جنون الدولار يَعطب مصالح اللبنانيين ويُجوّعهم.. وغليان الشارع يهز الحكومة المترنحة!

لم يسبق للبنان وشعبه من الجنوب الى البقاع والشمال مروراً بسكان العاصمة والمدن ان عاشوا اياماً سوداء كالتي يشهدها البلد اليوم.

وقبل ان يلامس سعر صرف الدولار اليوم الـ8 الاف ليرة في السوق السوداء، كان الناس يئنون من “التعبئة العامة” وتأثير “كورونا” ومنع التجول على مصالحهم الاقتصادية، ولكثرة ما ضجوا من الاغلاق القسري وتخاذل الحكومة اسرعوا الى فتح مصالحهم مع التخفيف التدريجي للتعبئة لكن جنون الدولار كان لهم بالمرصاد اليوم.

الجنوبيون ضجوا اليوم بالمشاهد غير المسبوقة التي عايشوها عن قرب، وفق معلومات لـ”جنوبية” الدولار بدأ نهاره على 7200 ليرة وتمدد صعوداً الى ان وصل الى 8 الاف مساءً. فلم يحصل حتى في عزّ الحرب الاهلية ان اغلقت الملاحم والسوبر ماركات ودكاكين السمانة ومحلات الخضار والفواكه، ابوابها امام الزبائن اعتراضاً على ما وصلت اليه حال الدولار.

معلومات “جنوبية”: بعد انقطاع المازوت وشح البنزين وغاز المنازل معظم ادوية السكري والضغط والقلب والشرايين باتت مفقودة في الجنوب

فدب الرعب الحقيقي في نفوس التجار الصغار والكبار وحتى المستهلكين من الآتي العظيم. والسؤال الذي ارتسم على كل الوجوه والجباه والالسن اليوم. ماذا بعد؟ وكم ستكون تسعيرة الدولار غداً؟ وعلى اي سعر نبيع ونشتري  ونتسوق؟

وتشير معلومات “جنوبية” الى ان بعد ازمة المازوت وانقطاعه من معظم محطات الجنوب الى شح في البنزين وغاز المنازل، سجل تهافت على المواد الغذائية التي نفدت من المحال القليلة جداً التي بقيت ابوابها مفتوحة امام الزبائن، كما انتشرت شائعات عن احتمال انقطاع كل الادوية لاسيما ادوية السكري والضغط والقلب والشرايين ومعظمها مفقودة من الاسواق الجنوبية.

وسجل تهافت على الصيدليات بعد انتشار اخبار ان اسعار الدواء سترتفع والحكومة سترفع الدعم!

حال الضياع المعيشية والاقتصادية دفعت اللبنانيين الى امتصاص صدمة جنون الدولار وتفلته ونزلوا الى الشارع في كل لبنان بعدما ايقنوا ان هذه الحكومة والطبقة السياسية العقيمة لا يمكن ان يأتوا بحلول وهم على اعتراف رئيس حكومتهم انهم عاجزون وليس في ايدهم حيلة. فبدأ الشارع الغاضب يرنح هذه الحكومة الفاشلة التي ستسقط مرة جديدة في امتحان الشرعية الشعبية وسترحل لا أسفاً عليها.   

البقاع

وفي البقاع  اقفل التجار مؤسساتهم التجارية لوقف مزراب خسائرهم لكون الدولار لم يستقر عند حد معين بعدما قفز اليوم أكثر من ألف ليرة، فبدا الصرافون واضحين في جمعهم الدولار بكميات كبيرة وبسعر وصل الى ما يزيد عن ٧٥٠٠ ليرة.

 في موازاة ذلك عممت قيادات حزبية في بعلبك والهرمل تحذيرات من التحرك، ووعدت المواطنين بتقديم المساعدات لهم خلال الايام المقبلة. وفي الاطار نفسه مع ارتفاع الدولار انقطعت مادة المازوت بشكل كلي عن محطات الوقود في البقاع، فيما لا زالت تباع في السوق السَوداء بسعر تجاوز ال ٢٠ الف ليرة.

إقرأ أيضاً: فلتان الدولار يُفجّر الغضب بوجه «الثنائي»: صرافة تحت وهج السلاح و«الفوميه»!

جميل حشيمي سائق فان قال ل “مناشير” وقف ثلاث ساعات بالطابور منتظراً لتعبئة الفان ولما وصل دوره “قلي العامل ما في مازوت لاكثر من ٢٠ شخص كانوا ينتظرون.. بطريقة ميليشياوية كدت ان افتح مشكل كبير.”، ليردف أنه قصد محطة اخرى وعبأ صفيحة المازوت ب٢٢ الف ليرة”.

