لودريان «اللهم اني بلغت».. وقماطي يكشف لـ«جنوبية» عن لقاء مع مقربين من حزب الله!

محمود قماطي
دق وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان خلال جولته على المسؤولين السياسين في بيروت ناقوس الخطر الاخير، قال لهم بلغته الدبلوماسية وبخلفية المواطن الفرنسي الذي تجمعه علاقة صداقة عميقة مع لبنان "اللهم إشهد إني بلغت"، لم يأت بسلة برامج إنقاذية كما أّشيع قبل وصوله إلى لبنان (على إعتبار أن فرنسا هي الام الحنون التي لا تتخلى عن إبنها المتهور مهما فعل).

كرر لودريان يوم الخميس ما سبق أن قاله بإنفعال خلال إجتماع مجموعة الدول الداعمة للبنان في باريس منذ نحو إسبوعين: “على اللبنانيين مساعدة أنفسهم لكي نساعدهم”، فهل سمع المسؤولون اللبنانيون صدى كلام “لودريان أو قرأوا ما بين سطوره؟ “.

الاجابة على هذا السؤال رهن بالأيام القليلة القادمة، كي تكشف عما إذا كلام لودريان “صرخة في برية” أم في آذان مسؤولين يتمتعون بالحس الوطني المطلوب لإنقاذ شعب يغرق ويعاني العوز والجوع، لكن ما يمكن تلمسه من خلال تحرك لودريان أنه أظهر رغبة فرنسا في دعم أسس ومداميك الدولة اللبنانية أي مؤسساتها الرسمية، من خلال تأكيده على إستمرار دعم الجيش اللبناني، والمساعدات التربوية المخصصة للعديد من المدارس الفرنكوفونية و أيضا من خلال دعمها الانساني العابر للطوائف (زيارة مؤسسة عامل في حارة حريك).

ما يمكن تلمسه أيضا من زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى لبنان، أن الفرصة التي أعطتها  فرنسا والمجتمع الدولي للحكومة للقيام بإصلاحات والتعاون مع صندوق النقد الدولي قد إنتهت، وأنها سئمت من التذرع بحجج واهية والمماطلة، حيث تركزت محادثاته على ضرورة قيام لبنان بالاصلاحات المطلوبة وتلويحه بمؤتمر “سيدر” لمد لبنان مجددا ببعض الاوكسجين للحؤول من دون الانهيار الشامل، و لهذا بلّغ لودريان  وسيبلغ  هذه الرسالة من يعنيهم الامر ومنهم “حزب الله” إذ أشار الوزير السابق محمود قماطي لـ”جنوبية” أن “لودريان سيلتقي وفد من تجمع العلماء المسلمين المقرب منه، و ليس وفد من نواب الحزب”. 

محمود قماطي
قماطي

ديب  يقلب المعادلة لـ”جنوبية”: لتساعدنا فرنسا قبلاً  

فك مضمون الرسالة كل ما سبق يدفع للبحث عما إذا تلقفت الحكومة والقوى السياسية رسائل لودريان الموجود في عقر دارها، وعمّا إذا كانت ستسفيق من غيبوبة المماطلة والتأجيل للقيام بما هو مطلوب منها وإنقاذ ما تبقى من معالم الدولة والكيان اللبناني. ما يمكن إستنتاجه أن الزيارة هي موضوع ترحيب من جميع القوى، وإن كانت تختلف في رؤيتها لمفاعيلها، إذ يرى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب حكمت ديب لـ”جنوبية”، أن “الزيارة مرحب بها كون فرنسا صديقة لبنان ولا شك أن هذا الامر يعود بالنفع عليه وحصول الزيارة بحد ذاتها هو أمر إيجابي يعزز مكانته”، معتبرا أنه “من المبكر الحديث عن مساعدات إذ أبدى لودريان رغبة فرنسا لدعم لبنان، وعدم تركه في الازمة التي يمر بها أما التفاصيل  فتأتي لاحقا”.

