مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 22 آب 2020

مقدمات نشرات الاخبار

 مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

الصفر من أساسات الحساب وجزء من الرياضيات، لكنه من سلبيات معيشة الناس والسياسات، وهنا يقال: “رجعنا في لبنان ع نقطة الصفر” بالنسبة إلى التأليف الحكومي.

“كوفيد- 19” ومساره الخطر، واستطلاع نتائج أول وثاني يوم إقفال لمواجهته، يتوازى مع محاولات بلسمة جراح اللبنانيين العاديين، بعد كارثة الانفجار التي لا تزال تحدث ارتدادات وجدانية وسكنية منذ حصولها في 4 آب، في وقت تزداد الأسئلة عن مدى ارتداداتها في أنفس القيمين السياسيين على العباد المنتظرين الفرج وأيَّ ومضة رجاء وبارقة أمل، فيما البلاد تنتظر مؤسساتيا تأليف حكومة جديدة، تفي بحاجات الناس آنيا ومستقبليا.

وإذا كانت العين اللبنانية عموما “بصيرة واليد قصيرة”، فيبدو أن العين الخارجية أكثر تبصرا، وتنتظر اللبنانيين كي تمد لهم باعا طويلا إذا تضافرت أيادي المسؤولين اللبنانيين على الإصلاح والخدمة العامة، وبنيات إيجابية، وليس على المبارزات والتعادلات السلبية.

وإذا كان هؤلاء المعنيون لم يغيروا ما في أنماطهم ما بعد انفجار مرفأ بيروت، فإن الانهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق في لبنان، إذا استمر، سيحرق اليابس والمتيبسين، وسيطيح كل ألوان النبات والحياة.

إقرأ أيضاً: «الصحة العالمية» واليونيسف تُحذران..وجوب وضع الأطفال من سن 12 عاماً الكمامات!

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أبدى استعدادات المساعدة المشروطة، وسيعود نهاية الشهر إلى لبنان للمشاركة في مناسبة أول أيلول في مئوية لبنان الكبير، فإنه يزيد من عوامل الضغط على أهل الحل والربط محليا، لتسهيل “دوران” عجلة الدولة عبر الإسراع بتأليف حكومة بحجم هذه التحديات.

وفيما ربط راعي المبادرة الدولية، الرئيس ماكرون، عودته إلى بيروت بإنجاز تفاهم حكومي، تستمر الأنظار داخليا متجهة إلى عين التينة، فبعد لقاء بري- باسيل- الخليلين، وعدم الوصول إلى ما يروي غليلا كمثل التفاهم على شكل الحكومة الجديدة، ثم إسم مفترض لرئيس الحكومة، الرئيس نبيه بري سيكون له اليوم لقاء مع الرئيس سعد الحريري. كذلك ستحصل لقاءات، منها على مستوى “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” وتيار المستقبل”.

في الغضون، ثمة من يرى بديهيا أن تتأثر إيجابا ظروف تأليف حكومة في لبنان، بأجواء مسارات التسويات المنشودة في المنطقة، وآخرها ما تحقق بوقف الحرب الأهلية الليببة على وقع تفاهمات دولية. لكن الأوساط المراقبة، تشير في الوقت نفسه إلى تأثيرات بديهية على لبنان من الهبات الباردة والساخنة في التفاوض المباشر وغير المباشر وغير المعلن والشائك، على المسار الأميركي- الإيراني.

لكن تفاصيل النشرة نبدأها من جريمة كفتون- الكورة، مقرونة بعلامات استفهام كبيرة وأسئلة كثيرة عن مراميها وعن المستهدفين المحتملين بها، ولماذا الآن ولماذا في تلك المنطقة؟.

مجزرة مروعة راح ضحيتها ثلاثة من أبناء بلدية كفتون، بنيران أسلحة مرتكبين مجهولين. القضاء والأجهزة الأمنية شرعوا بالتحقيقات، ونقلوا الأسلحة وكواتم الصوت التي كانت في سيارتهم.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

الوضع الصحي في لبنان يبدو رهينة حال ترقب، في اليوم الثاني لقرار التعبئة العامة. الإلتزام بالقرار الذي تمتد مفاعليه على أسبوعين، بدا حتى الآن متفاوتا بين منطقة وأخرى. فهل تعطي التحذيرات المتكررة أكلها، فتحد من الخروقات الفاقعة، وتبعد لبنان عن السيناريوهات المرعبة، إذا ما استمر بعض الناس أسرى التفلت والاستلشاق.

