علي الأمين بعد الحكم باغتيال الحريري: قرار تسليم عياش إيراني

بعد النطق بالحكم امس الثلاثاء في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وإدانة سليم عياش العضو في حزب الله فقط، مما فتح الآفاق حول مرحلة مقبلة يتحضّر لها لبنان ما بعد إغتيال الحريري، خاصةً مع رمي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الكرة في ملعب “حزب الله” لناحية تسليم عياش.

في هذا الإطر، قال رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين: “حزب الله هو ذراع ايرانية، وبالتالي حزب الله لا يقرر ولا يتحرك بمفرده وقضية التعامل مع تسليم عياش أو غيره لا يتخذه السيد حسن نصرالله انما يلتزم بشكل واضح ومباشر بالقرار الإيراني والقيادة الإيرانية”.

أضاف خلال مداخلة تلفزيونية: “المشكلة الأساسية اليوم هي مع القرار الإيراني، واللبنانيين بطبيعة الحال أعلنوا موقفهم من هذا الأمر ومن ضمنهم موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي فيما خص الحياد، وهو موقف مهم، وكذلك عدد من المواقف الرسمية اللبنانية التي تتمايز لناحية موضوع السلاح وموقع لبنان ودوره، ولكن للأسف لبنان يخضع الى سلطة إحتلال ومحكوم بسطوة السلاح وبضغط خارجي كبير الى الحد الذي يجعل القدرة الى التفلت من هذا الموضوع صعبة إذ لم تتغير الموازين الإقليمية”.

حكم المحكمة

وعن القرار الصادر عن المحكمة، والذي اثار إنقساماً في الداخل اللبناني، قال الأمين: “الجريمة لا يمكن أن تكون جريمة فردية، فهي جريمة ضخمة، حتى لا يمكن ان نقول انها جريمة حزبية بل جريمة دولية، وصدور الحكم بحق سليم عياش العضو في حزب الله لا يمكنه تلقائياً كشخص أمني في الحزب أن يقوم بمثل هذه الأعمال بدون إدارة وإدارة تتوفر لها إماكنيات ضخمة لذلك فالقرار يتجاوز القرار الفردي الى قرار سياسي كبير كما قالت المحكمة”.

أضاف: “شروط عمل المحكمة أنها لا تتهم دول أو تنظيمات إنما أفراد وبالتالي لم ننتظر أن تتهم المحكمة حزب الله مباشرةً ولكن مجرد أن يكون هناك مسؤول امني من حزب الله مدان فهذا كافٍ، وبالتالي لا يمكننا أن نقلل من شأن الحكم، لأنها محكمة محترفة وقضاتها لهم تاريخهم، وحكمها دقيق جداً الى درج انها تحاشت الحكم على الـ3 الباقيين بناءً الى الدلائل والأحكام، اما المسائل السياسية فهي تخضع لتوازنات دولية وإقليمية”.

ولفت الأمين الى انه “الحكم كشف عن هذه الجريمة وأوضح من نفّذ الجريمة، وهذا الأمر بحد ذاته كان مطلب لبناني ودولي وعربي، والحكم رسالة دولية لكل من يستخدم الإغتيال في سبيل تحقيق مصالحه بأن العدالة والعقاب بانتظاره”.

وشدد الأمين على ان “الجريمة جاءت في ظل ظروف سياسية واضحة المعالم، حيث كان لبنان يتجه نحو مسار جديد يحظى بدعم دولي وهذا ما جعل ببعض الاطراف الإقليمية ان تستهدف شخص الرئيس رفيق الحريري الذي كان يشكل الثقل النوعي والسياسي في هذه العملية التي كانت تدفع لبنان الى ان يكون دولة فعلية مستقلة ذات سيادة، وهذا هو النضال المستمر حتى اليوم من أجل تحقيقه”.

ما بعد النطق بالحكم

ولفت الأمين الى ان “كلام الرئيس سعد الحريري عقب الإعلان عن الحكم كلاماً مسؤولاً وموضوعياً، وأكد على الإلتزام بحكم المحكمة والسير بتنفيذ الحكم وفي نفس الوقت وجه كلام إتهامي واضح لحزب الله، والبعد سياسي واضح في كلام الحريري تجاه حزب الله بما معناه ان على حزب الله أن يُضحّي، على بعدين الاول قانوني من خلال تسليم المطلوب سليم عياش، والبعد الثاني سياسي حيث خاطب الحريري حزب الله ودعاه للتضحية سياسياً، وبرأيي لا يمكن للحريري أن يقول أكثر من ذلك للحزب”.

أضاف: “تسجّل هذه النقطة للحريري، فحزب الله يعيش على الفتن وهو مستعد لأن يقوم بفتن على مستوى لبنان، وبالتالي كلام الحريري كان تفادياً للفتنة على الرغم من أن الموقف السياسي لكل المعارضين لحزب الله في الداخل يشوبه الإهتراء ومن ضمنهم الحريري”.

السابق
تبرعات غوغل تصل إلى 2.2 مليون دولار لدعم الإغاثة في بيروت!
التالي
الأمين يُشرّح علاقة «الحزب» بلبنان: يرفض الإندراج بالدولة لو أخذ السلطات الثلاث!