يبدو أن النظام السوري اختار الطواعية لروسيا حتى النهاية، فهي اللاعب الأكثر تحكماً في مواقف الأسد والاستراتيجية التي يتبعها منذ خمسة أعوام في التعامل مع البلاد. ولكن النظام بالمقابل يدفع بالتسلسل أثمان التدخل الروسي حتى باتت صفقات الأسد المبرمة مع بوتين مثار سخرية لدى الشارع السوري نظراً للكشف عنها بشكل متتالي دون تعليق من الجانب السوري وكأن ما يحدث هو أمر طبيعي وليس تنازل عن السيادة وبيع أراضي من الدولة للقوة الروسية المتعاظمة في شرق المتوسط.
وجاء في تفاصيل وثيقة كشفت عنها روسيا تنازل نظام الأسد عن عشرات الدونمات في اللاذقية لتوسيع قاعدة حميميم الروسية، ورغم تاريخ الوثيقة الذي يعود لشهرين مرا إلا أن النظام تكتم عن التعليق عليها عبر وسائل إعلامه التي تجاهلت بشكل كامل الخبر الروسي.
وجاء في الوثيقة التي نشرتها البوابة الرسمية للمعلومات القانونية الروسية، حسبما نقلت سبوتنيك، أن “الجمهورية العربية السورية وافقت على نقل قطعة أرض ومساحة مائية في محافظة اللاذقية إلى روسيا من أجل إنشاء مركز طبي للصحة والتأهيل لفرق الطيران الروسي”، بحسب نص الوثيقة.
إقرأ أيضاً: تصعيد اميركي في سوريا.. استهداف حاجزا لجيش النظام وسقوط قتيل!
وتبلغ مساحة الموقع حسب الوثيقة 8 هكتارات، وتتحمل روسيا كلفة بناء البنية التحتية وتجهيزها، وتم توقيع الوثيقة في 21 حزيران في دمشق، وفي موسكو تم توقيعها في 30 تموز الماضيين.
وهذا ليس بالأمر الجديد ففي مطلع أيار الماضي كشفت البوابة الرسمية للمعلومات القانونية الروسية أيضا عن وثيقة تمثلت بمرسوم رئاسي من بوتين يفوّض فيه وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء مفاوضات مع ما أسماها “الحكومة السورية” بغية تسليم العسكريين الروس منشآت ومناطق بحرية إضافية في سوريا.
