قبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، حلّـ عقدة التكليف، بعدما انبرت الكتل النيابية الى تأييد خيار رؤساء الحكومات السابقين الذين قرروا في لحظة معينة تسمية السفير لدى المانيا الدكتور مصطفى اديب، مرشحا شبه وحيد لدخول السرايا.
وقد نطلقت الإستشارات النيابية في قصر بعبدا صباح اليوم (الاثنين)، اذ عمد رؤساء الحكومات سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام على تسمية أديب.
الحريري
أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في تصريح من قصر بعبدا تسمية السفير اللبناني في ألمانيا مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على أن “هدفنا يجب أن يكون إعادة إعمار بيروت خاصة بعد التفجير وتحقيق الإصلاحات المالية والإقتصادية والوصول الى إتفاق سريع مع صندوق النقد ليدعم المجتمع الدولي بلدنا لنسيطر على الإنهيار الحاصل”.
اقرأ أيضًا: ماكرون في بيروت.. ومصطفى أديب رئيساً مكلّفاً؟
وقال الحريري هدفنا جميعاً يجب ان يكون اعادة اعمار بيروت وتحقيق الاصلاحات الاقتصادية للوصول الى اتفاق مع صندوق النقد لذلك يجب ان نشكّل حكومة من اشخاص معروفين بكفاءتهم ونزاهتم واصحاب اختصاص
ولفت الحريري الى أن “كل الكتل النيابية تعرف أنه من أجل الوصول الى الهدف الحكومة يجب أن تشكل من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والإختصاص وأن تتشكل بسرعة وتصيغ بيانها بشكل أسرع. وكافة الكتل النيابية أعلنت نيتها أقصى التعاون لتنفيذ الإصلاحات”، مجددا التأكيد أن “الهدف إعادة إعمار بيروت، فالذي حصل هو دمار شامل وإذا نحن نريد أن نعيد إعمارها يجب أن يكون هناك خطة واضحة ومساعدات واضحة من الخارج لنعيد كل منزل ومحل كما كان”.
ميقاتي
بدوره، سمّى الرئيس نجيب ميقاتي سفير لبنان في المانيا مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة وذلك خلال مشاركته بالاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا.
وقال ميقاتي: “استعرضنا خلال اجتماع رؤساء الحكومات السابقين كل الأسماء وحافظنا على سريتها، مشيراً إلى ان شخصا لوحده لا يمكن أن “يشيل الزير من البير” ولذلك يجب أن نكون يداً واحدة.
سلام
كذلك سمّى الرئيس تمام سلام أديب لتشكيل الحكومة، وقال “البلد يمرّ بمأزق صعب وعلى المسؤولين أن يدركوا أننا أمام فرصة أخيرة لإنقاذ الوطن”.
ولفت سلام إلى انه “نمر بمأزق صعب جدا وتراكم الكثير من الامور التي أوصلت الجميع إلى ما كان مطلوب ان يبذل فيه جهود جبارة وكبيرة، وعلى كل المسؤولين ان يدركوا ان هذه فرصة أخيرة للبنان واللبنانيين ان ينقذوا وطنهم وأكيد انطلاقا من تفاهمهم وبدعم عربي ودولي مطلوب لنستطيع ان نمضي بطريقنا ونشكل بأقرب وقت حكومة انقاذ تستطيع تلافي وتصحيح كل الاخطاء التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه”.
وقال: ” نريد ان نتأمل ونسعى والكثير من اللبنانيين قرروا ان يتركوا البلد لكن لبنان سيبقى لبنان وسنبقى فيه والموضوع ليس سهلاً، التراكمات التي اوصلتنا الى ما نحن عليه تجعل الامور غير سهلة، وكان لا بد من الوصول الى توافق حول اسم وعلينا اعطاء افضل الحظوظ لهذا الموقع”.
كتلتا المستقبل والوفاء للمقاومة
وبالفعل أعلنت كتلة “المستقبل تسمية أديب، فيما سمت “الوفاء للمقاومة” مصطفى أديب لتأليف الحكومة وأبدت استعدادها الكامل للتعاون الإيجابي ودعت الجميع لمثل هذا التعاون وقال النائب محمد رعد، في تصريح من قصر بعبدا “أننا أبلغنا الرئيس موافقتنا على إسم مصطفى أديب لتشكيل الحكومة المقبلة”، مشيرا الى “أننا أبدينا إستعدادنا للتعاون مع الجميع لما فيه مصلحة لبنان وخدمة الأولويات وتحقيق الإصلاحات وإعمار بيروت وتثبيت الأمن”.
الفرزلي
وقد أعلن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، في تصريح من قصر بعبدا أنه لم يسم أحدا لترؤس الحكومة المقبلة، قائلا: “يقضى على المرء في أيام محنته أن يرى حسنا ما ليس بحسن. وأنا في أيام المحنة التي نعيش لا يمكن أن أرى حسنا من طرح إسم مصطفى أديب لرئاسة الحكومة المقبلة مع إحترامي الشديد له ولسمعته. وذلك من موقع أنه لا يمكن أن أركن لأمر غير مختبر وغير معروف”. وشدد الفرزلي على “أنني لا أستطيع أن أراهن إلا على مستقبل عمله لكي يكسب الثقة عبر ترؤسه الحكومة والعمل على الإصلاحات المطلوبة. لذلك تريثت وتحظفت ولم أضع إلا ورقة بيضاء بين يدي الرئيس ميشال عون”، مشيرا الى أنه “لا داعي أن أسمى أحدا آخرا فالمسألة تحقيق الغاية المرجوة”.
