علي الأمين يقرأ في تداعيات الإنفجار: لكسر سيطرة الدويلة على الدولة!

علي الأمين

تتضارب المعلومات والفرضيات حول كيفية وقوع انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الفائت، والذي راح ضحيته حتى الآن 137 شهيد وأكثر من 5 آلاف جريحا، بالإضافة الى خسائر مادية فادحة. وانقسمت التحليلات حول ما اذا كان ما جرى ضربة إسرائيلية للعنبر رقم 12 الموجود في المرفأ والذي يحوي أسلحة لحزب الله، أو حدث ناتج عن إهمال السلطة في تلف هذه المواد المتفجر.

وبعد هذه الكارثة الوطنية الكبرى، قال رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحفي علي الأمين انه “لا بديل أمام لبنان سوى الذهاب لمرحلة جديدة نحو التغيير وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة”.

وحول زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان اليوم، أكد الأمين في حديث لقناة “الغد”، انه لا يمكن تغييب العلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا، وهو له أبعادا مختلفة ومتعددة، ففرنسا تحرص ان تظهر هذ الخصوصية في الكثير من المحطات”.

وأشار الأمين ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي، وهو الوزير الوحيد الذي زار لبنان في الآونة الأخيرة، ورغم قساوة اللغة التي اعتمدها والتي ارتاح لها الشعب اللبناني لكن كانت تعكس هذا الحرص لخروج لبنان من الأزمة المالية والاقتصادية”.

الى ذلك، رأى انه ثمة جانب آخر لزيارة ماكرون أيضا يتمثل بوجود جرحى فرنسيين بانفجار المرفأ، وبالتالي الزيارة ترتبط بالعنصر المتصل بالتحقيقات التي ستجري، فلا شك ان فرنسا يكون لها دورا وسيضغطون في هذا الاتجاه”.

وأكد الأمين ان الأهم هو الرسالة السياسة، فهي لن تكون إعادة احتضان هذه التركيبة القائمة على مستوى السلطة إذا لم يكن هناك مسارات جديدة”، ورجح الأمين ان “الفرنسيين في هذه اللحظة وهم يحتضنون اللبنانيين سيؤكدون مجددا انه لا يمكن الاستمرار على نفس المنوال الذي أنتم عليهم، وبالتالي لا بد من الذهاب الى مرحلة جديدة تعيد الاعتبار للدولة والقيام بالإجراءات الإصلاحية الحقيقية فان لا شيء سيقدم للبنان”. مؤكدا ان هذه الإشكالية ستبقى موجودة مهما بلغت الأوضاع في لبنان بسبب الانفجار والوضع الإنساني الأليم الذي نتج عنه”.

بيروت في نكبة

وفي حديث لقناة “العربية أمس، قال الأمين انه لا شك ان لبنان امام مشهد استثنائي، وكارثة انسانية واقتصادية، والصور تظهر حجم الحجم الهائل من الدمار الذي اصاب بيروت، هذا عدا ان اعداد الضحايا الى مزيد من الازدياد”، مشيرا ان “المشهد لم يتكشف على حقيقته بالكامل انما الثابت الأساسي ان فعلا بيروت في نكبة، وكارثة بيروت هي كارثة لبنان”.

اقرأ أيضاً: علي الأمين: السُلطة تجهد لإخراج «حزب الله» من كارثة المرفأ!

وتابع الأمين، لا شك ان هول ما جرى جعل الكثير من اللبنانيين يتساءلون: أي مستقبل ينتظرهم، وأي دول تنتظرهم، وكيف سيواجهون كل هذه التحديات، وكيف ستحدد المسؤوليات، وكيف ستتم إعادة البناء وكيف سيتم حكم لبنان، هل ستبقى الدولة أو لا، هل نبقى في لبنان أو لا، هي أسئلة مصيرية ووجودية تطرح نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضى إزاء هذه الكارثة التي تلت كوارث سياسية ومالية واقتصادية وكارثة الـ”كورونا”، ما جعل لبنان دولة تتلاشى، الى حد يسأل السؤال الحقيقي هل في لبنان يوجد دولة أو لا دولة؟”.

لجنة تحقيق دولية

وفي حديث تلفزيوني للعربية قبل أمس، أكد الأمين ان “الشكوك بكيفية وقوع الانفجار ستزداد أكثر وأكثر، وحتى الرواية الرسمية ستبقى عرضة للتشكيك، ورأى ان مثل هذا الانفجار وحجمه يتطلب أيضا ما هو أوسع من دور السلطة اللبنانية لا بد من مشاركة دولية لتحديد أسباب الانفجار وذلك لأسباب عدة وذلك ليس تقليل بسيادة الدولة اللبنانية، انما بسبب عدم الثقة تجاه هذه الحكومة التي تحكم لبنان منذ عدة أشهر”.

