زجر أميركي وتحجيم فرنسي..باسيل يتلطى خلف عون حتى هدوء العاصفة!

جبران باسيل
جبران باسيل المتهيب من العقوبات الاميركية يعيش بين حدي الزجر الاميركي والتحجيم الفرنسي، ويشعر ان الاختباء في "عتمة" السياسة بعيداَ من حكومة مشروطة بمهمة محددة افضل بكثير من تلقي عقوبات قد "تُعدم مستقبله الرئاسي".

إنسحاب تكتيكي وبأقل الخسائر الممكنة، ينكفئ النائب والوزير السابق ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن حكومة مصطفى أديب التي ستتشكل عاجلاً ام آجلاً بعصف “التسوية” الايرانية – الفرنسية- الاميركية، وبتركيبة قد تفاجئ الاكثرية والاقلية والمتفائل والمشتائم بالوضع اللبناني، وستكون حكومة “المهمات الصعبة” التي ستحاول تنظيف موبقات السلطات السابقة و”تخبيص” حكومة حسان دياب في المجال المالي والاقتصادي.

باسيل اعلن عدم المشاركة في الحكومة: رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطّينا والحكومة ويعوّض عنّا !

هذه الاجواء تنقلها مصادر سياسية متابعة لـ”جنوبية”، والتي تؤكد ان العقوبات الاميركية على كل من الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس قد قلبت كل الموازين السياسية، ولا سيما لحلفاء “حزب الله” المسيحيين ومنهم باسيل، والذي شعر للمرة الاولى في حياته بمدى جدية الاميركيين والفرنسيين في زجر الطبقة السياسية اللبنانية والحد من “فرعنتها” وتحجيمها في مبادرة تنص على تشكيل حكومة  مع فرض رئيسها واعضائها وبرنامجها الوزاري ومدة صلاحيته وكلها خلال 3 اشهر و15 يوماً.

إقرأ أيضاً: «كورونا رومية» يُعري «الدولة الفاشلة».. و«اليونيفيل» تحت وهج الجائحة!

وإذا كانت الرسالة الاميركية قد وصلت الى الوزير السابق سليمان فرنجية بأن لا حظوظ رئاسية مستقبلية له وان ملفات الفساد والارهاب ستلاحقه دولياً وتضع عليه “فيتو” كرئيس، فإن باسيل ادرك ان “البلّ وصل الى ذقنه” و”الموسى الاميركية” شُحذت جيداً لجز المزيد من الرؤوس المسيحية المتحالفة مع “حزب الله”.

وإذا صح ان الرزمة الجديدة من عقوبات واشنطن ستشمل مقربين من باسيل والرئيس ميشال عون وقدامى “العونيين” وكبار المتمولين، فإن باسيل سيكون في وضع داخلي ومسيحي ودولي ضاغط.

وتقول المصادر ان لهذه الاسباب ولتخفيف الاحراج الشعبي والجماهيري، انسحب اليوم باسيل “تكتيكياً” وبهدوء من اللعبة الحكومية المرسومة بالمليمتر لتحجميه وتحجيم “كبار الفاسدين” ، فأعلن انسحابه وتعففه عن اي منصب حكومي واختبأ وراء عمه ميشال عون وعهده الذي انتهى وينازع سياسياً وشعبياً فمشاركة عون مع كتلة وزارية وازنة يعني مشاركة باسيل تلقائياً واليس هو رئيس الظل والرئيس الفعلي للبلاد؟  

إختباء خلف حصة عون!

واعلن باسيل خلال مؤتمره الصحافي صباح اليوم، “بلغنا موقفنا بالإستشارات، وقلته بالإعلام بأنّ لا مطلب ولا شرط لدينا بالحكومة سوى قدرتها على تنفيذ البرنامج الإصلاحي”، لافتا الى انه “عندما نقول “ما عنّا شرط” يعني ان “مشاركتنا بالحكومة ليست شرطا لدعمها، لا بل أكثر من ذلك، لا رغبة لدينا بالمشاركة بالحكومة، و”مش حابّين نشارك فيها”.

وفي تلط واضح خلف حصة عون، اشار باسيل الى ان “كثراً يتحدثون معنا لضرورة مشاركتنا وانّ الحكومة لا تشكّل من دوننا، ونحن نجيب انّ رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطّينا ويغطّي الحكومة ويعوّض عنّا بهذه الظروف الاستثنائيّة”.

باسيل سيسعى بأي طريقة لابعاد شبح العقوبات عنه وابقاء حظوظه الرئاسية وهو مستعد الى تقديم اي نوع من الاعتمادات السياسية لذلك!

ولهذه الاسباب تشير المصادر المتابعة ان باسيل يرى بالإحتماء وراء عمه لبضعة اشهر اضافية حتى إنجلاء غبار العاصفة الدولية وتبيان مصير التسوية في المنطقة بين إيران والاميركيين افضل طريقة لتفادي الاضرار السياسية، وهو سيسعى بأي طريقة لابعاد شبح العقوبات عنه وابقاء حظوظه الرئاسية وهو مستعد وفق المصادر الى تقديم اي نوع من الاعتمادات السياسية للوصول الى الرئاسة الاولى!

السابق
«الكورونا» يفتك بالشمال..36 إصابة جديدة و8 حالات إغترابية إيجابية!
التالي
بطاقة «الدعم»..لا إحصاءات ولا من يستفيدون!