اعتقال العشرات في إيران بسبب دعم أذربيجان في القتال حول قره باغ

ناقلات نفط ايرانية

أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الجمعة 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، عن اعتقال العشرات من المواطنين الإيرانيين من الإثنية الأذرية، الذين شاركوا في مسيرات مناصِرة لأذربيجان في الحرب ضد أرمينيا في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه بين البلدين.
ويشكل الأذريون ثاني أكبر أقلية عرقية في إيران بعد الفرس، ويقطنون المناطق الحدودية مع أذربيجان وتركيا، شمال غربي البلاد.
وفيما تؤكد السلطات الإيرانية أن موقفها محايد حيال الحرب الدائرة، لكنها متهمة بالانحياز إلى أرمينيا.
ونشرت وكالة أنباء “هرانا” التي تعنى بقضايا حقوق الإنسان في إيران، أسماء 38 من المعتقلين في أردبيل وتبريز وأورومية ومشكين شهر وبارس أباد معان وزنجان، شمال غربي البلاد. ومع ذلك يؤكد الناشطون أن عدد المعتقلين في التجمعات التي عمت المدن في الأقاليم الأذرية الإيرانية أكبر من هذا العدد.

اقرا ايضا: «حزب الله» يرضخ لاتفاق ترسيم الحدود.. سعد لـ«جنوبية»: اعتراف ضمني.. ومناصفة!

وذكرت “هرانا” طبقاً لما أورده موقع راديو فردا (إذاعة الغد) الأميركية، أن الاعتقالات حدثت في الشوارع وأماكن العمل، كما اقتحمت قوات الأمن منازل بعض الناشطين. واتسم أداء رجال الأمن بالعنف ما أدى إلى كسر أيدي أو أنوف بعض المعتقلين.
وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها لاعتقال ناشطين في مدينة أردبيل ونشرت أسماء بعضهم.
كذلك أعلنت حملة الدفاع عن السجناء السياسيين والمدنيين في إيران أن الأمن اعتقل 20 شخصاً في أردبيل.


اتهامات بالتسليح

ولا يزال القتال بين أذربيجان وأرمينيا على قره باغ مستمراً منذ يوم السبت الماضي، وأدى إلى مقتل وجرح المئات من الجانبين.

وكان رئيس أذربيحان إلهام علييف أعلن الشهر الماضي، أن روسيا تزود أرمينيا بالسلاح عبر أحد البلدان المتشاطئة على بحر قزوين في إشارة واضحة إلى إيران التي رفضت هذه الاتهامات.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لما وصفوها بشاحنات تنقل السلاح من الأراضي الإيرانية إلى أرمينيا. لكن رئيس مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، نفى في اتصال هاتفي مع نائب رئيس أذربيجان هذه الأنباء، مؤكداً أن بلاده تعترف بسيادة باكو على أراضيها.
وكان ممثلو المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الأقاليم التي تضم مواطنين أذريين، أصدروا بياناً الخميس 1 أكتوبر، أكدوا فيه دعمهم لأذربيجان في الصراع القائم على ناغورنو قره باغ، في موقف نادر يبدو متعارضاً مع الموقف الرسمي للبلاد.

ووقّع البيان ممثل خامنئي في أذربيجان الشرقية، علي آل هاشم، وممثله في أذربيجان الغربية مهدي قريشي، وكذلك ممثله في أردبيل علي خاتمي، وممثل المرشد في إقليم زنجان مهدي قريشي.
وذكر الموقعون على البيان أنه “لا يوجد أدنى شك بأن قره باغ تعود إلى جمهورية أذربيجان ولا بد من عودتها إليها… وجهود أذربيجان في هذا الإطار تنطبق مع الشرع والقانون”.

في المقابل، تربط إيران علاقات جيدة بأرمينيا وتزودها بالطاقة الكهربائية، لكن علاقاتها مع أذربيجان مرت بخلافات عدة خلال السنوات الماضية، من بينها طبيعة التعاون بين باكو وإسرائيل، والخلاف على تحديد الحدود المائية في بحر قزوين. كما تتهم طهران جارتها بدعم النزعات الانفصالية في المناطق الإيرانية التي يقطنها الأذريون.

السابق
إصابة ترامب بكورونا.. وتأثيراتها المحتملة على السباق الرئاسي
التالي
بسبب كورونا.. نقل ترامب الى المستشفى