الطفيلي عن سلاح «حزب الله»: خادماً للإسرائيليين.. وأداة لنهب الشعب!

الشيخ صبحي الطفيلي

جدد الأمين العام السابق لحزب الله سماحة الشيخ صبحي الطفيلي رفضه للسلاح الغير الشرعي الذي بات موجوداً في عدد من الدول العربية كالعراق ولبنان واليمن، إذ قال “أي إنسان لا يريد أن يكون من الخائنين، يجب أن يعمل أن يكون هناك سلاح واحد للسلطة وقراره بيد السلطة التي ينتخبها الشعب.أيُّ عمل آخر غير هذا، هو عدوان، هو إفساد، هو إضرار، هو غزو، من هنا، أنا، أوجّه حديثي للعراقيين، وأقول بالحرف الواحد: طالما أن هناك أكثر من بندقية في العراق، طالما أن الفساد قائم، وطالما أن العراق مدمّر. يجب أن لا تبقى إلا بندقية واحدة، لخدمة الناس ولحماية البلاد والعباد”.

أضاف الطفيلي خلال خطبة نهار الجمعة: “في لبنان نفس الشيء. لبنان، اليوم، فيه سلاحان. وهنا، ربما، يقول شخص “أنت تعتدي على المقاومة”، فأقول له: “ما حدا يصير ملكي أكثر من الملك، هذا سلاح، أنا أنشأته وأوجدته، حينما سقط لبنان وبات تحت السيطرة الإسرائيلية، وأنشأنا مقاومة، استُغلّ (هذا السلاح) لاحقاً، وذهب، وأصبح خادماً للإسرائيليين، وصارت له أعمال أخرى، في لبنان وخارج لبنان، وكان عاملاً أساسياً في نهب اشعب اللبناني، وسرقة قوت اللبنانيين، والدمار الذي وصلنا إليه، والظلمة التي وصلنا إليها والنفايات المملوءة حتى في شوارع سلاح المقاومة”.

هذا سلاح، أنا أنشأته وأوجدته، حينما سقط لبنان وبات تحت السيطرة الإسرائيلية، وأنشأنا مقاومة!

ولفت الطفيلي الى انه “لا يمكن، ولا بأي حال أن تقوم قيامة دولة فيها أكثر من مركز للسلاح، فضلاً عن أن يكون السلاح، ومن يخالف هذا السلاح، يتعرض لما يتعرض له”.

وقال: “في اليمن المشكلة هي تعدد السلاح، في ليبيا المشكلة هي تعدد السلاح. علينا جميعاً أن نعمل، جاهدين، في لبنان وخارج لبنان. للإنقاذ في العراق، وللإنقاذ في لبنان، وللإنقاذ في كل المنطقة، والإنقاذ هو إرجاع السلطة لأهلها، سلطة الأمة”.

أضاف: “النظام السوري يقتل الشعب، النظام المصري، يُبيد المصريين، النظام في السعودية يفعل الأعاجيب، والنظام في إيران، يدمّر الناس، وفي لبنان علينا إرجاع السلطة للأمة، ضمن نظام انتخابات، بقدر المستطاع، تُزال منه الشوائب، وهذا واجب شرعي، في لبنان، وفي العراق، وكل المنطقة، وفي الحجاز، لأن سلطة هؤلاء هي سلطة ظلمة، مجرمين، كما السلطة في إيران، وفي كثير من بلاد، من قال: “لا إله إلا الله”.

وقال: “لبنانياً، وفي الجانب الشيعي، هناك مشهد مأساوي جداً وهي مسألة تسلُّط شخص تحت عنوان: “ولاية الفقيه”، طيلة عمره، هو فوق القانون. عند الإيرانيين، يُطيع الولي الفقيه، يُعطل الدستور، والقوانين. هو فوق القانون. يعني سلطات غير محدودة نهائياً، بل مطلقة، وهذا أمر مرعب. هذا كله بإسم الإسلام”.

تموز والاحداث السياسية

ولفت الطفيلي الى ان “شهر تموز هذا، يذكّرنا بحوادث مهمة جداً، في هذا الشهر، وقع انقلاب في مصر عام 2013، على الرئيس محمد مرسي. وفي هذا الشهر أيضاً، في الخامس عشر منه، وقع انقلاب آخر في تركيا، على الرئيس المنتخب، أيضاً، أردوغان.الانقلاب المصري، كان انقلاباً دموياً مرعباً رهيباً، لا زالت آثاره، ولا زال قائماً، حتى اليوم، بكل ظُلْمة وجوْره.الانقلاب في تركيا فشل، كما يعرف الجميع. طبعاً هناك أحاديث كثيرة، لما فشل هنا، ولما نجح هناك”.

