العميد حماده لـ«جنوبية»: «حزب الله» اليوم ترسيم الحدود وغدا تسليم السلاح!

خالد حمادة

بعد الاعلان المفاجئ لرئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ايام عن قبول لبنان ببدء مفاوضات ترسيم الحدود مع “دولة اسرائيل” دون ذكر كلمة “العدو” قبلها كما هي العادة، ودون ممانعة من حليفه “حزب الله” الذي كان يمانع ويعرقل هذا الترسيم، أعلن اليوم عن تشكيل الوفد المفاوض الذي سيلتقي بالوفد الاسرائيلي في الناقورة جنوب لبنان.

وصحيح أن الاتفاق على ترسيم الحدود هو أقل بكثير من معاهدة سلام أو تطبيع، ولكن الصحيح أيضاً أنه أكبر بكثير من اتفاقية تقنية ـ عسكرية لتحديد إحداثيات خط الحدود، ورسم خط وهمي فوق الماء لرصد الاعتداءات على السيادة الوطنية، لا سيما وأن المفاوضات وتالياً اتفاقية الترسيم يجب ان تحقق الاستقرار الأمني على جانبي الحدود البحرية، بما يكفل تشجيع الشركات الدولية على الاستثمار. هذا أولاً، أما ثانياً، فيفترض ان تفتح الاتفاقية الباب واسعاً أمام التفاهم على تقاسم المكامن المشتركة من النفط والغاز، وهو ما تحدث عنه العميد الركن خاد حمادة بتحوّل الصراع الذي حُمّل كلّ العناوين إلى مسألة غاز وأمن.

اقرأ أيضاً: عندما يحل «سلام الشجعان» على حساب لبنان!


وتثير خطوة الترسيم تساؤلات، بشأن دلالتها من جهة اعتراف لبنان بإسرائيل، وإمكانية نزع سلاح حزب الله، وارتباط الخطوة بتطبيع الإمارات والبحرين والحديث عن مفاوضات سرية لتطبيع سوريا، وبالتالي تغير موازين القوى في لبنان…

حزب الله وبري رضخا للإرادة الأميركية

ورأى العميد الركن خالد حمادة في حديث لـ “جنوبية” ان إعلان الاتفاق الإطار لترسيم الحدود البحرية والبرية هو انعكاس لميزان القوى القائم، بين واشنطن وطهران، اذ اجبر “حزب الله” على التنازل والرضوخ للإرادة الأميركية”، موضحا ان “ما حصل في مرفأ بيروت من انفجار ذخيرة صاروخية كانت موجودة في عنابر المرفأ وبعده انفجار عين قانا والتهديد باستهداف مواقع أخرى، أعطى مدلولا ان كل مخازن سلاح “حزب الله” قابلة لكي تكون أهدافا للطيران الإسرائيلي أو غير الإسرائيلي، وثانيا، لعبت العقوبات على الوزير السابق علي حسن خليل دورا كبيرا لجهة ان إمكانية ان تطال هذه العقوبات على شخصيات أخرى كالرئيس بري”.

حمادة لـ«جنوبية»: من استطاع الفرض على “حزب الله” الاتفاق الإطار سيفرض عليه الحكومة


وعلى المستوى الإقليمي، أشار حمادة ان “الكاظمي في العراق يشن حملة واضحة على الميليشيات الإيرانية ناهيك عن امساكه للحدود والتوقيفات بحق المسؤولين عن هدر المال العام، ما يعني ان الكاظمي يهدد المصالح الإيرانية في العراق، أما في سوريا فالواضح ان ثمة ضياع إيراني على الجبهة السورية، وبالتالي العقوبات على المحور الإيراني و”حزب الله” ونتائج التحقيقات الألمانية بحق الموقوفين التابعين للحزب وأيضا إعلان المانيا حزب الله بجناه العسكري والسياسي منظمة إرهابية، كل هذه الحبكة الدولية تدل ان ثمة قرار واضح ان لم يعد مقبولا مراعاة طهران وانتهاكاتها”، وتابع “وقد عبر الأميركيون عن هذا الموضوع بأمرين: أولا ضربة المرفأ وضربة عين قانا، وثانيا العقوبات على حسن خليل، ما يعني ان كل الاحتمالات مفتوحة، وبالتالي اما الرضوخ أو عدم الرضوخ، ولهذا السبب فرِض على بري وحزب الله موضوع ترسيم الحدود ولم يكن لديهم القدرة على الرفض، لأن الرفض يعني ضرب مخزنا آخرا للحزب لربما في الضاحية أو بالقرب من المطار وربما أكثر من مخزن، وربما كذلك فرض عقوبات على بري وشخصيات أخرى من أمل والتيار الوطني والمردة”.

