«إسكتشات» من الكوميديا السوداء.. اللبنانية!

الاحتجاجات رياض الصلح

المشهد العام لا يدعو إلى اليأس والأحباط. فمع مظاهر المراوحة والتخبط هناك بوارق امل تستحق التقدير.  المشهد الأول، آلاف المتطوعين من الشابات والشباب يعملون بجهد لإزالة الركام من الشوارع والبيوت. آلاف اللبنانيين في لبنان والخارج يتسابقون للتبرع بالمال والخبرات والآليات لاعادة الأعمار. مئات المؤسسات والهيئات تتبرع بتقديم خدماتها وامكانياتها. التكافل والتضامن بين اللبنانيين والجهد الفلسطيني المبذول، هام جدا وكذلك المساعدات والتبرعات العربية والدولية. الخسائر البشرية والعمرانية هائلة وكذلك التشنجات السياسية فأخرج البعض أسوأ انفعالاته نتيجة لهول المصيبة فشمل الطائفة الشيعية بالجملة بتهجماته معتبرا اياها كطائفة سبب المأساة، متناسيا او جاهلا بأن الطائفة الشيعية غنية بالكفاءات وبوجهات النظر المختلفة وان هناك من يشارك بقوة وبحماس في انتفاضة 17تشرين رغم القمع والقهر.

اقرأ أيضاً: بين جدار برلين و حائط «حزب الله»!

أغبياء ومتخلفي الشيعة

كما أن كثيرين منهم يساهمون في اعمال إزالة الركام ودعم المتضررين في المناطق المنكوبة. ومتناسيا ان هناك وسط الطوائف الأخرى من يزايد على الجهة المهيمنة ضمن الشيعة تطرفا في تبني وجهة نظرها. هؤلاء شوهوا مشهد التضامن العام مثل بعض أغبياء ومتخلفي الشيعة الذين عبروا عن شماتتهم بخسائر الطوائف الأخرى كأن الانفجار لم يوقع ضحايا وسط الشيعةايضا. هذه الأصوات الشاذة حجبت مظهر هبة الجمهور الشيعي القريب من مكان الانفجار لنجدة المصابين من مختلف الطوائف كما حجبت تكفل مؤسسات تربوية (مسيحية) بتعليم عباس، وعلي و……

المشهد الثالث هو ميليشيات ضمن صفوف القوى الأمنية تطلق الرصاص الحي ومقزوفات الصيد وتوقع إصابات خطيرة بالمتظاهرين

المشهد الثاني هو الإهانات المتلاحقة التي توجه إلى السلطة السياسية اللبنانية من المسؤولين الفرنسيين والاميركان ومن مختلف وسائل الإعلام العالمية ناهيك بإعلان المتضررين واقرباء الضحايا بأن لا ثقة لهم بهذه السلطة الفاجرة. وهذا يؤشر إلى أن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر بدون ردات فعل مقاومة لهذا الواقع. المشهد الثالث هو ميليشيات ضمن صفوف القوى الأمنية تطلق الرصاص الحي ومقزوفات الصيد وتوقع إصابات خطيرة بالمتظاهرين وكل ما فعلته القوى الأمنية هو التنصل من المسؤولية دون بذل عناء اعتقال الجناة رغم نشر صورهم.هذا يفتح ملف انفلات حرس المجلس من أي عقاب. المشهد الرابع هو نشر صورة للمتظاهر موريس الشمعي وهو معتقل ومعصب العينين في سيارة للجيش بتهمة تكسير صورة رئيس الجمهورية!

اقرأ أيضاً: حكومة جديدة على أنقاض البلد الجريح.. سعد لـ«جنوبية»: «تصريف الأعمال» لا يشمل المساعدات!

هذا المشهد يختصر مأساة البلد. سلطة عاجزة فاسدة ذليلة أمام الخارج، بلا حول ولا قوة في منع وقوع الكارثة، أو في معالجة نتائجها، سلطة لا تحمي مواطنيها من إجرام ميليشياتها، وجل اهتمامها ونجاحها هو في اعتقال من كسر صورة الرئيس في الوقت الذي يشتم فيه هذا الرئيس بكثافة عبر مختلف الوسائط. أليس في ذلك مأساتنا وملهاتنا؟ 

السابق
رغم التحذيرات.. لماذا ألغى دياب زيارته الى عنبر «الموت»؟
التالي
غادر دون الادلاء بأي تصريح.. هذا ما دار بين عون وهيل