أضاف: “الحقيقة، هناك مبرّرات موضوعية، التجربة الديموقراطية في تركيا، أطول وأعمق، وأكثر خبرة، والسلطة في تركيا، كانت أُعطيت فرصة لابأس بها، تمكنت من أن تُحدث الكثير من الأمور الإيجابية بعكس السلطة المنتخبة في مصر، السلطة، المنتخبة في مصر، كانت حديثة الولادة، وجاءت على أثر عقود طويلة من الزمن، تحكَّم العسكر، والكثير من الفساد، في البلد، وفعلاً، مع أول وصول الرئيس مرسي إلى السلطة، أحاط به أهل الجريمة”.

وقال: “دوليّين، من أميركا لإسرائيل، للسّلاطين العرب الخائفين على عروشهم من غضب الشعوب، والمال والإعلام، إلى درجة كانت مصر هي ساحة للإعلام المعادي للشعب المصري وللرئيس المنتخب، نفس الإعلام المصري، الخاص والعام. وتعرّضت مصر، في هذه الفترة الوجيزة إلى ضغوط هائلة، وحرب ضروس، حتى الناس، عاشوا أياماً صعبة، بدون وقود، بعض الأحيان، بدون كهرباء، بعض الأحيان، بدون مواد غذائية… وكل هذا كان بفعل هذه المجموعة الشرسة التي هجمت على السلطة الفتيّة في مصر، وحمّلت السلطة. على كلّ حال، هذا موضوع معروف”.

وشدد الطفيلي على انه “من الممكن ان الكثير من الناس يعتقدون أو يتصوّرون أن منطق سلطة الشعب، يعني الديموقراطية، يعني ديموقراطية غربية، نحن في الشرق الإسلامي، عندنا مقولات أخرى، ليس صحيحاً أن الديموقراطية منهج يمكن نعتمده، الإسلام قد لا يأخذ بهذه المنهجية، هناك خلط خلط كبير. حتى الكثير ممن يدّعون بأنهم هم من المنظّرين الإسلاميين أو الفقهاء، يعتبرون الديموقراطية عملاً غير شرعي، ونوعاً من العدوان على السلطة. نحن عندنا سلطة “الخلافة” على منهج السُّنَّة، مثلاً “الخلافة” أن الأمة يحكمها سلطان يملك كل الصلاحيات يستطيع أن يتحكم بكل شيء في الأمة، بقرار مستبد، طيلة عمره. هذا منهج موجود. بل أكثر من هذا، الكثير من الفقهاء، وخاصة ممن عايشوا سلطان الاستبداد، يرون أن سلطة السلاح، كل من بيده سلاح وقادر على استخدام هذا السلاح ويغلِب، فهو المتعيِّن للسلطان وعلى الجميع أن يطيعه، ولا تجوز مخالفته”.

الربيع العربي

وقال: “نحن نعرف أن العالم العربي والعالم الإسلامي، ظهر فيه “ربيع عربي”، يعني الشعوب حاولت أن تسترجع حقها الشرعي بدين الله، وكل إنسان يحاول أن يسلط على الأمة، وينتزع هذا الحق منها، هو غاصب ومعتد وظالم، هذه حقيقة، بل أكثرمن هذا، هو متعاون ضدها: لخدمة مصلحة الغرب، مصلحة أميركا، مصلحة إسرائيل، ضد الشعوب، وضد سلطان الشعوب. هذا أمر يجب أن يكون واضحاً. صحيح أننا قلنا أن في تركيا فشل الانقلاب، وعزّز من سلطان الشعب، بينما في مصر، لا. لكن التجربة المصرية، كما قلنا، حديثة الولادة، والتجربة التركية قديمة الولادة، عندنا انقلابات كثيرة في تركيا، والانقلاب الشهير على عدنان مندريس والذي أعدم في عام 1961، ثم انقلاب “إيفيريم”، وما جرى بعد من ويلات شبيهة بالويلات اليت تجري اليوم، في مصر، من إعدامات واعتقالات وتعذيب وقتل في السجون”.

في ظل “الربيع العربي”، كان هناك تخوف صهيوني-أميركي من إمكانية إنقاذ الشعوب نفسها من سلطان السلاح!