في السياسة، لا جديد على الخط الحكومي، بعد الإتصالات والمشاورات التي شهدتها الساعات الماضية، وكانت محورها عين التينة التي ظلت مقصدا لممثلي القوى السياسية.

بعد زيارة الرئيس نبيه بري رئيس الجمهورية ميشال عون، ثم لقائه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، استقبل اليوم الأمين العام ل”حزب الطاشناق” النائب هاغوب بقرادونيان وعضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور.

إلا أن مصادر متابعة للإتصالات أكدت لل NBN وجود توجه (لدى) عين التينة لإطفاء المحركات على المستوى الحكومي، في حال بقي الجمود مستحكما ولم يحصل أي تقدم، في ظل ظروف ضاغطة ووقت داهم واستحقاقات لا تنتظر.

وصرح بقرادونيان بأن الأمل بالوصول إلى تسمية رئيس للحكومة خلال وقت قصير ما يزال قائما، مشيرا إلى أن رئيس المجلس يبذل كل جهده لتحقيق مقاربة تؤدي إلى التسمية والاستشارات في أقرب وقت.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

رقمان يتسابقان على اللبنانيين: عداد كورونا ونسبة الفقر في لبنان. ولأننا وكعادتنا نتيه بين الأولويات، فلم نحسن حالنا الاقتصادية بمخالفة قرار الإقفال العام، وساعدنا كورونا على انتشارها الذي بات أكثر من خطير.

ووسط هذا المشهد اللبناني المحزن، لا جديد سياسيا يبعث على التفاؤل بفرج قريب. وإن كانت الأعين على عين التينة التي لم تقطع تواصلها مع أحد بحثا عن اختراق حكومي، فإن مصادر الرئيس نبيه بري قالت ل”المنار” إنه خفف نشاطه الحكومي إلى وقت تتكشف فيه مواقف جميع الأطراف بشكل أوضح.

موقف استبقته الرئاسة الثانية بسلسلة خطوات، فبعد لقاء الجمعة الذي جمع الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام ل”حزب الله” الحاج حسين الخليل والوزيرين (السابقين) جبران باسيل وعلي حسن خليل، كان موفد من الرئيس نبيه بري إلى “بيت الوسط”، وموفد جنبلاطي في عين التينة، على أن يكون في اليومين المقبلين لقاء جديد سيجمع الخليلين وباسيل.

وعلى جدية المساعي، فلا جديد يعتد به في المسار الحكومي على ما تقول مصادر “المنار”.

في مسار التحقيقات، يواصل القاضي فادي صوان استجواباته، التي ستصل إلى وزراء الوصاية على المرفأ والجمارك منذ العام 2014، وهم وزراء المال والأشغال، ووزراء العدل أيضا، وقضاة العجلة الذين تعاقبوا على ملف النيترات.

ملف مأساوي جديد فتح اليوم في بلدة كفتون في منطقة الكورة، حيث وقعت جريمة مروعة ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من أبناء البلدة، على يد مسلحين مجهولين، نفذوا جريمتهم، وخلفوا وراءهم سيارة وأسلحة حربية، فهل تكون مخلفاتهم طرف خيط يوصل إلى حقيقة سريعة لما جرى؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

يوما بعد يوم، يتأكد للقاصي والداني أن الحقد الدفين هو العنوان الأوحد على الساحة الداخلية، أقله بالنسبة إلى جزء لا بأس به من الطبقة السياسية، ومن يدين لها بالولاء.

مداورة، يتبادل أركان تلك الطبقة، من شخصيات وقوى، أدوار إطلاق الشتائم والتحريض وإثارة اللبنانيين ضد بعضهم البعض، إلى جانب عاداتهم اليومية في رفع الشعارات وممارسة نقيضها، وفي الفصل التام بين القول الجميل والفعل القبيح.

اليوم، أفرغ نائب يفترض أن يكون همه الأول الوقوف إلى جانب الناس بالتشريع والرقابة والخدمة العامة، ولا سيما في مواجهة المصابات الأليمة المتتالية التي تعرضوا لها، وآخرها وأقساها، مأساة انفجار المرفأ،…أفرغ النائب المذكور ما في داخله، وما في جعبة فريقه، من أحقاد على رئيس البلاد، وكأن النائب المذكور عضو في جمعية خيرية، أو راهب ناسك، أو احد قديسي الشرق لا أحد شياطينه.

