علي الأمين: السُلطة تجهد لإخراج «حزب الله» من كارثة المرفأ!

علي الأمين

بعد الإنفجار الفاجعة الذي هزّ لبنان أمس الثلاثاء تحديداً في مرفأ بيروت والذي راح ضحيته أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى بالإضافة الى خسائر مادية فادحة، إنقسمت التحليلات حول ما إن الذي حصل ضربة إسرائيلية للعنبر رقم 12 الموجود في المرفأ والذي يحوي أسلحة لحزب الله، أو حدث ناتج عن إهمال السلطة في تلف هذه المواد المتفجرة.

وفي هذا السياق قال الصحافي علي الامين ان ما حصل وتحديداً على مستوى الموقف الرسمي اللبناني و”على مستوى الشخصيات السياسية، من الواضح انه لا يوجد إستغلال سياسي لما حصل، إنما هناك تضامن سياسي بين القوى الموجودة، للمحافظة على الحصص، التي كانت قبل التفجير وستستمر بعد التفجير”.

ليس هناك من اي موقف يمكن الإشارة اليه على انه خرج عن الدائرة التي حددها حزب الله!

أضاف: “ليس هناك أي موقف أو تصريح يذهب الى اتهام حزب الله او تحميل حزب الله المسؤولية ، على الرغم انه على المستوى الشعبي هناك تحميل المسؤولية لحزب الله، لذلك لا بد من التوضيح أن السلطة متضامنة فيما بينها وهي تحت رعاية حزب الله وهو يدير هذه السلطة، وليس هناك من اي موقف يمكن الإشارة اليه على انه خرج عن الدائرة التي حددها حزب الله”.

وقال: “حزب الله يمسك سلطة السلاح، السلطات الدستورية، رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة، رئاسة مجلس النواب، ويتحكم ويسيطر على معظم الاجهزة الأمنية ، وله سطوة على القضاء وعلى كل المؤسسات وهذا الامر لا جدال فيه، وبالتالي بقية أطراف السلطة هم شركاء درجة ثانية لحزب الله”.

الفساد والإهمال

وتحدّث الأمين عن هول الفاجعة قائلاً: “ما حصل كارثة طالت قلب بيروت حيث العصب الإقتصادي والمالي، ولكن الأعمق فيما حدث هو التحدي السياسي بمعنى ان كل الخسائر زُهقت على باب الفساد والإفساد وغياب مسؤولية الدولة وغياب السيادة والقدرة على ان تكون السلطة الحاكمة سلطة فعلاً على قدر المسؤولية ومقتنعة بانها تحكم هذا البلد”.

كل الخسائر زُهقت على باب الفساد والإفساد وغياب مسؤولية الدولة!

أضاف خلال مداخلة تلفزيونية: “الروايات مهما قيلت، تحتاج الى تحقيقات، وأُرجح انها تذهب الى ابتداع رواية من أجل التغطية على الحقيقة الفعلية، وهذا حسب وجهة نظري التي لا املك عليها دليلاً إنما من خلال مراقبة أداء هذه الحكومة والسلطة في تعاملها في الملفات الأساسية المتصلة، سواء في الموضوع السياسي والإقتصادي أو المالي أو الإجتماعي، وكل ما جرى في السنة الاخيرة يعكس ويعبر عن السوء الذي وصلت اليه إدارة الدولة، والتي باتت محل تهكم ليس فقط للبنانيين إنما العالم”.

ولفت الى نه “حتى خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى لبنان، يخرج رئيس حكومتنا ويتحدث بطريقة فيها نوع من الاستهتار واللامبالاة تجاه الدور الفرنسي الذي لاطالما كان لفرنسا دور وهذا بإجماع اللبنانيين، وكل ما عملت عليه الحكومة هو المزيد من حماية الفساد والمزيد من التحكم بالسلطة وإدارة شؤون الناس بطريقة لا مسؤولة، وكل ذلك هو مقدمات لما حصل أمس”.

اضاف: “لا يمكن فصل ما حصل على مستوى التفجير، عن كل هذه السلسلة من الإهمال والفساد والإخفاقات وغياب المسؤولية وبالتالي تعكس ارادة اللبنانيين التي كانت دائماً تذهب في كل المحطات السابقة الى التأكيد أن انتفاضة اللبنانيين هي في مواجهة هذه الحكومة وفي مواجهة هذه السلطة، والذهاب الى تحميل المسؤوليات الى حكومات سابقة هي طريقة خبيثة لعدم تحمّل المسؤوليات”.

الحكومة هذه جاءت على أساس أنها حكومة إنقاذية، ولكنها لم تقم بهذا، ورمت كل شيء على الحكومات السابقة

وقال الأمين: “الحكومة هذه جاءت على أساس أنها حكومة إنقاذية، ولكنها لم تقم بهذا، وبالتالي رمت كل شيء على الحكومات السابقة، التي تتحمل المسؤولية من حيث المبدأ ولكن الغاية من هذا هو تغييب المسؤوليات عن الحكومة الحالية وعدم المسائلة والمحاسبة”.

وتسائل الأمين: “هل هناك دولة لبنانية أم لا يوحد دولة لبنانية؟ هذه هي المسألة التي لا يمكن تجاوزها دون حل المعضلة السياسية المتصلة بوجود الدولة والسلطة، لا الدولية والقانون الثنائي وغيره”، لافتاً الى ان “هذه السلطة فاشلة ومحكومة بالفشل، ولن ينقذها اي عون خارجي لأنها تعتبر ان مشكلتها هو العزلة الدولية، ولكن مشكلتها الحقيقية هي في علاقتها مع المواطنين، وأزمتها أزمة سيادة، سياسة داخلية، أزمة إدارة ذاتية، ازمة وجود القانون ازمة فساد وإفساد، هذه هي الأزمات الموجودة ومعالجتها لا تطلب عون خارجي إنما إرادة داخلية، وهذا ما عبرت عنه الإنتفاضة اللبنانية”.

السابق
93 مليار دولار لإنقاذ إقتصاد لبنان.. ماذا عن خسائر إنفجار المرفأ؟
التالي
جنبلاط عن فاجعة المرفأ: لا ثقة بالحكومة.. ويدعو لتشكيل لجنة تحقيق دولية!