«الغدر» بالسيد الأمين: غابت السلطة.. لعب «حزب الله»!

السيد علي الأمين

هي منهجية حزب الله الغادرة التي تستبيح كل المحرمات من كل من يخالفها الرأي أو يهجرها ويتخذ موقفاً محايداً في العمل الاجتماعي والسياسي والثقافي الديني!

منهجية طالما اعتدنا على فبركاتها وتركيباتها وتحريكها لأدواتها في نفي كل معارض اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً عملاً خاطئاً بفتوى السيد الخميني في كتابه: “تحرير الوسيلة”، الذي يفتي بوجوب النفي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لكل من يُخشى منه أن يسيطر على مقدِّرات الأمة الإسلامية اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً! 

أيّ خطر     

وأي خطر يُشكله المفتي السيد علي الأمين على الأمة الإسلامية؟! وهو الذي ينحدر من أسرة علمية دينية طالما حفظت الإسلام وتعاليمه من الضياع، وطالما صانت الدماء والأعراض والأموال أن تُنتهك على مر تاريخ حضورها العاملي منذ أن عُرفت في بلاد عاملة، فقد تخرج من آل الأمين في القرنين الماضيين في جبل عامل مئات علماء الشريعة الذين حفظوا تعاليم القرآن وأهل البيت عليهم السلام من أن يمسَّها المتربصون في حقبات الاستعمار في المنطقة.. فالمفتي السيد علي الأمين هو إبن هذه الأسرة العلمية التي يفتخر العامليون بالانتساب إليها أو مصاهرتها أو التقرب من رموزها الدينيين العظماء أمثال الحجة المؤرخ السيد محسن الأمين وأضرابه ونظائره..

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يسطو على القضاء..الهجمة على العلامة الأمين مستمرة!      

أي خطر من المفتي السيد علي الأمين على الدين والأمة الإسلامية وهو الذي قضى صباه وشبابه وكهولته ينهل من علوم الشريعة ويُخرج العلماء في الحاضرات الحوزوية التي حل فيها؟!    

وأين يخدم خطاب المفتي الأمين أعداء الأمة الإسلامية وهو الذي لم يأتِ بالجديد في خطابه الوحدوي التوحيدي بين فرق المسلمين بل لكلامه ومنطقه الوحدوي التوحيدي كثير من الشواهد في كلام أهل البيت عليهم السلام؟! وتأتي حركة المفتي الأمين الرافضة لإخضاع كل الشيعة في لبنان للمشروع الإيراني الذي يُراعي مصالح إيران الدولة بالدرجة الأولى، خصوصاً بعد رفضه تفرد حزب الله بقرار إقحام كل الشيعة في حروب غير محسوبة ويمكن تجنبها وتلافي خسائرها، كل ذلك مع الاحتفاظ بالمقاومة كقوة ردع للعدو الإسرائيلي، ولكن دون تحويل المنطقة إلى ساحة حروب مستمرة لا يُعلم أولها من آخرها وهي دائماً تأتي على حساب اللبنانيين والضعفاء من الشيعة الذين لا قرار لهم في كل ما يجري، مع العلم أن هؤلاء يشكلون أكثر من نصف تعداد الشيعة في لبنان ولكنهم مغلوب على أمرهم، ومن يتكلم منهم يعاملونه بسياسة: “ما قبل السحسوح.. وما بعد السحسوح”..  

قبل أن يرفض المفتي السيد علي الأمين سياسات حزب الله القمعية كان حزب الله يضطهد علماء الدين أشد ما اضطهاد، وقد اتخذ بحق أكثر من خمسين مُعمماً شيعياً في لبنان قرارات قاسية ولم يكن أحد يدافع عن هؤلاء لأن الكثير منهم لم يكن لهم ظهر

حزب الله يضطهد علماء الدين    

وقبل أن يرفض المفتي السيد علي الأمين سياسات حزب الله القمعية كان حزب الله يضطهد علماء الدين أشد ما اضطهاد، وقد اتخذ بحق أكثر من خمسين مُعمماً شيعياً في لبنان قرارات قاسية ولم يكن أحد يدافع عن هؤلاء لأن الكثير منهم لم يكن لهم ظهر، ولم يكن لهم ذلك الوزن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي يسمح بالمواجهة مع حزب قادر على محاصرتهم في كل القرى والمناطق وقطع لقمة العيش عن أفواههم وأفواه نسائهم وعيالهم وأطفالهم! وقد عانى هذا الكم من علماء الدين الشيعة من اضطهاد حزب الله ومحاربته مباشرة تارة وعبر أدواته أخرى، فكان ما كان لهؤلاء من حظ الظلم والمطاردة، ولكنهم كانوا يسكتون على مضض ويرضون بالإجراءات القمعية التي تُذكِّرُك بما كان يفعله شاه إيران وصدام حسين ومصطفى أتاتورك وأشباههم بعلماء الدين عبر التاريخ!      

وكل ذلك الظلم والقمع والاضطهاد استمر بقوة دون هوادة من حزب الله وأدواته إلى أن اتخذ المفتي الأمين موقفه المعارض بعد حرب تموز 2006 فتحول بذلك إلى خط الدفاع الأول في مواجهة ظلم حزب الله لمعممي الشيعة داخل لبنان وخارجه، فكان ما كان من تظاهر الثنائي الشيعي ضده، ولكنه حمى بذلك طبقة المعممين فاتخذ حزب الله على أثر ذلك قراره بالتوقف عن منهجه السابق القمعي بحق الكثير من المعممين عندما خشي أن يسير هؤلاء على نهج المفتي الأمين ويكون لهم عين التأثير على قواعده الشعبية والفكرية..

اقرأ أيضاً: علي الأمين: العلّامة الأمين يتحدى «حزب الله».. وسيف العمالة مسلط على كل معارض!

تصفية حساب

واليوم يستغل حزب الله في معركة تصفية الحساب مع المفتي الأمين، يستغل الخواء والضعف الذي تعاني منه السلطة في لبنان ليُحرك من جديد ضده الدعوى التي سبق وردها القضاء اللبناني في زمن الحكومة السابقة معتبراً المسألة أتت في إطار تصفية حسابات سياسية، وهي الدعوى التي جاءت على أثر مشاركة المفتي الأمين في مؤتمر التنوع الديني في البحرين وصادف دون علم المفتي الأمين قدوم وحضور حاخام يهودي لحضور المؤتمر، فهل يشك عاقل في وطنية المفتي الأمين؟ وهل يتصور أحد أن تكون له ارتباطات بالعدو الصهيوني وهو من مؤسسي المقاومة ، وصاحب تاريخ جهادي طويل فيها ؟ وهل يوجد في كل خطابات المفتي الأمين أي إشارة تطبيعية مع العدو الصهيوني ؟ ما لكم كيف تحكمون؟! 

السابق
محطات النبطية تُقفل أبوابها.. البنزين «مقطوع»!
التالي
أخيراً القدس: فيديو يزعم دخول كيندا الخطيب الأراضي المُحتلة.. ووقفة تضامنية معها أمام «العسكرية»!