أما الرد الفوري، فأتى على لسان عشرات النواب، الذين غردت حساباتهم رفضا واستهجانا واستنكارا لما قيل. غير أن الرد الأوسع، ورد عبر عشرات التعليقات والصور ومقتطفات الفيديو، التي ملأت مواقع التواصل، واسترجعت تاريخا أسود وصورا لشهداء وتفاصيل محطات أليمة ونصوص أحكام قضائية مبرمة وقوانين عفو سياسية، تعبيرا عن القرف العام مما قيل، ومن العودة إلى نغمة كان يفترض أن تكون طوتها مراجعات حصلت وتفاهمات وقعت وصفحات جديدة فتحت.

على كل حال، ثمة ما هو أهم من علاج حالات نفسية سياسية ميؤوس منها. فالأهم اليوم، انقاذ الوطن. ومدخل الإنقاذ حكومة فاعلة ومنتجة. وفي هذا الاطار، وبعد لقاء الرئيس ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم اجتماع بري مع رئيس “التيار الوطني الحر” والمعاون السياسي للأمين العام ل”حزب الله”، وفي ضوء الموقفين المعلنين، أقله حتى اللحظة، ل”الاشتراكي” و”القوات”، وقبل أيام من العودة المرتقبة للرئيس الفرنسي، يبقى الأساس توافر التزام محلي ودولي ببرنامج إصلاحات كامل واعتبار تنفيذه شرطا ملزما لحصول لبنان على أي دعم، وهذه ليست فقط شروطا دولية بل شروط ينبغي أن نضعها نحن كلبنانيين على أنفسنا للنهوض.

وإذا كان صحيحا أن المطلوب ولادة حكومة سريعا، فالأصح أنه لا يمكن أن يفرض على أي فريق أن يشارك في ما لا تتوافر فيه شروط النجاح. فلا أحد مجبر بالفشل عبر المشاركة غصبا عن اقناعته. أما إذا توافر الاقتناع بإمكان النجاح، فالمشاركة تصبح واجبا والتهرب من المسؤولية عيبا،…وللباقي تتمة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

ماذا حصل في بلدة كفتون؟، وهل الجريمة المروعة التي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من “الحزب السوري القومي الاجتماعي” هي بهدف السرقة كما قال البعض، أم أن ثمة مخططا إرهابيا خطرا أعد لمنطقة الكورة وبالتالي لبنان؟.

المعلومات المتداولة تشير إلى أن سيارة الجناة الأربعة فيها أسلحة وقنبلة وكواتم صوت وجهاز لاسلكي، أي أن “العدة” الموجودة تتخطى بأهميتها إمكان استعمالها في عملية سرقة. وهناك عامل آخر يتعلق بوجود النائب نديم الجميل في المنطقة، وتحديدا في قرية كفرحاتا القريبة جدا من بلدة كفتون، حيث كان يزور أصدقاء له. فهل كان قصد الجناة ومن وراءهم إشعال فتنة في المنطقة من خلال التعرض بشكل أو بآخر للنائب نديم الجميل؟.

والمعلوم أن لمنطقة الكورة خصوصية حزبية معنية، ففي كل قرية وبلدة ومدينة مناصرون ل”القوات اللبنانية” و”الكتائب” من جهة، ومناصرون للحزب “القومي” من جهة ثانية. فهل كان قصد المخططين والمنفذين إشعال الوضع في الكورة امتدادا إلى كل لبنان؟، إنه احتمال وارد، وفي حال ثبوته نكون أمام معادلة واضحة ملخصها أن شبابا من الحزب “القومي” خلصوا منطقتهم ولبنان من فتنة ندري كيف تبدأ ولا يدري أحد كيف يمكن أن تنتهي.

سياسيا، تشكيل الحكومة يراوح مكانه. فالطبقة السياسية الفاشلة منشغلة بعمليتي التكليف والتأليف عبر احتساب احتمالات الربح والخسارة. وإذا استمرت المراوحة فإن الرئيس ماكرون قد يعدل عن زيارة لبنان في اأول من أيلول، كما أن المجتمع الدولي قد يفقد الأمل بامكان تغيير الطبقة السياسية أداءها، ما يعني تفويت الفرصة على لبنان مرة أخرى: فلا مساعدات، ولا قروض، ولا خطة برعاية دولية لإخراج الواقع الاقتصادي- الاجتماعي من الدرك الذي انحدر إليه.

توازيا، لفت الموقف الذي أطلقه النائب بيار أبو عاصي من ال “أم تي في”. بو عاصي هاجم رئيس الجمهورية بقسوة، مطلقا عليه لقب “غول الموت”، داعيا إياه إلى الاستقالة، كما طالب بمحاكمته انطلاقا مما حصل في مرفأ بيروت. فما سبب تصعيد الموقف “القواتي” إلى هذا الحد؟، وهل تخلت “القوات” عن تحفظها التقليدي عن إسقاط رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة ولايته؟.

