بينهما عامان في العمر وعدة أيام من حيث الرحيل، هكذا ودع الوسط الفني النجمين رجاء الجداوي وحسن حسني ونبشت صورة من الارشيف جمعت الراحلين في إحدى المناسبات وهما يبتسمان معاً.
حيث لم تمر ساعات على إعلان وفاة نجمة مسرحية «الواد سيد الشغال»، حتى إنتشرت صورة على السوشال ميديا لنعشها الذي تمّ لفه بطريقة مخصصة لحالات الوفاة من المصابين بفيروس «كورونا» المستجد، وحوله عدد قليل جداً من محبي الراحلة.
الصورة كسرت قلوب متابعي الفنانة الذين اعترضوا عليها، معتبرين بأنه ما كان يجب نشر الصورة القاسية، بل يجب إحترام الميّت ومشاعر محبيه.
كما لوحظ وبشكل مستفز غياب الوسط الفني لتقديم واجب العزاء الذي إقتصر على عدد قليل من الوجوه بسبب الاحتياطات منعاً لإنتشار فيروس كورونا.
لتنتقل التعازي إلى الفايسبوك حيث انتشرت عبارات جميلة كتبها متابعو الفنانة الذين شعروا بأنهم فقدوا أحد أفراد عائلتهم، على إعتبار أن الجداوي كانت بحضورها وخفة دمها قريبة من المتابعين فأنشأت علاقة حب معهم طيلة سنوات حيث أطلت في أكثر من 300 عمل متنوع بين المسرح والشاشة الصغيرة.
إقرأ أيضاً: ما لا تعرفونه عن «سمراء النيل» رجاء الجداوي!
وكانت الجداوي قد بدأت في عام 1958 مشوارها الفني عندما قادتها المصادفة إلى تأدية دور في فيلم «غريبة» (إخراج: أحمد بدرخان) أمام الفنانة نجاة الصغيرة، لتكرّ السبّحة مع فيلم «دعاء الكروان» (1959 ــــ هنري بركات)، وتلعب الجداوي دور «خديجة» إلى جانب الفنانة فاتن حمامة.
في حديث تلفزيوني، تسرد الفنانة المصرية الراحلة، كيف تضافرت مجموعة صدف في ليلة واحدة، لتحتل أنظار المخرجين ومصمّمي الأزياء وخبراء الجمال، إذ تروي مشاركتها في مسابقة جمالية جرت في حديقة «الأندلس» في القاهرة، حيث فازت بلقب «ملكة جمال القطن».
بعدها توجّهت أنظار المخرج هنري بركات إليها، واختارها لتلعب دور ابنة المأمور في «دعاء الكروان»، وفي الليلة عينها، أُعجب بها مصمم الأزياء اليوناني بيار كلوفس، وضمّها إلى فريقه كعارضة أزياء. أكثر من 250 عملاً في جعبة الجداوي، تنقّلت فيها بين المسرح والتلفزيون والسينما والأزياء والإعلام.
ترحل الجداوي بعد حسني فتخسر الكوميديا العربية ضحكتين ما زال وقعهما حاضراً في الأذهان رغم الجراح الهائلة في يوميات الشارع العربي.
