بعد الترشيح المبدئي للحريري..الاستشارات بموعدها وأسبوع حافل بالاتصالات!

هل ينجح ترسيم الحدود البحرية ؟

مع قول الرئيس سعد الحريري «أنا المرشح الطبيعي لتشكيل الحكومة، مع أنني لا ارشح حالي» انتفى مبرر تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة في 15 أكتوبر، ما يعني أننا أمام أسبوع حافل بالاتصالات والمشاورات، ليصبح التكليف منجزا في الخامس عشر من هذا الشهر، وكانت مصادر بعبدا لوحت باحتمال تأجيل موعد الاستشارات، في حال طلب ذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تبعا لعدم وجود مرشحين.

واستند الحريري الى المبادرة الفرنسية بشقيها السياسي والاقتصادي، ما يقلل فرص مبادرة نجيب ميقاتي لحكومة تكنو- سياسية، وتضع موقف الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) المطالب بحكومة سياسية على المحك، استنادا الى التصريح الأخير للشيخ نعيم قاسم، الذي قال ان الوقت غير ملائم لتغيير قواعد اللعبة السياسية، مشددا على حكومة سياسية موسعة.

والحريري أعطى نفسه فرصة 72 ساعة لاستكمال مشاوراته، ولمعرفة مدى التزام الأفرقاء السياسيين بحكومة اختصاصيين ومفاوضات صندوق النقد الدولي والإصلاحات.

وأضاف في حديث لقناة «ام تي في» ضمن برنامج «صار الوقت» مع الإعلامي مارسيل غانم: اذا عمل سعد الحريري رئيس حكومة، واذا على كل دعسة صار كل فريق عنده رأي، ما عندي مشكلة، إنما عليه ان يبدي رأيه في مجلس النواب.

اقرأ أيضاً: إنتشال أطفال من مبنى الإنفجار.. وعمليات الإنقاذ مستمرة!

وقال: اذا اتفقنا على حكومة اختصاصيين واختلفنا على برنامج الحكومة، لا نكون عملنا شيئا، وأنا مستعد أعمل جولة على الأفرقاء، فإذا كانوا مازالوا متفقين على برنامج المبادرة الفرنسية، يكون أمرا وإلا فأمر آخر.

وردا على سؤال قال الحريري: انا لا أرشح نفسي إنما انا مرشح طبيعيا، اذا وافقوا على ورقة البرنامج كما جاءت، فسعد الحريري لن يقفل بابه على الأمل الوحيد المتبقي لدى لبنان لوقف هذا الانهيار، واعلن رفضه تخصيص وزارة لأي طائفة، اليوم او غدا او بعد 100 سنة.

وحاول الحريري خطب ود بعض الدول العربية والولايات المتحدة من خلال الانتقاد الناعم لحزب الله وحركة امل بقوله ان الثنائي يمثل مشروعا سياسيا مرتبطا بالخارج، وللنائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الذي حمله مسؤولية تفشيل عهد الرئيس ميشال عون، مع تحييد رئيس الجمهورية عن أي نقد،، كونه سيكون ملزما بالتعايش معه في السنتين المتبقيتين من عمر ولايته، علما انه وضع عمرا للحكومة العتيدة لا يتجاوز الستة اشهر، وما كان انتقاده المرير للدكتور سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية والأقل مرارة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إلا ضمن اطار مناغشة الرئيس عون والنائب باسيل، إنما من دون التراجع عن إصراره على بقاء باسيل خارج حكومته.

المبادرة الفرنسية تضمن إقناع الآخرين.. ومفاوضات ترسيم الحدود أمّنت له دعم «البلدوزر الأميركي»

المصادر المتابعة أكدت أيضا لـ «الأنباء» قناعتها بأن إعلان نبيه بري عن الشروع بمفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل فتح عودة الرئيس الحريري إلى السراي الكبير، بتغطية من ثنائي أمل وحزب الله، وأنه لا خوف من ممانعة الرئيس ميشال عون، ولا صهره باسيل رغم استبعاد الحريري له عن الحكومة، لأن حزب الله حليف عون وباسيل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صاحب المبادرة التي يلتزم الحريري بتنفيذها، ومعهم البلدوزر الأميركي العامل على ترسيم الحدود الجنوبية مع اسرائيل، كفيل بتسهيل وصول موكب الحريري الى السراي الكبير.

وبالنسبة لجنبلاط وجعجع فالديبلوماسية الأميركية والرعاية الفرنسية للحكومة العتيدة كفيلتان ايضا بإعادتهما إلى محور التفاهم مع متعهد تطبيق المبادرة الانقاذية التي ترعاها فرنسا.

ولفتت أمس تغريدة للرئيس ميشال عون، تساءل فيها الى متى يبقى وطننا رهينة تحجر المواقف وغياب مراجعة الذات؟ «في وقت اكدت كتلة الوفاء للمقاومة» ان لبنان بأمسّ الحاجة لتشكيل حكومة وطنية متفاعلة ومنتجة، داعية الى الابتعاد عن نهج الكيدية والعزل والإقصاء.

الكتلة التي تضم نواب حزب الله حرصت في بيانها الصادر أمس الأول على القول ان الإطار التفاوضي لترسيم الحدود، لا علاقة له بسياسة المصالحة مع اسرائيل ولا بسياسات التطبيع.

الوفدان اللبناني والاسرائيلي الى الترسيم!

وفي هذا الموضوع وقبل الـ 4 أيام من الجلسة الأولى لمفاوضات الترسيم، تقرر ان يتشكل الوفد اللبناني من العميد الطيار بسام ياسين، والعقيد البحري مازن بصبوص، والخبير في القانون الدولي نجيب مسيحي الذي يعمل مع قيادة الجيش بكل ما يتعلق بالخرائط ويتوقع ان ينضم الى الوفد رئيس هيئة قطاع النفط وسام شباط والسفيرهادي الهاشم من وزارة الخارجية.

في الجانب الإسرائيلي، بدا واضحا الاصرار على ان يضم الوفد مسؤولين سياسيين، وابرزهم المدير العام لوزارة الطاقة والمستشار السياسي لرئيس الوزراء ورئيس دائرة الشؤون السياسية في الجيش، وهذا ما اثار اعتراض بعض الأوساط اللبنانية، والتي اعترضت ايضا على اصرار واشنطن على اخذ صورة تذكارية مع الوفدين، ما يعني انهما سيجلسون على طاولة واحدة، وليس كل في غرفة منفردة، كما درجت العادة في مقر الأمم المتحدة في الناقورة.

السابق
الحريري يعيد تحريك الملف الحكومي..وترقب لحصيلة اتصالاته مع القوى السياسية!
التالي
مفاوضات الترسيم: الجيش يحسم جدال«التطبيع السياسي»..عملية تقنية!