صحيا، لبنان في سباق بين بين إجراءات التعبئة العامة، وتزايد أعداد الإصابات بالكورونا التي سجلت اليوم 611 إصابة وخمس حالات وفاة. فلمن تكون الغلبة؟، وهل يربح لبنان الجولة الثانية من حربه ضد الكورونا، أم يهزمه الفيروس الخبيث؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

“مسكرة”… ليس هناك كلمة أكثر تعبيرا عن وصف واقع مساعي تسمية رئيس الحكومة الجديدة وتشكيل حكومته، أكثر من هذه الكلمة. فالمشاورات التي بدأت في عين التينة، تمهيدا للإستشارات في قصر بعبدا، فشلت: الثنائي الشيعي مع عودة الرئيس الحريري، بري سماه و”حزب الله” لم يمانع، لكن فيتو جبران باسيل، وهو فيتو يتناغم مع موقف القصر، جعل الرئيس بري “يستعفي” من إكمال مهمة المشاورات، فأطفأ محركاته وعبر عن استيائه الشديد وعن تشاؤمه، وكأنه رد الكرة إلى قصر بعبدا.

رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط التقط إشارة استياء عين التينة، فغرد كاتبا: “لماذا لا تجري الإستشارات النيابية وفق الأصول بدل الهمسات في الكواليس وتختار الكتل النيابية من تشاء وتحترم نتيجة التصويت، وبالنسبة لموقف الحزب الإشتراكي فلا علاقة له بأي تيار سياسي آخر، ولا ندين لأحد بأي جميل، ان نتائج الانتخابات السابقة خير دليل أن أحدا لم يبادلنا الاصوات”.

بهذه التغريدة يكون جنبلاط قد أصاب عصفورين بحجر واحد: الأول إخراج نفسه من لعبة المشاورات قبل الإستشارات لئلا يلتزم أي تسمية مسبقا، والثاني تحرره من أي التزام مع من يرون أن لديهم دينا انتخابيا عند زعيم المختارة.

وما لم يقله جنبلاط في تغريدته، نقل عن مصادر “اشتراكية” من أن لدينا مقاربة خاصة وجذرية لموضوع الحكومة، “وسنجلس في الصفوف الخلفية”. وفهم من ذلك أنها إشارة من جنبلاط إلى أنه غير متحمس لتقديم أي اسم خارج الاستشارات التي لم يتحدد موعدها بعد، وقد تتحدد منتصف الأسبوع المقبل. والجدير ذكره أن النائب وائل أبو فاعور زار اليوم عين التينة والتقى الرئيس بري.

وكان لافتا ما أعلنه نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، من المشاركة في الحكومة، فقال: “نريد حكومة نساهم فيها وندعمها وتكون جامعة ما أمكن، بتأييد ودعم من ممثلي الشعب وفق الأطر الدستورية، مع لحظ كل من يمكن أن يحمل تمثيلا شعبيا”.

يحدث كل ذلك على مسافة أسبوع تقريبا من العودة المفترضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، بالتزامن مع مجيء الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر إلى بيروت أيضا.

لكن ومع هواجس اللبنانيين بكيفية إعادة النهوض بالمنطقة المدمرة والمتضررة بفعل انفجار المرفا، فإن الهاجس الأكبر يتمثل في الارتفاع المخيف في عدد إصابات كورونا حيث أن الرقم 600 وما فوق بات رقما عاديا في الإصابات، واليوم بلغ العدد 611 إصابة، على رغم كل الإجراءات والتوصيات والتوجيهات.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

لم تكد تغفو “عين الرمانة”، حتى استفاقت بلدة كفتون في الكورة على جريمة مروعة راح ضحيتها ثلاثة شبان نعاهم “الحزب السوري القومي الاجتماعي”. الضحايا الثلاث قضوا بسلاح أربعة مجهولين نفذوا جريمتهم براحة أمنية تامة. وقد استطاعوا الهروب بفعل تأخر القوى الأمنية ساعتين عن الحضور إلى مسرح الجريمة، ما ساعد مجموعة القتلة على الفرار عبر الأودية.

نفذوا، غادروا وركنوا السيارة المشتبه فيها التي كانت تقلهم، عند إحدى الطرق الفرعية، وضبط في داخلها أسلحة وقنابل وكواتم للصوت.