ولفت الى انه “في ظل “الربيع العربي”، كان هناك تخوف صهيوني، أميركاني من إمكانية إنقاذ الشعوب نفسها من سلطان السلاح، ومن سلطان أعداء الأمة.من هنا، أصبح هناك تعاون، وهذا أمر طبيعي من كل الأعداء، لأنهم يريدون السيطرة على المنطقة. ولهذا يجب أن لا ننسى أمراً: كل من أراد، وكل من رغب وحرص على تحرُّر الأمة، وعلى إنقاذها، وعلى دفع الأعداء عنها، يجب عليه، وأكرر، يجب عليه، أن يعمل على إخراج الأمة، من سلطان السلاح والعسكر والقوة، إلى سلطان الانتخابات والشورى وسلطان الأمة”.

أضاف: “الأمة هي الأقدر على الدفاع عن نفسها، سلطان الأمة هو الأقوى في إنقاذها، وأي كلام آخر، هو كلم فاجر، كلام كاذب.”نحن نريد أن نحمي الأمة”، مهما كنت، ومهما كنت، أنت معتد، ومخطئ فأنت لا تستطيع أن تحمي الأمة، بل الأمة هي التي تحميك، سلِّم إدارة الأمور للأمة. الشعوب، رغم كل اللطمات، رغم كل الأذى، رغم كل الألم، سواء كان في سوريا، سواء كان في مصر أم في ليبيا، في تونس، في كل مكان، هي متمسكة وتدفع أثماناً غالية؛ وأعتقد – وأنا مؤمن – أنهم سينتصرون: ستنتصر الأمة، ستنتصر الشعوب، ستنتزع حقها”.

الاتفاق الأميركي-الإيراني

وتحدث الطفيلي عن “إتفاق أميركي- إيراني”، قائلاً: “من هذا الاتفاق، أن أميركا تفتح أبواب المنطقة للنفوذ الإيراني، وتوسّع هذا النفوذ. الإيرانيون، يومها، اعتقدوا أن هذا حُلُماً وقع. ولهذا كانوا يتبادلون التهاني. قبل أيام، صدر كتاب عن معاون أوباما، والمكلّف بملف التفاوض مع إيران، بنفس المعنى: أن أوباما، من جملة الاتفاق مع الإيرانيين، أنهم طلبوا منه، أن يكون لديهم القدرة على التحرك في المنطقة، هو، في الحقيقة اتفاق، هو رغبة أميركية، وليس طلباً إيرانياً، إن الإيرانيين، يمكن أن يحسّنوا ظروف تواجدهم في أي مكان يوجد فيه شيعة، يمكن – على سبيل الفرض – أن يستفيدوا ، من هؤلاء الشيعة، وخلق بؤرة خاصة مسلحة. وهنا برزت مسألة جداً مهمة وخطيرة، طبعاً يعتقد الإيرانيون أن هذا، كان فيه مدخلاً مربحاً لهم، لكن هو كان بلاء عليهم وعلينا، وكان خدمة للأعداء، حتى نقول بأن هذا، ليس صنيعاً إيرانياً، فقط، وإنما هو صنيع غربي، ما نراه في العراق”.

وختم: “العراق فيه “بشمركة”، والشيعة لم يصنعوا البشمركة، لم يسلّحوه، وما صنعوا ميليشيا للأكراد، وهناك حشد سني، حشد العشائر، أيضاً، الشيعة لم يصنعوا حشد العشائر، بل الأميركان هم من صنعوا حشد العشائر، نعم إيران شاركت في حشد الشيعة كلنا يعرف أن السلطة الظالمة، دائماً، تحتاج إلى سلاح لتُثبت نفسها بأنها سلطة. حينما يكون في بلد واحد، أربعة جيوش: جيش النظام، جيش البيشمركة، جيش الحشد الشعبي، جيش العشائر، ففي الحقيقة، عندنا أربع دول متشابكة، أربعة آلهة، (لو كان فيها إلهين لفسدتا) فكيف (وهو أربعة آلهة في العراق)، وكل منهم يريد أن يجمع قدراً من المال لينفق على جماعته ويدعمهم، ولهذا الفساد واللصوصية، والاعتداء على القانون وإضعاف السلطة المركزية، ووو… كل هذا سيكون دفعة واحدة من هنا دُمّر العراق”.

السابق
حزب الله يمارس «الحياد الوزاري» في الموضوع الإسرائيلي!
التالي
وزير بريطاني الى لبنان غداً.. الإصلاح والإقتصاد على جدول الأعمال!