قمة فرنسية – لبنانية في بعبدا.. وعون يلتزم الدعوة إلى حوار وطني

ماكرون عون

تستمر زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لليوم الثاني على التوالي، وتعقد قمة لبنانية – فرنسية بين الرئيسين ميشال عون وايمانويل ماكرون في القصر الجمهوري في بعبدا، قرابة الثالثة والنصف بعد ان وصل الاخير الى القصر حيث اقيم له استقبل رسمي.

وانضم رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الخلوة الثنائية بين الرئيسين.

اقرأ أيضاً: «شيوخ فرنسا» لن ينتظروا ١٠٠ عام جديدة.. عودة «الإنتداب» بوصاية أممية!

وقال عون في الغداء على شرف ماكرون انه” يرتكز أملنا اليوم على تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على إطلاق ورشة الإصلاحات الضرورية من أجل الخروج بالبلد من الأزمة الحالية. والأمل يكمن أيضا في جعل آلامنا حافزا يدفعنا الى ان نغدو دولة مدنية”.

واضاف عون “فليكن الأول من أيلول 2020، محطة انطلاق للبنان جديد، حيث المواطن هو الملك وليس زعماء الطوائف… دولة حديثة تستجيب لانتظارات الشعب وتطلعات شبيبتنا الذين هم مستقبل البلد”.

وأكد عون” إنني وتحقيقاً للدولة المدنية التزمت الدعوة إلى حوار وطني، كي نبلغ الى صيغة تكون مقبولة من الجميع”.

والقى ماكرون كلمة خلال الغداء فقال: “شكرا فخامة الرئيس، شكرا لكم ايتها السيدات والسادة على استقبالكم لنا مع الوفد الذي يرافقنا، نحن سعداء ان نكون معكم اليوم. والوفد الذي يرافقني مكون من وزراء ونواب وعدد من الدبلوماسيين ومن كبار الموظفين، إضافة الى عسكريين وفنانين واشخاص مهتمين بالشأن الانساني ومقاولين. وهذا ما يدل على غنى العلاقات التي تجمعنا ويعبر عن إرادة فرنسا بأن تكون الى جانب لبنان اليوم”.

اضاف: “كما ذكرتم فخامة الرئيس، نحن هنا لمناسبة ذكرى هامة نحيي فيها مئوية لبنان الكبير، وهي تقع بعد أيام قليلة من الانفجار الرهيب الذي وقع في 4 آب المنصرم، وكان بمثابة صورة معبرة عما كان يحصل منذ زمن بعيد. لقد ذكرتم عبارات الجنرال غورو، لمناسبة إعلانه دولة لبنان الكبير: امل وافتخار. ولكن في هذه الكلمة المختصرة التي قالها يومها، كانت هناك دعوة لكل واحد لكي يترفع فوق مصالحه الخاصة، وكانت هذه الدعوة وحدها بمثابة الفكرة الأساسية لكلمته. وهي دعوة لما تزل حديثة بما تحمله من عبر وقسوة. انا لا اعرف ماذا ستحمله الأسابيع والاشهر المقبلة، لكنني اعرف امرا واحدا فحسب، وهو انه اذا لم تتحقق هذه الدعوة للترفع فوق المصالح الخاصة، ولو بعد مئة عام على اطلاقها، فإنه سيكون قد تمت خيانة الوعد، لأن بلدكم هو بحد ذاته وعد لنفسه، كما انه وطن شقيق وصديق لوطننا”.

واكد ان “هذه الصداقة لا تتم المصادقة عليها من خلال تواريخ والتزامات ومصائر متقاطعة فحسب، ولو كان كل ذلك في غاية الأهمية، من خلال مصير العديد من النساء والرجال في حقول الفن والفكر المعاصرين او السابقين، إضافة الى العديد من المستثمرين الحاليين منهم والسابقين أيضا. انما هناك اكثر من ذلك في الرسالة التي يشكلها لبنان وهو في قلب فرنسا: عشق غير مشروط للحرية وتعلق بالمساواة بين المواطنين، إضافة الى ارتباط بما نسميه تعددية، وهو يعني في العمق الاعتراف انه إذا ما قررنا ان نكون مواطنين في دولة واحدة، أيا كانت عائلتنا وايا كان ديننا وايا كانت مصالحنا، فإننا قبل شيء مواطنون في هذا البلد وفق رابط يجمعنا بما هو كوني له الاعتبار الأول. وهذا ما يجعل، اليوم بشكل خاص، وتحديدا في هذا المنطقة بالذات، رسالة لبنان ترتدي أهمية اكثر مما كانت عليه قبل مئة عام، لأنكم، من دون أي شك، آخر من يحمل هذا الإرث. وأن ينجح ذلك اليوم من قبلكم، في وقت ربما لم ينجح من قبل آخرين، قبلكم وفي ظروف اسهل، فسببه انتم لأنكم انتم، تحققون ذلك وفي ظروف اشد قسوة تبلغ حد المستحيل”.

وختم: “نحن سنكون هنا وفق الصداقة عينها وروح الأمانة وحدها: امانة في هذا التاريخ وما يجمعنا من خلاله، وفق التزام بالسيادة والعشق غير المشروط للحرية. هذا ما رغبت في قوله لكم في هذا اليوم الذي هو بمثابة احتفال، ولكن ارجو من كل قلبي ان يشكل بداية لعصر جديد. عاش لبنان الكبير، عاش لبنان، عاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان”.

