عهد على «بعل».. وعناق حتى الإختناق!

المساعدات

إعلان حالة الطوارىء وإلباسها بدلة مرقطة يثير خشية المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بشكل عام، ذلك أن محاولة الإلتفاف التي يسعى إليها البعض في البلد نتيجة الخوف الإستراتيجي الذي يقيده جراء تدفق المساعدات على متن حاملات الطائرات وطائرات الشحن العسكرية ينبئ بمواجهة محتملة يعد لها هذا البعض ليضمن عرقلة وصول تلك الإحتياجات حصراً للمتضررين من دون العودة إليه أو إلى النظام الذي يديره ويرعاه، محاولة الحؤول دون الإستمرار بضخها إلى المؤسسات الإغاثية والمستشفيات والجمعيات والهيئات الأهلية مباشرة أو عبر إيصالها من دون المرور بمؤسسات الدولة المهترئة لضمان صحة الإغاثة وإعادة ترميم أو بناء ما قد تهدم يقلق المجتمع الداخلي والخارجي على حد سواء. الجهات المانحة ما عادت تثق بالطبقة الحاكمة المسيطرة على البلد، و يقيناً هي لا تثق بمثيلاتها الفاسدة التي دأبت على بخ سموم الفساد على مر عقود طويلة أوصلت البلاد والعباد إلى ما هو عليه الآن. هي تدرك  وتعلم علم اليقين أن أفعال هذه الطبقة كانت سبباً رئيسياً في حدوث العديد من الإنفجارات الإقتصادية والإجتماعية والمالية والسياسية وليس فقط ما كان آخرها أي الإنفجار الهيروشيمي الذي وقع في مرفأ بيروت وأودى بحياة المئات وأدى إلى إصابة الآلاف وشرد الكثير من العائلات.

اقرأ أيضاً: مساعدات الطائرات الإنسانية إلى «الرفوف» التجارية..والسرقة تنافس «الكورونا» جنوباً!

إدارة الأزمة

الكلام عن إتصال أجراه الرئيس الفرنسي مع نظيره الإيراني وتباحثا خلاله في ضرورة أن تتجنب كل القوى المعنية اي تصعيد قد يؤدي إلى توتر، ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة الأزمة الطارئة ليس تفصيل، فهو أتى مترافقاً أو متزامن مع إتصال آخر شبيه تبعه مع الرئيس الروسي لدعم فكرة أن يعمل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي معاً على التهدئة بما يصب بمصلحة الإستقرار في لبنان والمنطقة.

عادة الاموات إلى الحياة مستحيلة، لكن إعمار ما تهدم من الممكن، وهو أمر لا بد وأن تستفيد منه بعض الدول وعلى أكثر من صعيد

إقفال ملف الإنتخابات المبكرة والتلويح المستمر بالحرب الأهلية، يدفع باكراً بمطلب التدخل الدولي لتحقيق إصلاح للنظام في لبنان، محاولة وضع العراقيل محلياً وبدعم من بعض الدول الإقليمية في وجه المجتمع الدولي سيفاقم الأزمة  ويعيق عملية الإنقاذ ويزيد الهوة التي بين الشعب والحكام ويباعد بينهم ويفاقم المواجهة مع الدول الساعية بصدق إلى تخليص لبنان من المحنة التي يتخبط بها منذ زمان. إستمرار العهد على بعل من دون تقديم الحلول لا يشكل سوى عناق مع الإختناق الذي لا محال سيقضي على ما تبقى من أنفاس في روايا الناس.

تحقيق دولي

المطالبة بتحقيق دولي في الإنفجار لا يلزم لبنان بدفع المليارات كما تروج لذلك بعض الأبواق، هي جريمة  ليست كسابقتها وقيامها لا يستوجب إستحداث مقرات خاصة أو إنشاء غرف للمحاكمات ، ما هو مطلوب يدخل في مهام مكافحة الدول  للإرهاب، ما بدأ بتنفيذه من خطوات لمتابعة الوضع في لبنان يحوز على إجماع دولي وكثرة في الداخل تتبناه. 

اقرأ أيضاً: ثوّار 17 تشرين ما بعد فاجعة المرفأ.. محمود شعيب لـ«جنوبية»: المطلوب حكومة ثورية!

إعادة الاموات إلى الحياة مستحيلة، لكن إعمار ما تهدم من الممكن، وهو أمر لا بد وأن تستفيد منه بعض الدول وعلى أكثر من صعيد، وللتذكير فإن ذلك سيكون كذلك لأنه أتى كنتيجة طبيعية على ما اقترفته قوى رئيسية من مآسي بحق البلاد. إعادة بناء و تشغيل المرفأ يشكل احد تلك المنافع التي قد تسعى إليها دول ومنها الجمهورية الفرنسية، إذ أن مرفأ بحجم مرفأ بيروت  تمر عبره اكثر من 70% من تجارة لبنان، موقعه الإستراتيجي يربطه بمختلف الاسواق التجارية في آسيا وأوروبا واقريقيا، وحركته التجارية تتم مع أكثر من 300 مرفأ حول العالم، لديه أربعة أحواض بعمق 24 متر وحوض خامس كان في طور الإنشاء، يمتلك 16 رصيف والعديد من الصوامع والمستودعات، أكثر من 1870 سفينة تعاملت مع الميناء حتى العام 2018 بحسب تقرير أعدته قناة الجزيرة القطرية، إيرادته رغم الظروف وصلت إلى حدود 313 مليون دولار في ذات العام ليس بالأمر المستهان. في وقت الخسائر مقدرة بما بين 3 إلى 5 مليارات بحسب التقديرات الاولية، بقائه على هذا الحال من دون الإسراع إلى إعادة تشغيله سيكلف البلد المنكوب إقتصادياً خسائر كبيرة جداً وستلحق به المزيد بل والكثير من الأضرار.

السابق
التشدد الأميركي على حاله..«فيتو» على مشاركة «حزب الله» وباسيل في الحكومة!
التالي
نصرالله يبتز الحريري..من لا يستطيع تحمل المسؤولية فليخرج من الحياة السياسية!