجذبها إليه كالمغنطيس، حمايته للفاسدين ومشاركته أياهم في التخريب ساهم في فرملة كل محاولات الإصلاح والتغيير، قمع الحريات ومحاربة الرأي الآخر عبر التخوين قلل من فرص ظهور المجتهدين وعزز حضور الناقلين وغيب العاقلين، إختطاف البلد وأخذه رهينة لأجل إحكام السيطرة عليه واستخدامه كجوكر يكسبه فرصة الربح على اللاعبين الآخرين أخر البلد وأعاق فرص اللحاق بركب التقدم والتطوير.

سقوط حزب الله هو من يتسبب بكل هذا الدمار المترافق مع الضجيج، حجمه المتضخم سريعاً عبر السنين صعب مهمة إدخاله إلى الفانوس مجددا” ما لم يتحول إلى دخان بعد عملية تبخير، درجة الغليان المطلوبة لحصول ذلك تحتم وجود نار، ديمومتها متوقفة على ما يقدم لها بإستمرار لتبقى مشتعلة على الرغم من الإعتلالات التي من الممكن أن تعطل فعاليتها، ولأجل أن ينتهي الأمر إلى ما هو مطلوب وتدخل بين فقعات غليان الماء فيض ذكرياته و تذوب.

السابق
«قال كلمته ولن يمشي».. فانتظروا الأسوأ!
التالي
تهديد أميركي لباسيل بسبب «حزب الله».. هذا ما كشفه وهاب!