وكان الرئيس الفرنسي استهلّ اليوم الثاني من زيارته لبنان محتفلا بذكرى انشاء دولة لبنان الكبير من جبيل. فقد وصل صباحا الى ارز جاج، حيث كان في استقباله رئيس بلدية جاج غبريال عبود بحضور المطران ميشال عون وجذور لبنان ورئيسة لجنة محمية ارز جاج فاديا كيوان، وقدموا له منحوتة ترمز الى ارزة لبنان وبرج ايفل في باريس.

ثم غرس ماكرون ارزة في محمية جاج بمشاركة طلاب لبنانيين وخاطبهم قائلاً: “اعتمد عليكم”.

وقامت دورية الاستعراض الجوي الفرنسي، بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير وزيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إلى لبنان، بعرض بألوان العلم اللبناني صباحا، فوق بلدة جاج إبان زيارة الرئيس ماكرون الى محمية أرز جاج لغرس شجرة أرز والاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

ماكرون يغرد: ونشر الرئيس الفرنسي صورًا على حسابه عبر تويتر من زيارته محمية أرز جاج لغرس شجرة أرز والاحتفال بمئوية لبنان الكبير. وقال: “الحرية والحوار والتعايش. لبنان قوي بهذه القيّم. قوي بتاريخ لبنان الكبير الذي يعود إلى قرن من الزمن. وسيولد من جديد من الازمة التي يجتازها. وأقول بإسم الفرنسيين: سنكون دائمًا الى جانب الشعب اللبناني”.

وخلال زيارته أرز جاج في جبيل، استوقفت مجموعة من الاشخاص الرئيس الفرنسي حيث تحدثت سيدة طالبة منه الوقوف الى جانب الرئيس ميشال عون في معركته لمحاربة الفساد.

https://twitter.com/i/status/1300715028937662464

مع المجتمع المدني: في لقاء مع ممثلي الامم المتحدة وجمعيات المجتمع المدني في مرفأ بيروت، شكر كل الشركاء وسفراء الاتحاد الاوروبي على المساعدة الدولية والالتزام الدولي وشكر الشركات الفرنسية الخاصة التي بذلت مجهودا كبيرا لتأمين المساعدة. ودعا ماكرون الى العمل على منصة الامم المتحدة لتوحيد الجهود والتنسيق، وتأمين تعقب المساعدات.وقال: “السلطات الرسمية اللبنانية لديها دور، احيانا نسمع امورا ليست متطابقة مع الواقع لكن المطلوب عملية تعقب شفافة وسنبذل قصارى جهودنا لمساعدتكم في هذا المجال”.

وتابع “في الاسابيع الستة المقبلة علينا العمل على تعبئة المجتمع الدولي وتحسين الشفافية، ويجب ان نعتمد على المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي رعته الامم المتحدة وبفضل جهود الامم المتحدة نسعى الى دعم من الدول المختلفة التي مولت هذا المشروع وهذا قد يتجاوب مع الحاجات التي عبرتم عنها”.

وشكر الامم المتحدة من اجل تنسيق الجهود وتنظيم المساعدات في لبنان وقال: فهمنا انّ هناك حالة طارئة لجهة كورونا لذلك سنركز دعمنا لمستشفى الحريري لمكافحة هذه الجائحة.

المرفأ: وبعدها، انتقل ماكرون إلى مرفأ بيروت لتفقد الأعمال هناك بعد انفجار 4 آب حيث اجرى معه موقع brut  مقابلة اعلن فيها أنه “لا يعرف الرجل الّذي تمّ تكليفه إثر الاستشارات النيابية الملزمة، وهو أتى نتيجة المشاورات، ونأمل بأن يتحلّى بالكفاءة المطلوبة”، مركّزًا على أنّه “لا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وإصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي”.

وقال  “اقترحت آليّة متابعة للأشهر القليلة المقبلة، لأنّنا لن نحرّر أموال “مؤتمر سيدر” طالما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات”، مؤكّدًا أنّني “لن أتساهل مع هذه الطبقة السياسيّة في لبنان ولا أستطيع أن أطرح نفسي كبديل عنها”، مبيّنًا أنّ “المجلس النيابي تمّ انتخابه من الشعب، ولا يمكنني القول إنّه يجب أن تتغيّر الطبقة السياسيّة بأسرها، وهناك انتخابات نيابية وعلى الشعب أن يفرز واقعًا سياسيًّا جديدًا إذا أراد ذلك”.

وأوضح ماكرون أنّ “هناك أخوّة بين فرنسا ولبنان، ومِن هذا المنطلق لدى فرنسا واجب تجاه الشباب اللبناني عبر إعطائه فرصة تحقيق أحلامه، أو أقلّه التعبير عنها، ولبنان نموذج للتعايش والتسامح والتعدديّة”. وشدّد على أنّ حزب الله هو حزب يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ومُنتخَبوهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيها الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها”.

وركّز على أنّ “بعد التكليف الّذي حصل في أسبوعين، على خلاف العادة إذا كان يأخذ أشهرًا، ننتظر الآن مرحلة التأليف ونأمل في أن يتمّ الدفاع عن مصلحة الشعب اللبناني”. كما شدّد على “أنّنا نريد معرفة الأرقام الحقيقيّة بشأن النظام المصرفي اللبناني، وندعو إلى تدقيق في الحسابات”.

ورداً على سؤال حول حزب الله قال: ” حزب الله هو حزب يمثّل جزءاً من الشعب اللبناني وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أخرى يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤولياتها”.

السابق
تامر حسني يخترع تريند عالمي في كليبه الجديد!
التالي
الثورة لا تثق لا بحكومة أديب 1 أو دياب 2!