خاص «جنوبية»: أميركا تَشُد عَصب «اليونيفيل»..من تغيير «قواعد» المراقبة إلى الإشتباك!

قوات اليونيفيل في لبنان
توقيت زيارة قائد المنطقة المركزية الوسطى كينيث ماكينزي الى بيروت لم يكن مريحاً لـ"حزب الله" ولبنان ولا سيما لجهة الشروط الاميركية المتعلقة بالتمديد لـ"اليونيفيل" المرتبط بتعديل مهامها وقواعد الاشتباك ومراقبة الحدود بين لبنان وسوريا.

لم يعد الصراع بين اميركا وإيران والنظام السوري و”حزب الله” بالوكالة، او على ساحات رديفة، بل اصبح داخل طهران ودمشق وبيروت والضاحية.
هذا الاحتدام في المواجهة بين هذه الاطراف يدار على ساعة وتوقيت واشنطن، التي ارهقت هذه الاطراف جميعها بحروب عبثية وجانبية، الى ان وصلت مربكة ومتعبة الى عقوبات اقتصادية ومالية شديدة، وتضع هذه الاطراف امام خيارات صعبة: إما مواجهة محتومة المصير وهي الموت جوعاً او قتلاً، او الاستسلام وتنفيذ الشروط الاميركية.

شروط قاسية

وامام هذين الشرطين الاميركيين القاسيين، لا تجد هذه الاطراف ضالتها، الا في تسوية بين اميركا وايران تجلب معها “الفرج” قبل تشرين الثاني المقبل، وهو امر يلهث وراءه دونالد ترامب ولكن بشروطه هو وليس بشروط ايران.

زيارة ماكينزي

لبنانياً شكل توقيت زيارة قائد المنطقة المركزية الوسطى كينيث ماكينزي الى بيروت، ولقائه الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، اضافة الى لقاءات اجراها في السفارة الاميركية، محط اهتمام بالغ لجهة الرسائل التي وجهتها الادارة الاميركية لـ”حزب الله” والحكومة انها تتزامن مع ذكرى تفجير المارينز، وكذلك في خضم التصعيد الايراني- الاميركي، وتصعيد امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله في اتجاه سفيرة واشنطن في بيروت وتجاه السياسة الاميركية في لبنان واتهامها بالوقوف وراء الحصار النفطي والعملة الصعبة وتأجيج الشارع.
من المطار حيث استقبل الموفد الاميركي بغضب “حزب الله” وشارعه وهو يخرق عباب الشعاع الامني والسياسي للحزب، وصولاً الى لقاءاته التي علم موقع “جنوبية” انها كانت عاصفة، ولا سيما ان ماكينزي ركز على عمل “اليونيفيل” وتفعيل دورها وتعديل قواعد الاشتباك، وتوسيع دورها ليشمل مراقبة وضبط الحدود وتزويدها بكاميرات حديثة وكثيرة.

مصادر مطلعة على موقف “اليونيفيل” لـ”جنوبية” تقول انها لم تتبلغ بعد اي تبدل في تفويض مهامها وهذا الامر يتم في جلسة نهاية اب


وكل هذه الملفات التي حملها ماكينزي هي متفجرة ولن تلقى قبولاً من “حزب الله” وحكومة دياب سترفض بضغط من نصرالله اي قبول بالتعديل، ولا سيما ان الاخيره قال منذ فترة : لا يهمنا ان بقيت هذه القوات او رحلت!
وتقول المعلومات ان الاميركيين يضغطون بقوة لجهة تعديل مهام ودور القوات الدولية في مجلس الامن كما لوحوا بقطع الدعم المالي عنها او التوقف عن دفع مساهمة اميركا في موازنة تمويل القوة والبالغة 48%” من التمويل العام. في المقابل تعارض فرنسا وايطاليا وروسيا والصين اي تعديل على مهام اليونيفيل خوفاً من اصطدامها المسلح مع “حزب الله” والجمهور الشيعي.

اتصالات كثيفة

ووفق المعلومات، تتكثف الاتصالات بين الدول المشاركة في اليونيفيل في لبنان عشية تجديد انتداب هذه القوة في جلسة تُعقد نهاية اب المقبل لسنة جديدة بعد الموقف الاميركي بضرورة تغيير قواعد الاشتباك وتحويل القوة من عدّاد للخروقات الى قوة فاعلة في المنطقة الدولية من دون تقييد حدود صلاحياتها مع اعطائها حرية التفتيش عن السلاح في المنطقة الدولية بالتنسيق مع الجيش.

لبنان طلب التجديد بلا تعديل للمهام

وأبلغ لبنان موقفه الرسمي للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن خلال إجتماع سفرائها في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لفت الى “ان مجلس الوزراء اتّخذ قراراً بالتوجّه إلى مجلس الأمن بطلب تمديد مهمتها لسنة إضافية حتى 31 آب 2021 من دون تعديل لولايتها ومفهوم عملياتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها، تمكيناً لها من الاستمرار في القيام بدورها الحيوي، والذي هو حاجة إقليمية ودولية، والتمسّك بها لا يفوقه سوى تشبثنا بالحريات العامة وسيادة لبنان التامة”.

موقف “اليوينفيل”

وتؤكد مصادر مطلعة على موقف “اليونيفيل” لـ”جنوبية” انها لم تتبلغ بعد اي تبدل في تفويض مهامها، وهذا الامر يتم في جلسة نهاية اب للتمديد او عدمه.
وتشير المصادر الى ان هناك اجواء ضغط اميركية تمارس لتعديل مهام وصلاحيات القوات الدولية لكنها قد تصطدم بالفيتو الروسي والصيني.

إقرأ أيضاً: حراك أميركي في عقر «حزب الله» ليُسمع إيران: لا لإستباحة لبنان!

وتؤكد ان تهديد اميركا بوقف التمويل او تخفيض مساهمتها في موازنة اليونفيل من شأنه ان يعقد مهام هذه القوات ولكنه لن يؤدي الى اي تبدل في التفويض.
وتكشف المصادر ان في السنوات الاخيرة وخصوصاً مع قتال “حزب الله” في سوريا، ارتفعت الاصوات الاميركية والاسرائيلية بضرورة تسلم “اليونيفيل” المعابر والحدود بين لبننا وسوريا، ومنعها تهريب السلاح والصواريخ الدقيقة الى “حزب الله”.

ضغط اميركي شديد

وتشير الى ان الضغط الاميركي يمارس كل عام على مشارف انتهاءشهر آب، لكنه زائد هذا العام وهي تضغط لتحصيل مطالبها على لبنان وتحجيم “حزب الله” وسلاحه.
وتؤكد ان ما يجري حالياً مع بعض دوريات اليونيفيل في الجنوب مرتبط بأخطاء ما تحدث من القوات الداخلة الى قرى وشوارع ضيقة بآليات ضخمة.

وكل التوترات تنتهي سريعاً بلقاءات مع البلديات . وتقول انها لا يمكنها الجزم ان “حزب الله” هو من يقف وراء بعض المعترضين على دوريات “اليونيفيل” او من يتعرضون للقوات الدولية، ولكن هناك احياناً وضع امني وسياسي غير مريح. ويبدو ان في بعض القرى، “حزب الله” لا يريد ان تدخل “اليونيفيل” في قرى واماكن بعيدة من العيون جنوباً.

السابق
بعد تعرض عناصر «حزب الله» لحسين شمص.. بيان لعشائر بعلبك الهرمل: «لن نسكت»!
التالي
إحراق تمثال ميلانيا ترامب في سلوفينيا يثير الجدل حول هوية الفاعل!