عندما «ينتصر» الشعب لقادته الظالمين!

الفساد

ليس لائقاً ان تتهم الناس وان تشتم الشعب،الناس والشعب ايضاً من المقدسات ومن المحرمات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية لأن الناس والشعب وفق الديمقراطية هما اعلى سلطة في البلاد وايضا هما الزبونان الدائمان وضحيتا الممسكين بالقرار لانهما يرفعان ويسقطان من يشاءان وفق مزاجهما وعاطفتهما وتعصبهما وغرائزهما ومصالحهما.الناس والشعب زبونان غبيان دائما. هل هناك أناس وشعب لا يعرفان مصالحهما؟

اقرأ أيضاً: المرفأ.. حريق وراء حريق يُشعل آخر أوراق الطبقة السياسية!

هو مقاوم

نعم، ويستخدمان ذكاءهما ضد نفسهما ويتآمران على حالهما.ان يقولا “هذا الكادر صحيح انه سرق انما هو مقاوم”، “هذا المسؤول صحيح أنه سرق انما بنى وانجز وشق طرقات”،”هذا الرئيس صحيح انه سرق واستفاد انما اتى بالأموال من الخارج وادار الاموال في الداخل وهندس ماليا بمهارة للمصارف”، “هذا الرئيس صحيح انه وعائلته سرقوا انما محنك في السياسة وله مواقف لصالح القضية ولا يساوم”. ان تجد الناس والشعب دائما ما يبرر للص وللمجرم وللخائن تبريرات للدفاع عنهما لتآمر ولمشاركة في الخيانة ليس فقط ضد مصالحهما وضد الوطن انما ضد الاخلاق وضد الله شخصيا…اسوأ تآمر ان تعتقد انك تحتال على الله.

هذا الكادر صحيح انه سرق انما هو مقاوم”، “هذا المسؤول صحيح أنه سرق انما بنى وانجز وشق طرقات”

الناس والشعب اللذان يجدان حججا غريبة تحمل تناقضات في جوهرها “سارق انما مقاوم، سارق انما بنى، خائن انما حمى، استفاد انما فاد الآخرين، فاسد انما يطعم من حوله، تاجر مخدرات انما له اعمال خيرية، قاتل انما دافع، جزار انما لولاه لأبادنا الآخرون…” لا يستحقان عيشة كريمة ولا يستحقان دولة عادلة ولا يستحقان وطنا ولو وهمياً. الوطن هدية العقلاء. هكذا عقلية ناس وهكذا نمط تفكير وسلوك شعب لا ينتجان الا حروبا اهلية وانفجارات نووية وحرائق دورية وخيانات بالجملة وتخلفا وفسادا دائمين.

اقرأ أيضاً: العقوبات الأميركية.. «زكزكة» بلا فعالية؟!

شرّان لا بد منهما

اضطراب المنطق الجَماعي في جمع التناقضات ليس مسألة فنّ تربوي ولا ذكاء تجاري للجماعة انما دليل على يأس الناس في التقدم وفي التطور وفي الرقيّ واستسهالها للتأقلم مع السوء ومع الفساد باعتبارهما شرّان لا بدّ منهما لضرورة العيش بسلام… يظن كثيرون ان الانذال يسكنون فقط بيوت السلطة والمال، لا، النذالة احقر من الطائفية وتسكن عقول الناس والشعب كأسلوب إلزامي” لتزبيط الحال” اما من يتمرد من الناس ومن الشعب على هذا الاضطراب المرضي في المنطق الجماعي ويصمد بين الشرفاء والاخلاقيين فانه اما يموت قهرا او تسميه الناس أخوتاً وحمارا لم يعرف تدبير الحال…اخطر الانذال، مسروق ومنهوب و”منتوف” يبرّر للسارق وللناهب وللقاتل جرائمه بانجازات مضحكة.في هكذا حال لا يسعنا الا وان نقول ايضاً: “عمرو ما حدا يرجع”.

السابق
شائعة الوفاة مجدداً.. الفنان السوري جمال سليمان يسخر من مواقع التواصل الاجتماعي!
التالي
المبادرة الفرنسية بين عبء الثورة وإنعاش السلطة!