«شيوخ فرنسا» لن ينتظروا ١٠٠ عام جديدة.. عودة «الإنتداب» بوصاية أممية!

ماكرون
عشية زيارة الرئيس ماكرون التاريخية إلى لبنان، بعد غد في 1 أيلول ، وبمناسبة احتفالات بمئوية اعلان الجنرال غورو دولة لبنان الكبير، النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي كريستين لاڤارد (Christine LAVARDE) لا ترى حلا لإنقاذ لبنان من أزماته المتعددة، إلا بـ"وصاية برعاية الأمم المتحدة تقودها فرنسا" كما أقترحت.

لاڤارد المنتمية لحزب “الجمهوريون” اليميني، ليست نائبة عادية فهي رئيسة جمعية الصداقة البرلمانية (مجلسي النواب والشيوخ) الفرنسية اللبنانية. إثناء جلسة مساءلة وزير الخارجية لودريان أمام مجلس الشيوخ، في 8 تموز الماضي أي قبل نكبة إنفجارات مرفأ بيروت، طلبت لاڤارد توضيحات عن مساعدة فرنسا للمدارس الفرنكوفونية في لبنان، المعتمدة والمعترف بها من فرنسا. رد الوزير عليها وإستغل المناسبة متوجهاً للسياسيين والشعب اللبناني، حيث قال جملته الشهيرة “ساعدوا أنفسكم حتى نستطيع مساعدتكم !”، مع نبرة يائسة وغاضبة في نفس الوقت، منهيآ جملته بمقولة “! Bon dieu”.

عللت البرلمانية لاڤارد اقترحها بإنتداب فرنسي، الذي ورد بتقرير سياسي على الموقع الرسمي لمجلس الشيوخ (publicsenat.fr)، قائلة “للأسف، من وجهة نظر سياسية لم يحصل أي تغيير منذ استقالة الحكومة (حكومة حسان دياب)”. وأردفت “الأولوية هي إنشاء منظومة سياسية من أجل إعادة تشغيل الدولة. لا اعلم ما الذي سيعلنه الرئيس ماكرون، لكن وصاية برعاية الأمم المتحدة تلعب فيها فرنسا دوراً رائداً يمكن أن تكون شيئاً جيداً . “المجتمع المدني حل مكان الدولة”.

وتابعت “حكومة وصاية برعاية الأمم المتحدة ممكن أن تكون مقبولة من الجميع”.

عريضة الإنتداب

إقتراح لاڤارد لم يأت من فراغ، على الأرجح وكما كل السياسيين الفرنسيين المهتمين بالوضع اللبناني الكارثي، اطلعت على العريضة الالكترونية على موقع “اڤاز” التي جرت بعد إنفجارت المرفأ، التي تطالب بوضع لبنان تحت الإنتداب الفرنسي للسنوات العشر المقبلة، والتي وقع عليها أكثر من 60 ألف لبناني. العريضة تناقلتها وسائل إعلام عديدة، لبنانية وعربية وفرنسية وأجنبية.

رئيسة جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية اللبنانية لاڤارد، التي عبرت عن قلقها من مجاعة في لبنان في اليوم التالي لنكبة بيروت، ستزور مع وفد برلماني لبنان في 20 أيلول المقبل. وقبل الزيارة الجمعية أدرجت جلسة إستماع في مجلس الشيوخ، لاختصاصيين بشأن وضع لبنان، بينهم السفير اللبناني في باريس رامي عدوان. وتنظم الجمعية مع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه (Gérard Larcher)، المهتم جدآ بالملف اللبناني، حفلة موسيقية في قصر الليكسومبورغ (مقر مجلس الشيوخ)، تضامنآ ودعمآ للبنان.

لبنان وشعبه رهينة تحت إحتلال إيراني مقنع، بعد تحررهم من إحتلال شقيق سوري “أسدي”، على دماء رفيق الحريري ورفاقه في إنتفاضة الأرز عام 2005

مخطئ من يصف عشرات ألاف اللبنانيين، الذين وقعوا على “عريضة الإنتداب” وغيرهم، بالعمالة والخيانة العظمى كونهم تخلوا عن سيادة واستقلال وطنهم. أنها ردة فعل آنية لغرقى في بحر، فقدوا أي أمل بإنقاذ أنفسهم وسفينتهم كيانهم. لبنان وشعبه رهينة تحت إحتلال إيراني مقنع، بالوكالة عبر حزب السلاح الميليشياوي الطائفي، بعد تحررهم من إحتلال شقيق سوري “أسدي”، على دماء رفيق الحريري ورفاقه في إنتفاضة الأرز عام 2005. الطبقة السياسية برمتها التي حكمت بعد الإنسحاب السوري باعت البلاد والعباد في أكبر عملية سطو مافيوية ميليشياوية، أغرقت السفينة وركابها !

أما عن الوصاية الأممية وإنتداب جديد، وباختصار، الدول ليست جمعيات خيرية أو إنسانية، تعمل لمصالحها وتستغل الأحداث وتوجهها لتصب في مصالحها في النهاية. أليس من سخرية الأقدار أن يعيد التاريخ نفسه بعد مئة عام ؟ أليست مهزلة المهازل أن يصرخ القسم الأكبر من شعبنا المكلوم لمناشدة الفرنسيين وغيرهم، لإنقاذه من تسلط المافيا والميليشيا والإحتلال بالوكالة، قبل أن يصل إلى قعر البحر؟

السابق
عون يطلب توزيرها في الحكومة.. ويعقوبيان في ردّ ناري: وزعوا حصصكم العفنة على شركائكم!
التالي
باسيل و«الثنائي الشيعي» يُرشّحان أديب لرئاسة الحكومة.. ما الحاجة للإستشارات؟