«آسيا تايمز»: اقتصاد لبنان رهينة لدى فساد «حزب الله»

مقاتل من حزب الله

يشهد لبنان من ازمة اقتصادية ومعيشية هي الأسوأ على الاطلاق في تاريخه الحديث، بعد أن فقدت العملة الوطنية أكثر من 80 في المئة من قيمتها في الأشهر الأخيرة. اذ لم تعط إجراءات الحكومة وكذلك مصرف لبنان الذي أمر بضخ الدولار في السوق المحلية، النتائج المرجوة منها للحد من انهيار الليرة.

واشارت صحيفة “آسيا تايمز” في تقرير إلى أن الكثير من اللبنانيين لا يدركون أن أزمتهم الوطنية هي في الواقع “صنعت في لبنان”، لافتة إلى أن البعض منهم يلوم ما يسمونه “الحصار الاقتصادي” على البلد، ولكن في الحقيقة هو غير موجود، وهو ذر للرماد في العيون عن المشكلة الحقيقة بالبلد، والمتمثلة بـ”حزب الله”.

وتذكر الصحيفة إلى انه باستثناء العقوبات التي فرضتها ذراع مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الخزانة الأميركية، مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، على عدد قليل من الكيانات والأفراد اللبنانيين المرتبطين بحزب الله، فليس هناك أي قيود مالية على الدولة أو مواطنيها أو مؤسساتها العامة أو الخاصة.

اقرأ أيضاً: أنابيب تهريب تحت الارض لحزب الله.. التصوير يعرضك للخطر والحراسة بثيابٍ سود!

ولكنها توضح أنه بالرغم من عدم فرض عقوبات من أي دولة خارجية على لبنان إلا أن الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي لطالما كان المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي، فهو يبتعد تدريجيا عن البلد، لأن رجال الأعمال والمستثمرين ببساطة لا يرغبون في وضع أموالهم داخل بلد يعيش في حالة حرب دائمة، حيث أن حزب الله الذي يعتبر الأقوى في لبنان متورط حاليًا في اشتباكات إقليمية ضمن سوريا واليمن والعراق ودائم التهديد بحرب مع إسرائيل.

الفساد شريان حياة حزب الله

وتستشهد الصحيفة بمؤتمر أصدقاء لبنان للمانحين “سيدر” الذي عقد قبل عامين، حيث تعهدت الدول بتقديم حزمة إنقاذ بقيمة 11 مليار دولار، بشرط وحيد عن تعاون بيروت في القضاء على الفساد وخصخصة مرافق الدولة وخاصة قطاع الكهرباء الذي يكبد الخزينة مليارات الدولارات.
 
صحيح أن على رأس المانحين كانت المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة إلا أنها، لم يضعا سلاح حزب الله كشرط أساسي لتقديم الدعم للبنان، ورأت الصحيفة أن ذلك يعود إلى أنهم “فهموا أن الفساد هو شريان حياة حزب الله، لذا، إذا نجح لبنان بالفعل في إصلاح الفساد، فإنه سيقضي على الحزب”. 

معلومات مضللة

وتؤكد الصحيفة أن “لبنان لا يستطيع السير بمشروع الإصلاح لأن حزب الله بميليشياته القوية لن يسمح له بذلك، ولأن الإصلاح غير وارد، فإن لبنان يعتمد بشكل متزايد على التحويلات المالية، وهذه التحويلات هي من بين الأعلى في العالم. بالمقابل لا يمكن بناء اقتصاد حديث على مثل هذا النظام الريعي الواسع لأنه يستنزف الطموح وريادة الأعمال، في وقت البلد بحاجة ماسة للتغيير”.
بالنسبة لحزب الله فإن لبنان هو منطلق للعمليات العسكرية فقط، حيث حول البلاد إلى قاعدة صاروخية إيرانية لتهديد اسرائيل وابتزاز الولايات المتحدة، وطهران غير راغبة في التخلي عن استثماراتها هذا، بحسب الصحيفة التي ختمت بأن “تحييد حزب الله هو الحل لخلاص لبنان ولخروج اللبنانيين من المستنقع الذي وصلوا إليه.

السابق
بالفيديو: مارديني يكشف أسباب انهيار الليرة.. الى اين يتجه سعر صرف الدولار؟
التالي
ما جديد قضية الناشطة كيندا الخطيب؟