وإلى أن تتضح خيوط الجريمة في بلد تحال الجرائم فيه إلى محاكم النسيان، فإن المنظومة الحاكمة حرفت المسار عن جريمة المرفأ وتبعاتها الانسانية والاقتصادية، وفتحت طريقا فرعيا نحو عين التينة، حيث تحول مقر الرئاسة الثانية إلى غرفة عمليات للبحث والتنقيب عمن يدعم سعد الحريري رئيسا للحكومة، وإلى مطبخ للتأليف قبل التكليف.

في الشكل جمع قصر بعبدا جحا وأهل بيته، فاستقبل رئيس الجمهورية نوابا من تكتل “لبنان القوي”، وجرت معاينة أضرار الانفجار عن بعد، لأن أحدا منهم لم يجرؤ على نزول الشارع ومواجهة الناس. ومن بعبدا توجه الوفد مباشرة إلى عين التينة، حيث سمع وسمع معزوفة الأضرار ذاتها. لكن العين كانت تبحث عن المخرز وتتطلع في اتجاه آخر، فالرئيس بري فتح ديوانيته مكتبا انتخابيا، وأقام منصة تواصل لتأمين حاصل الأصوات، تمهيدا لإعادة سعد الحريري إلى السرايا.

وهو إذ استحصل على صوت “الطاشناق” التفضيلي، استقبل النائب وائل أبو فاعور موفدا من جنبلاط. غادر الموفد “الاشتراكي” من دون وضع المواصفات المطابقة، لكن الرسالة التي سلمها لبري قرئت بتغريدة لجنبلاط حدد فيها موقفه، إذ قال: لماذا لا تجري الاستشارات النيابية وفق الأصول بدلا من الهمسات في الكواليس، وتختار الكتل النيابية من تشاء، وتحترم نتيجة التصويت، وبالنسبة الى موقف الحزب “الاشتراكي” فلا علاقة له بأي تيار سياسي آخر، ولا ندين لأحد بأي جميل نتائج الانتخابات السابقة، خير دليل على أن ما من أحد بادلنا الأصوات.

ضرب جنبلاط بحجر واحد الاجتماع الثلاثي الذي انعقد ساعات بين بري وباسيل و”حزب الله”، وهو اجتماع أقل ما يقال فيه إنه مخالف للأصول الدستورية والديمقراطية، وهي أصول تنازل فيها رئيس الجمهورية عن صلاحياته بالدعوة إلى الاستشارات النيابية وباعها في السوق السوداء. لكن رئيس الجمهورية سلم أمره لجبران باسيل، ومنحه حرية التفاوض ليصبح رئيس “التيار” هو المؤلف والملحن وبشروطه.

وكأن شيئا لم يكن: “رجعت حليمة لعادتها القديمة”، عرقلة للدستور، مناورة في التفاوض على التأليف قبل التكليف، والاختباء وراء الشروط والشروط المضادة، والانقلاب على الدستور بإلغاء صلاحية الرئيس المكلف في التأليف، لتنتهي المناورة بمعادلة سعد مقابل جبران.

وكأن شيئا لم يكن تجري الرياح اللبنانية بعكس التيار الغربي وشروط الاتحاد الأوروبي ومطالب الأميركي، وكلهم حددوا الإصلاح ووقف الفساد معبرا لتقديم الدعم والمساعدة، وأهم تلك الشروط الاستماع إلى صوت الناس. لكن “ترويكا” الحل والربط لفوا وداروا وعقدوا اجتماعا ثلاثيا همشوا فيه مكونا رابعا في رسم صورة الحكومة المقبلة، هو الشارع الذي ستكون له الكلمة الفصل، وسيسقط في الشارع نفسه أي حكومة لا تلبي مطالب الإصلاح ومحاربة الفساد. أما إذا تمسك رئيس الجمهورية عبر جبرانه بعدم تنفيذ أصول الديمقراطية، فإن الطريق الأسهل لهما هو الامتثال للأكثرية النيابية، والانتقال من صفوف الموالاة إلى صفوف المعارضة، فلبنان لم يعد يملك ترف وقتكم، وبالتصنيفات تعثر ووقع ولن يجد من يرفعه.

ومن بين الركام، وحدها رافعة كويتية بادرت إلى إعلان إعادة بناء أهراءات القمح في مرفأ بيروت التي دمرتموها بفسادكم. وفيما أنتم تتقاتلون لانتزاع الحصص الحكومية، تعمل الكويت لتأمين خبزنا كفاف يومنا.

السابق
تفلّت «كوروني» وأمني بقاعاً وشمالاً وجنوباً..و«غزوات حزب الله» المناطقية مستمرة!
التالي
تأليف الحكومة «مُحتجز» في شباك «لعبة المناورات»!