«صراع الأخوة» يُعاقب الجنوبيين كهربائياً ومائياً..و«تبخر» المازوت والدواء بقاعاً!

صيدلية
الصراع بين "الثنائي" جنوباً بات ينعكس عقاباً مائياً وكهربائياً حيث تتحكم "امل" بالمياه والكهرباء وتحجبهما عن القرى المؤيدة لـ"حزب الله".في المقابل يعيش البقاع ازمات متناسلة من فقدان المازوت والدواء اخيراً الى استمرار مسلسل الفلتان الامني. (بالتعاون بين "جنوبية" مناشير" تيروس").

سياسة العقاب الجماعي للبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً، بات يعتمدها “الثنائي” وتحديداً في الجنوب وقرى قضاء صور، حيث شهدت الكمّ الاكبر من الاشكالات بين “حركة أمل” و”حزب الله”.

 ومعروف جنوباً للقاصي والداني ان “امل” تتحكم بمنابع المياه ومحطات توليد الطاقة. ويُفاخر مسؤولوها ان رئيس الحركة ومجلس النواب نبيه بري هو “عراب” المياه ومحطات الضخ والمدارس الرسمية وشبكات توزيع الطاقة ومحطات التقوية وصولاً الى اعمدة ارسال الخلوي والمولدات الخاصة.

“حركة امل” تتحكم بمنابع المياه والكهرباء ومحطات التوليد والضخ وتتعمد معاقبة بعض القرى الموالية لـ”حزب الله”

وتشير مصادر من بيئة “الثنائي”، لـ”جنوبية” ان شعور التمييز بين المناطق والقرى وبالغبن المائي والكهربائي بات كبيراً، بين قرية مؤيدة للفريق الاصفر واخرى للفريق الاخضر. وبينهما تدفع الاكثرية الصامتة ثمن هذا الصراع على الحصص والنفوذ وحتى على علم او راية عاشورائية او حزبية.

وعليه يتسع الصراع بين “الثنائي” ليتخذ ابعاداً مختلفة وبوجوه متعددة تنذر بالأسوأ، وبمزيد من التشظي والشقاق رغم مكابرة قيادتي الطرفين ووضع كل ما يحصل في إطار فردي ضيق بينما هو حالة جماعية تتوسع وتكبر.

الحالة المأساوية في الجنوب هي نفسها في الضاحية وبيروت وكل لبنان، ولكنها تأخذ اشكالاً اقسى وأمرّ بقاعاً والذي يعاني من الفوضى في كل شيء: من فقدان الدولار وتفلت سعره الى بيعه للسوق السوري، وصولاً الى فقدان المازوت وتهريبه الى دمشق ايضاً، وليس انتهاءً بالتشليح والسرقة والفوضى الامنية المحكومة بالتوازنات التي يرسمها “الثنائي” للموالين والمعارضين، وليس انتهاءً بأزمة ثقة بين مختلف مكونات البقاع السياسية والمذهبية.

إقرأ أيضاً: الغلاء يترنح على وقع الدولار..والثورة تَلفظ أديب!

وبين هذا وذاك، يعيش البقاعيون مأساة جديدة ومتمثلة بفقدان المازوت وشح الكميات المُباعة، فقدان ادوية الامراض المزمنة بشكل كامل، وفي ظل تهافت غير مسبوق خوفاً من رفع الدعم الرسمي والمالي عنها.  

البقاع: شح ادوية ومازوت

بقاعاً، ارتفعت وتيرة الاقبال على شراء مادة المازوت والدواء خوفاً من رفع الدعم عنهما في الاسابيع المقبلة وفقدانهما من الاسواق، وتبين ان هناك انواع عديدة من الادوية لامراض مزمنة كالضغط والقلب والرئتين مفقودة من الصيدليات.

واكدت مصادر طبية لـ”مناشير”، أن في الآونة الاخيرة اقدمت مجموعات تعمل في تجارة الادوية على شراد كميات من الادوية من الصيدليات. رجحت المصادر ان يكون تم سحبها واخفائها لاحتكارها وبيعها بعدما يتم رفع الدعم عن الادوية.

وكذلك الحال في موضوع المازوت حيث ازداد الاقبال عليه مع الاقتراب من فصل الشتاء خوفاً من ان يرتفع سعر الصفيحة الى ما لا طاقة للمواطن على تحملها، في ذروة الصقيع والعواصف الثلجية.

مشاركة في تظاهرة ساحة الشهداء

ومنذ ساعات الظهيرة انطلقت الفانات من ساحات الثورة البقاعية، في اكثر من محطة من بعلبك الهرمل ومن تعلبايا وجب جنين وراشيا، وحاولوا تخطي الحواجز التي اقيمت على طريق ضهر البيدر في محتطين واحدة عند جسر النملية تابعة للجيش اللبناني، والثانية عند حاجز ضهر البيدر تابعة لقوى الامن الداخلي، حيث تم مصادرة الكمامات والاعلام اللبنانية والكوفيات، وكثيراً من الشبان عادوا ادراجهم كونهم لا يحملون هويات.

اهالي صور وصيدا عطاشى!

وفي ظل الصيف الحار والرطب و وسط غياب للتيار الكهربائي معظم ساعات النهار والليل، تعيش حارة صور القديمة ظروفاً صعبة وغير انسانية من خلال الانقطاع شبه الدائم للمياه عن منازلها.

وقال حسن بدوي من شباب الحارة (صور) لموقع “تيروس”:” ان المياه لم تصلهم منذ 17 يوماً وهم يتبدرون امورهم من خلال شراء المياه للشرب والنظافة اليومية والاستحمام، وذلك يزيد في الاعباء المالية والمعيشية المترتبة عليهم.

يتسع الصراع بين “الثنائي” ليتخذ ابعاداً مختلفة رغم مكابرة قيادتي الطرفين ووضع كل ما يحصل في إطار فردي

كما انهم راجعواً مراراً وتكراراً و راجعوا مسؤولين من بلديين  و قياديين في أمل و حزب الله  دون ان يتوصلوا الى اي نتيجة تذكر”.

وفي صيدا ايضاً سجل انقطاع للمياه بسبب الاشغال في السوق وعبر الاهالي عن غضبهم كون ما يجري لا يراعي  حرّ الصيف و لا انقطاع الكهرباء و لاوضع الأهالي الذين لا يستطيعون شراء “سيتيرن” مياه بـ 30 الف ليرة.

بنت جبيل

وأبلغت البلدية ( التي تشرف على مولدات الكهرباء في المدينة ) الأهالي بأنها سوف تضطر الى عدم تشغيل مولدات الكهرباء بين الساعة الثانية والرابعة او بين الساعة الثالثة والخامسة من بعد ظهر كل يوم و ستزيد التعرفة الى 500 ليرة للكيلو واط ، و ذلك بسبب  عدم توفر المال في صندوقها البلدي لأنّ الناس لم تدفع المتوجبات والدولة لم تدفع المستحقات منذ فترة طويلة.

ولأجل المستحقات البلدية عقد في بلدية صيدا لقاءً ضمّ رؤساء بلديات صيدا و الزهراني و جزين للمطالبة بدفع المستحقات البلدية المتوجبة على الدولة و الا ستضطر البلديات لإيقاف أعمالها كجمع النفايات و تصليح الأعطال و غيرها.

السابق
ماكرون يتحدث عن سلاح «حزب الله».. ويلوّح بعقوبات على ساسة لبنان!
التالي
ماكرون يكشف عن لقائه نائب «حزب الله».. وهذا ما قاله عن «الوجود العسكري»