النائب حكمت ديب
ديب

يضيف:”أعتقد أن لودريان جاء في زيارة إستطلاعية وكدعم سياسي، وفي كل الاحوال فرنسا لن تترك لبنان في العاصفة الكبيرة التي تعصف به، خصوصا في ظل الحصار الاقتصادي والسياسي الذي تواجهه”.يضع ديب تأخر لبنان في إنجاز الاصلاحات المطلوبة في إطار الضغوط الخارجية والداخلية التي تمارس على السلطة، فيقول:”ما أريد قوله للوزير الخارجية الفرنسي، ساعدونا كي نساعدكم، لأن هناك أمرا غير طبيعي يحصل وخاصة الحصار الخارجي في موضوع التحويلات المالية والعملة الصعبة، ولذلك أريد قلب المعادلة وأقول للجانب الفرنسي ساعدونا أنتم حتى نتمكن من مساعدة أنفسنا، لأن هناك أمر يتعرض له لبنان ليس فقط بسبب الارتباك الداخلي، بل هناك تأزم إضافي نتيجة الحصار المالي  الذي يتعرض له من الخارج”.

عبد الله لـ”جنوبية”: زيارة “توبيخ” للمسؤولين اللبنانيين

توبيخ يضع عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله زيارة لودريان في “إطار توبيخ المسؤولين اللبنانيين، لأنه كان مطلوب منا إجراء إصلاحات معينة ولم يحصل شيء”، لافتا لـ”جنوبية” إلى أنه “بسبب العلاقات التاريخية التي تربطنا بفرنسا، يبقى لدى لبنان هذه العلاقة الخاصة بها خارج إطار المصالح كما هو حال علاقته بالدول المعنية بالشأن اللبناني، سواء الولايات المتحدة أو روسيا أو إيران “.

بلال عبدالله
العبدالله

ويشدد عبد الله على أن “لودريان أتى يعطينا نصائح، هناك نصائح يمكن للبنان تطبيقها في ما يتعلق بالشق الاقتصادي، وهناك نصائح لايمكن تطبيقها بسبب إمتداداتها الاقليمية كما هو الحال المتعلق بالحياد، إذ أن القرار بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة ليس قرار لبناني بل إقليمي”، مشيرا إلى أن “هناك إصلاحات إقتصادية سريعة كان يمكن تطبيقها ولم نفعلها كما هو الحال بملف الكهرباء والتعيينات القضائية وآلية التعيينات، وللأسف لم نعط المجتمع الدولي أي إشارة إيجابية بأننا نشعر بخطورة الازمة وأننا نحاول حلها “.

ويختم:”لا أعرف إذا كانت السلطة اللبنانية ستسمع توبيخ لودريان، للأمانة لقد حاولت معرفة كيف يفكرون حين عملت معهم في اللجان النيابية لكني لم أفهم إلى الآن ما هو محور أدائهم الاساسي، دائما يتججون بأنهم يريدون القيام بإنجازات لكن فريقا ما يعرقل عملهم، لكن الوقت ليس لتحميل الاخرين مسؤولية عدم الانجاز، الناس تريد الإستقرار والوقت ليس لصالحنا”.

كرم لـ”جنوبية”: السلطة تريد الابقاء على  اللبنانيين البقرة الحلوب 

إنذار أخير يوافق أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” فادي كرم على كلام عبد الله لجهة إستياء لودريان من الاداء السياسي اللبناني، ويعتبر لـ”جنوبية” أن “الزيارة هي تحميل مسؤولية للسلطة اللبنانية بعدم القيام بواجباتها، وإعطاء دليل واضح بأن أصدقاء لبنان ومنهم فرنسا لم تبخل يوما على دعم الشعب اللبناني والمؤسسات الدولة اللبنانية”، مشيرا إلى أن “السلطة اللبنانية تفرط بهذا الدعم وكلام لودريان اليوم هو إنذار وربما الاخير كي تتصرف كسلطة مسؤولة عن شعبها وتدافع عن سيادتها وتبدأ بمشروع إصلاحي حقيقي، وليس على طريقة إسقاط آلية التعيينات  علما انها كانت الخطوة الاولى في عملية محاربة الفساد وإصلاح السلطة اللبنانية “.