وأكد الناشط مالك حمود ان “هذا لقاء بعبدا فاشل قبل انعقاده، لقاء اللون الواحد لم يستمع الى صوت الناس ولم يشعروا بعد بجوعنا ولا بقهرنا فهذه اقل ما يمكن ان يقال عنها سلطة القمع والقهر، لم نسمع باجراءات وقف تخريب الدولار ولا المازوت والمواد الغذائية، ولم توضع خطة لاعادة ثقة العالم بلبنان من خلال النزول عند مطالب الثورة”.

قطع طرقات

وتزامن اللقاء مع تحركات شعبية احتجاجية في غالبية المناطق البقاعية عبّرت عن رفضها لممارسة سلطة القمع والكيل بمكيالين واثبات فشل حكومة حسان دياب والعهد في معالجتهما الازمات الاقتصادية والسياسية والمعيشية، واستمرار  اللعب على وتر المحاصصة في وقت ان البلد كله يتجه الى الانهيار.

وعبّرت عن هذا الغضب بقطع طريق سعدنايل تعلبايا زحلة الرئيسية وطريق ضهر البيدر شتورا عند مفرق جديتا العالي وطريق راشيا البيرة وكامد اللوز، بالسواتر الترابية والعوائق الحديدية. كما نفذوا وقفة احتجاجية عند نقطة المصنع الحدودية.

صور

وعمد عدد من شباب حارة صور الى قطع الطريق في محلة الخراب بالإطارات المشتعلة احتجاجا على سوء الاوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار، وعلى الفور ان تدخل الجيش والقوى الامنية وعملوا على فتح الطريق.

وقطع عدد من الشبان ظهر اليوم طريق مدخل صور الشمالي مقابل شركة الكهرباء ايضاً اعتراضاً على تدهور الاوضاع المعيشية، واستمر قطع الطريق لحوالي ربع ساعة قبل ان يعيد الجيش فتحها.

وقبل ظهر اليوم، اقفل تجار مدينة صور ابواب مؤسساتهم التجارية اعتراضاً على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الامريكي مقابل الليرة اللبنانية والذي وصل ظهراً الى 7200 ليرة في رقم قياسي غير مسبوق.

التجار يئنون ايضاَ!

وأعلن تجار صور انهم غير قادرين على الاستمرار بالعمل نظراً لانهيار العملة وللمحافظة على ما تبقى من رساميلهم من البضائع مطالبين الحكومة بإتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف الانهيار المتواصل.

والتزمت بالإقفال المؤسسات التجارية والصناعية في الحوش و معركة لذات الأسباب المعيشية.

ونفذ  أصحاب المحال في منطقة المساكن وقفة إحتجاجية، ورفعوا خلالها، شعارات طالبوا المعنيين فيها بالكف عن المهاترات و العمل لإيجاد حلول سريعة قبل وقوع كارثة الجوع.

وكان القصابون في صور اقفلوا ملاحمهم نهائياً اعتباراً من الصباح، نظراً لعدم قدرتهم على العمل والبيع حيث وصل سعر كيلو اللحمة الى اكثر من 50 الف ليرة لبنانية.

وقال أحد التجار لموقع تيروس: ” لقد خسرنا منذ ثلاث اشهر إلى اليوم تعب عشرين سنة، كما أنَّ مدخراتنا التي في البنوك أصبحت في المجهول. وهذا يعني أنّ كل ما جنيناه راح هباء.على ما تبقى من الدولة أن تعمل لإيجاد الحلول او أن تفتح لنا المطار عسى أن نجد ما نأكله و نشربه خارج لبنان”.

النبطية

وقطع عدد من الأهالي الطريق أمام السرايا في النبطية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار فأدى الإعتصام إلى زحمة سير، مما اوقع إشكالاً و تضارب بالأيدي مع أحد السائقين فاستدعى تدخل الجيش و فض الإعتصام و تفريق المعتصمين.

صيدا

ونفذ التجار و اصحاب المؤسسات التجارية في سوق صيدا التجاري اعتصاما تحذيريا عند مدخل السوق مقابل ساحة النجمة بعدما عمدوا الى اغلاقه لبعض الوقت بالتزامن مع اقفال لعدد كبير من المحال داخله في رسالة اعتراض لدق ناقوس الخطر لما آل اليه الوضع الاقتصادي والمالي من تدهور تترنح معه معظم مؤسساتهم ومحالهم في ظل تفلت سعر الدولار في السوق السوداء.

وتجمع المتظاهرون على بوابة صيدا وجالوا في شوارع المدينة احتجاجاً على الاوضاع المعيشية الصعبة وإرتفاع سعر صرف الدولار.