للمرة الاولى في تاريخه السياسي بعد تطبيع العلاقة مع “حزب الله”، ويُفوض النطق بإسمهما نيابياً وحكومياً ويفاوض بإسمهما، يخرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ببيان مختلف بالمضمون وإنشائياً عما دأب عليه.
وتقرأ مصادر متابعة لملف العلاقة بين “حزب الله” و”حركة امل” في بيان بري لـ”جنوبية”، فتقول : ان بري تقصد في بيانه رمي المسؤولية على الداخل، وهو قصد الرئيس المكلف والرؤساء السابقين للحكومة ، واخرج الفرنسي من دائرة اتهامه بالتعطيل او باستبعاده عن “المالية”.
بري يحاول تسليف الاميركيين موقفاً انه متمايز عن “حزب الله” وانه جاهز للفصل السياسي عنه!
وفي جملته “البليغة” والمعبرة جداً عن انه يتحدث بإسمه وللمرة الاولى منذ فترة طويلة وليس بإسم “الثنائي” و”حزب الله”، عندما قال :”ابلغنا رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب من عندياتنا ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الاسس في الحكومة”.
وكأن بري وفق المصادر يحاول فصل وجوده الحكومي والسياسي في المرحلة الراهنة عن “حزب الله”.
بري في بيانه تحدث بإسمه وللمرة الاولى منذ فترة طويلة وليس بإسم “الثنائي” و”حزب الله”!
وتقول المصادر ان بري “يلعبها” ذكية هذه المرة حيث ابعد عن نفسه تهمة الرفض والسلبية بمقاطعة الحكومة. وقال انه لن يشارك ولم يقل انه يرفض المشاركة مثلاُ لانه لم يعط وزارة المال.
وتلفت المصادر الى انه قد يكون هناك اتفاقاً ضمنياً وتوزيع ادوار بين بري و”حزب الله”، ويعرف الطرفان ان رئيس الجمهورية ميشال عون، لن يوقع مراسيم حكومة ليس فيها تمثيل لـ”الثنائي”، ولو اختار الرئيس المكلف اسماء شيعية ليست من فلك “الثنائي”، سيعتبر عون انها غير ميثاقية لانها لا تمثل الاكثرية الشيعية.
إقرأ أيضاً: زجر أميركي وتحجيم فرنسي..باسيل يتلطى خلف عون حتى هدوء العاصفة!
ومع تيقن بري من موقف عون وعدم امضائه مراسيم الحكومة، يكون بري قد سلف الاميركيين موقفاً انه متمايز عن “حزب الله”، وانه جاهز للفصل السياسي والبداية من الحكومة، وكذلك للفرنسيين، في حين يدرك “حزب الله” ان تمايز بري عنه في هذا التوقيت مستحيل لكون الطرفان الشيعيان مأزومين!