كرم

هل سيستجيب المسؤولون السياسيون لنصائح لودريان؟ يجيب كرم:”أنا لا أمل لي بهذه السلطة والتجارب معها ليست جيدة، وندرك أنها تريد أن تبقي على الدولة اللبنانية مزرعة لها كي يظل الشعب اللبناني بالنسبة لها البقرة الحلوب، التي تستمد منها الاستمرارية في الحكم و التسلط”.ويختم:”لكن علينا أن نراهن على كل خطوة يقوم بها أصدقاء لبنان، لأن الشروط الدولية لمساعدة لبنان باتت أمر واقع ولا يمكن لأي طرف التشاطر على الداخل والخارج لأنهم ذاهبون إلى السقوط حتما، فإما يبدأوا علاج الوضع و تتحمل مسؤولياتهم التاريخية أمام الشعب اللبناني او أن الحساب لها سيكون كبيرا”.

موسى لـ”جنوبية”: للعمل بمقتضى نصائح  لودريان 

ظرف غير عادي وإستثنائيمن جهته يرى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى لـ”جنوبية” أن “كلام لودريان ليس جديدا بل سبق أن قاله في مجلس الشيوخ الفرنسي منذ حوالي أسبوعين وسبق أن قاله دوكان خلال زيارته لبنان، وهذا يعني أن هناك تشديدا على ضرورة القيام بالاصلاح لأن ما يحصل اليوم هو دون المستوى المطلوب”، مشددا على أن “ما يريدونه هو القيام بالاصلاحات لأن لبنان في ظرف غير عادي وإستثنائي، ولذلك لا بد من الأخذ بهذا الموضوع بشكل جدي وفعّال من أجل فتح الابواب أمام مساعدة الفعلية، علما أن سيقوم بمساعدات إنسانية وتربوية لكن الاساس هو الاصلاح”.

ميشال موسى
موسى

ويختم: “من المفروض أن تضاعف الحكومة اللبنانية جهودها للقيام بما هو مطلوب منها، لأن فرنسا ليست عدوا للبنان بل هي صديقة وتقف دائما إلى جانبه، لذلك على المسؤولين اللبنانيين سماع كلام لودريان بشكل جيد وأن يعملوا بمقتضى هذه النصائح خصوصا أنها تأتي من طرف بلد يتشارك و لبنان علاقات تاريخية  وودية”.

تأكيد المؤكد

يرى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب هادي حبيش لـ”جنوبية ” أن”كلام لودريان يعيد التأكيد أن على القيام بإصلاحات ولا مفر من ذلك، وإلا فإنهم بذلك يقضون على فرصهم بالنجاة”، سائلا “الكرة في ملعبنا وإذا لم نهتم بأنفسنا لماذا علينا العتب على الآخرين بعدم الاهتمام بنا؟”.

حبيش لـ”جنوبية:” الاصلاحات او الهاوية 

ويضيف:”لا خيار لنا إلا بالسير بهذه الاصلاحات وإلا سنصل إلى قعر الهاوية قريبا، وتحميل مسؤولية عدم مساعدتنا من قبل المجتمع الدولي لم تعد تجدي نفعا، علينا القيام بواجباتنا تجاه أنفسنا أولا وبعدها ننقاش إذا كان للمجتمع الدولي النية بمساعدتنا أم لا “.

النائي هادي حبيش
حبيش

ويختم:”الاصلاحات التي نقوم بها هي لصالح الشعب اللبناني وليس لصالح أي شعب آخر”.على ضفة “حزب الله” هناك قرار مركزي بعدم التعليق على الزيارة، كما أفاد نواب الحزب “جنوبية”، ونفى الوزير السابق محمد قماطي ل”جنوبية” “أي لقاء بين نواب كتلة الوفاء للمقاومة مع لودريان، بل سيكون اللقاء مقتصرا على أعضاء تجمع العلماء المسلمين المقرب من حزب الله”.

السابق
الكورونا تابع.. 13 إصابة جديدة في صور!
التالي
بالفيديو: طائرة إسرائيلية تعترض أخرى إيرانية قادمة لبيروت.. وجرحى بين الركّاب!