البقاعيون..17 تشرين قصة شعب قال لا للفساد والخنوع!

حراك البقاع مستمر
يثبت البقاعيون يوما بعد يوم منذ انطلاقة ثورة ١٧ تشرين، التزامهم بالتعبير عن وجعهم جراء ما الحقته بهم السلطة الحاكمة بسياسة المحاصصة الطائفية والمذهبية التي اتبعتها. لتلحق بالثوار قمعاً واستبعاداً واعتداءً على الثوار وحرق خيمهم. واستدعاءاتهم للمراكز الامنية والعسكرية.

 ومن هذا المنطلق لا يعتبر 17 تشرين مجرد ذكرى كما يظن البعض، انما هي قصة طويلة لشعب قال لا ورفض سياسة الخنوع، والسرقة والمحاصصة. 

وكان بارزاً الحراك البعلبكي والهرملي، لما حاولا حزبي السلطة الفاسدة، من قمع الناشطين وملاحقتهم ومضايقتهم، وممارسة ابشع انواع التضييق والاعتداء عليهم. 

وتثبت المعطيات منذ انطلاق الثورة انها اتت بنتائج مهمة على الصعيد الوطني، كونها نجحت بكسر هالة التأليه لهذا “الزعيم” ، وذاك “المسؤول”، وأماطت اللثام عن غالبية الوجوه والنوايا للعاملين في الحقل السياسي، ويديرون مفاصل هذه المنظومة.

 الا ان هذه السلطة وكي تعيد الالتفاف على الثورة، عاودت وتوحدت حول مصالحها المذهبية لاعادة انتاج نفسها في اطار جديد. هذا ما دفع بهذه السلطة لأن تجمهر محازبي احزابها للإعتداء على الثوار، تحت صيحات طائفية مذهبية. بهدف ردعهم وتخويفهم من استمرار تحركاتهم الاعتراضية. 

ويؤكد الناشطون في حراك بعلبك الهرمل انهم صنعوا باعتراضهم صوتاً مقلقاً في الشارع الشيعي الذي يتحكم فيه “الثنائي” ويصادر قراره ويأخذه حيث تريد المنظومة الايرانية. 

يؤكد الناشطون في حراك بعلبك الهرمل انهم صنعوا باعتراضهم صوتاً مقلقاً في الشارع الشيعي للثنائي

ويختصر الناشط اليساري في حراك بعلبك الهرمل، علي مطر بقوله “كإبن الهرمل اعتبر ان محطة ١٧ تشرين من ارقى المحطات الاعتراضية الشعبية على سلطة النهب والفساد”، ليجدها “استكمالا للتحركات الشعبية التي بدأت بال ٢٠١١ بمسيرات ضد النظام الطائفي، وللعديد من التحركات”، يصف الحراك بردة فعل شعبية عفوي ضد منظومة تحكمت بمفاصل البلد. 

وقال” بعلبك الهرمل متلها متل باقي المناطق، نزلت الجماهير بعفوية الى الشارع صادقة طواقة للتغير، لاشك ان االحالة الاعتراضية والتعبير عنها في الشارع الشيعي امر ليس سهل، لان احزاب السلطة وخاصة الثنائي يغلبون الخطاب التخويني كإحدى وسائل الضغط على الناشطين والاعتداء عليهم، وصلت بهم لتهديد الموظفين وابنائهم بلقمة عيشهم احد اساليب القمع، اضافة الى الاعتداء على خيم الثوار، وهذا ما أثر على تحركهم، وخفّت وهج الثورة. وختم ” تجري حالياً في بعلبك والهرمل لقاءات للناشطين والثوار بهدف توحيد التحرك والشعار وايجاد صيغة قيادة موحدة كأحد أنواع التعبير عن اصرار الشباب”. 

ثوار البقاع الاوسط

وفي السياق نفسه يجمع الناشط في البقاع الاوسط محمد الشوباصي على ان الحراك قيمته أنه كسر كل القيود وهشم صورة الزعيم الذي لا يقهر، ودفع بالناس لأن تحمل كامل المسؤولية لزعيم الطائفة، وقال” كلما امعنت السلطة قمعاً وقتلاً، وسجناً كلما زدنا اصراراً على انقاذ هذا البلد من هذه الزمرة المتحكمة برقاب اللبنانيين”. 

ولأن عامل القوة التي تتبعه سلطة “حزب الله” وشركائه فيها لم يجدها خوف لنا بل اصرار على سلمية ثورتنا وأحقية المطالب، الا ان استطاعت السلطة ان تمنع توحيد مجموعات الثورة، من خلال دسهم ناشطين يعملون لصالح السلطة من خلال حرف الثورة عن وحدة قرارها. 

إقرأ أيضاً: دوار ايليا.. من إشارة ضوئية الى رمز للثورة والمنتفضون ماضون في حراكهم

البقاع الغربي يرمي الناشط ايمن الصميلي شباك انتقاداته على القيمين والنافذين في الثورة، من احزاب ومجموعات لعدم الوصول الى صيغة موحدة في رسم صورة الوطن الذي نريد، منعاً لإعادة توليد السلطة لنفسها من جديد بعدما شعرت انها تلفظ انفاسها الأخيرة.

إصرار على البقاء

وقال ” البقاع الغربي منذ اول يوم في 17 تشرين، حتى اليوم وهو حاضر في الساحات بنشاط وبقوة، وبتحد واصرار على البقاء والتغيير نحو وطن ديمقراطي مدني يكون للانسان له قيمة” .

واردف ان الاستمرار والاصرار هما النواة التي يملكهما المنتفض بوجه سلطة ممسكة بكل المؤسسات الامنية والعسكرية، ورغم كل ذلك وضع الشارع لازال هو الأقوى كونه يشكل قلقاً لهذه المنظومة” .

وختم الصميلي”لا يمكن الانزلاق لتقييم الثورة بحالة الحضور والمشاركات للمواطنين في ظل ازمة صحية والتهديد بانتشار فيروس كورونا، اضافة الى اعتماد سياسة القمع والتهديد بحرب اهلية من خلال تدخل احزاب مذهبية والهتاف بشيعة شيعة دليلاً على ارادة السلطة باخذ البلد الى حرب اهلية، كلذلك ادى في المقابل تراجع الحضور في التظاهرات، اضافة الى الاستدعاءات للثوار الى المراكز الامنية والعسكرية”.

السابق
حصيلة «كورونية» مخيفة..8 وفيات و1368 إصابة جديدة!
التالي
متفرقات مناطقية..السلطة والحل الأمني في مواجهة الثورة!