وشدّد حمادة ان “المحور الإيراني خسر المعركة لذلك رضخ وهو ما يفسر أيضا صمت نصرالله وتجنبه الحديث عن ملف المفاوضات وما أعلنه بري عن الترسيم”.
كما أكد حمادة ان “المعركة لم تعد بين المحور الإيراني وبين ما كانوا يصفونه بـ”محور الشر” ومحور “الامبريالية” لخداع بيئتهم، انما المعركة أصبحت كيفية استمرار “حزب الله” باغتصاب حقوق الشعب اللبناني، وقدرته على الحافظته على فرض السيطرة محليا وهذا الامر صعب”.

حمادة لـ«جنوبية»: معركة “حزب الله” أصبحت كيفية الاستمرار باغتصاب حقوق الشعب اللبناني

لا صواريخ نحو اسرائيل


ورأى حمادة ان تطرق بري الى تفاهم نيسان عام 1993 أمرا مستغربا، لا سيما مع عدم التطرق إلى اتّفاقية الهدنة الموقّعة من قبل لبنان وإسرائيل والأمم المتّحدة والتي تعتبر المرجع الأساس في ترسيم الحدود اللبنانية وتشكّل البند الخامس من القرار 1701، واستخدام الخط الأزرق وهو خط وقف الأعمال القتالية، وغير متطابق مع خط الهدنة في عدّة مواقع. اذ اعتبر بري تفاهم نيسان أحد المرجعيات للاتفاق الإطار، والذي يتضمن صراحة عدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل وعدم استخدام المناطق السكنيّة والبنى التحتيّة والمنشآت الصناعية والكهربائية لانطلاق الهجمات، واشار حمادة ان “تطرف بري الى هذا التفاهم كأنه يقول للجميع ان لبنان لن يطلق صواريخ نحو اسرائيل”، مشيرا ان “البند الثاني من هذا التفاهم، ينص على أن هذا الاتفاق ليس نهائيا وعلى الأميركيين إطلاق مفاوضات سلام بين سوريا وإسرائيل وبين لبنان وإسرائيل توصلا الى اتفاق سلام دائم، لافتا هذا يشير الى تفاهم بين بري والأميركيين على قيام بمفاوضات بين لبنان وإسرائيل وسوريا واسرائيل، ما يعني انه عند ترسيم الحدود الجنوبية الجانب السوري سيحضر عند الوصول الى مزارع شبعا”.


كذلك أشار ان تفاهم نيسان وما يتضمنه من تعهد بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل، يعني وكأن “الثنائي الشيعي و”حزب الله” تحديدا يتعهد بأن يكون سلميا مع إسرائيل أي انه ، لم يعد هناك ما يسمى بالذراع العسكري بين “حزب الله” وإسرائيل بموجب هذا الكلام، وهوما يعني بالتالي ترسيم حدود المقاومة”.

دور سلاح “حزب الله” انتهى

الى ذلك أكد حمادة أن أي اتفاق يجري بين طهران وواشنطن، وما على “حزب الله” سوى التنفيذ، مشيرا انه كما أجبر على إطلاق مفاوضات ترسيم الحدود، قد يجبر “حزب الله” فيما بعد على تسليم سلاحه، لأن هذا السلاح دوره انتهى”.

وعلى صعيد السياسي محليا، أكّد حمادة انه من استطاع الفرض على “حزب الله” الاتفاق الإطار سيفرض عليه الحكومة على أساس المبادرة الفرنسية”.

السابق
قرار فتح المدارس قفزة في المجهول.. عراجي: هل تم الكشف على المدارس الرسمية وتعقيمها؟
التالي
المبادرة الحكومية انطلقت.. هل يسمي «الثنائي الشيعي» الحريري؟