ورأى الأمين “ان ثمة شكوك بكافة الروايات التي تطلق من قبل السلطة اللبنانية، اذ سمع الجميع بالرواية الأولية التي اشارت ان الانفجار بسبب مفرقعات، ومن ثم أطلقت رواية الأمونيوم والتي قد تكون صحيحة ويمكن ان تكون غير صحيحة بالنسبة لمن يراقب والذي يطرح العديد من التساؤلات والشكوك، وبالتالي المطالبة بأي يكون على الأقل ثمة مشاركة أوسع من السلطة الرسمية هو أمر موضوعي لان ثمة شك وعدم ثقة بموقع هذه السلطة وادارتها لمثل هذه الأمور”.

ورأى مهما كان سبب وراء ما جرى في المرفأ يدل على هشاشة الدولة والسلطة، وإذا كان الانفجار عفويا يطرح مسؤوليات عديدة اذ لا يكفي ان يقول رئيس الحكومة اننا سنحاسب، لا سيما وان هذه الحكومة تغطي كل عمليات الفساد”.

وفي سؤال حول هل تعتقد انه يمكن لفلفة هذه القضية، قال الأمين انه “ما حصل حتى اليوم هو صدمة كبيرة، لكن الغد سيكشف عن الكارثة الحقيقية التي حصلت في لبنان وهذا لم يمر مرور الكرام، لأنه نحن نعيش بمرحلة نشهد فيها تحركات احتجاجية، ومع حجم هذه الكارثة هذه بالتأكيد سيكون لها انعكاسات ستترجم بمزيد من الضغط الشعبي بمواجهة هذه السلطة.

واكد الأمين ان السلطة “إذا ارادت ان تخفي شيئا ستستعى الى اخفائه وستبذل كل الوسائل، لكن الوضع لا يسمح اليوم إمكانية التغطية على ما يحصل وهناك ردود فعل شعبية سوف تظهر”.

الى ذلك رأى الأمين في حديث لـ “العربية” ان “لبنان عمق الهاوية ولكل يعلم المدى الذي وصلت اليه أحوال لبنان الاقتصادية وأيضا العزلة التي يعيش فيها على المستوى العربي والدولي، كل ذلك كان يؤشر الى مخاطر ووضع غير مسبوق في لبنان، ومع حصول هذا التفجير غير المسبوق سيؤدي الى مزيد من التداعيات على المستوى المالي والاقتصادي والسياسي وحتى الأمني”.

ورأى ان ما حدث يدفع باتجاه الى الفكرة المحورية هو استعادة الدولة سلطتها وسيادة الدولة وخروج لبنان من ثنائية الدولة والدويلة بل سيطرة الدويلة على الدولة وكل ما جرى في هذه السنوات الأخير ة والسنة الأخير بالتحديد يدلل على الانهيار والهشاشة التي وصلت اليها الدولة اللبنانية، والانفجار الذي حصل مهما كان سببه هو تعبير عن هذه الهشاشة”.

وعن التضارب في المعلومات والرواية حول كيفية وقوع الانفجار، اعتبر ان ذلك يدلل على هشاشة الدولة وان السلطة الرسمية غائبة وهامشية وهو ما اعتادت عليه في السنوات الأخيرة لأن “حزب الله” هو من يتصدى، كما حصل في مشهد الجنوب اللبناني وصمت المريب للحكومة اللبنانية والتعامل مع ما حصل وكأن لا علاقة به، وبالتالي هذه الهشاشة اوصلتها الى هذا التذبذب”.

وعن التحقيقات ومدى دقتها، رأى الأمين ان التحقيقات هي تحد بالنسبة للحكومة، مؤكدا انه “لا يثق بهذه التحقيقات التي ربما ستميل الى تظهير رواية تناسب السلطة القائمة وما يريده “حزب الله” اليوم، لكن لا يجب تقليل من شأن ان حجم الكارثة بات محرجا اذ لا يمكن الخروج بتحقيق مزور لأن العين الدولية على لبنان، علما انه يطلب المساعدات من الخارج وهذا الخارج معني بأن يعرف ماذا جرى في المرفأ، كما ان الشعب اللبناني لن يقبل بتحقيق يوحي بانه مركب وغير موضوعي وحقيقي

وأكد الأمين ان “الثقة مفتقدة مع هذه السلطة الا ان حجم الضغوط وحجم الخسائر سيشكل عنصر قوّة وسيولد ضغطا شعبيا”.

السابق
لا استقالة.. جنبلاط: عندما تتحد القوى المسيحية للمطالبة باستقالة عون نلحق بهم
التالي
عون في قصره وماكرون بين الشعب المنكوب: المساعدات لن تنتهي بأيدي الفاسدين!