بعد الفاجعة التي حلّت على لبنان نهار الثلاثاء، والتي راح ضحيتها المئات من اللبنانيين بالإضافة الى آلاف الجرحى والمنكوبين، وسط فشل سلطوي ذريع في الكشف عن أسباب الإنفجار أو حتّى في الوقوف الى جانب الشعب المفجوع، بدأت الإستقالات تتوالى من الحكومة ومن المجلس النيابي، حيث اعلن النائب ميشال معوّض تقديم استقالته من مجلس النواب، لأن “الكيل قد طفح”.
إذ قال معوض، في مؤتمر صحفي، اليوم الأحد: “نحن أمام سلطة ومنظومة وصلت فيها الوقاحة بعد مجزرة مرفأ بيروت، مع كل الشبهات المعروفة والواضحة، ومع كل التناقضات بالروايات الرسمية، ومع سقوط الشهداء والمفقودين والجرحى وأكتر من 300 ألف مهجر من بيوتهم، وخسائر بمليارات الدولارات، ومع كل وجع الناس ودموع الأمات وصرخات الآباء والأبناء”.
أضاف: “نحن أمام سلطة ومنظومة “مش قارية حدا”، منظومة لا تريد إصلاحًا ولا تريد أن تحارب الفساد، ولا تريد حياد لبنان وتصر أن تغرقه في الحروب والمواجهات الإقليمية خدمة لأهداف معروفة”.
وتابع: “طفح الكيل… نعم، طفح الكيل… أنا نائب أمثل الأمة اللبنانية كلها بحسب الدستور، وهذا يعني أنني امثل الشهداء والجرحى الذين سقطوا بمجزرة مرفأ بيروت ومن ما زالوا مفقودين، فبعد كل ما حصل، لم يقبلوا التحقيق الدولي، ولا استقالت الحكومة… ولا مجلس النواب اجتمع وينتظر الى الخميس… ولا أي احد من المسؤولين خاطب اللبنانيين ولو حتى بالقليل من العاطفة!”.
لافتاً الى انه “لكل هذه الأسباب، وكذلك لأنني سمعت لمطالب أهلي وناسي، ولأنه أمام دماء اللبنانيين ومستقبل اولادنا كل الحسابات السياسية تسقط، قرّرت أن أتقدم باستقالتي من مجلس النواب، وأعود للنضال من الشارع إلى جانب رفاقي في حركة الاستقلال وكل اللبنانيين الأحرار”.
وختم داعياً لإسقاط “هذه لحكومة ونفرض انتخابات نيابية مبكرة تشرف عليها حكومة حيادية لتسقط المنظومة المتحكمة، وكي نبني دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة، دولة خاضعة للمساءلة والمحاسبة ومتصالحة مع شعبها، دمّروا بيروت لكن لن ندعهم يخطفون أحلامنا وآمالنا… الله يحمي لبنان”.
