عندما يشاهد كل صاحب ضمير؛ صور ضحايا المعتقلات التي التقطها مصور النظام المنشق (55 ألف صورة تأكد العالم من صحتها)؛ لا يمكنه إلا أن يحترم ذلك “القيصر” المجهول عند كثير من أهل الأرض، وقد نجح بتحويل الشعور الإنساني إلى قانون يعاقب المجرمين، بمساعدة من آلاف السوريين وغير السوريين الذين بُحّت أصواتهم وهم يصرخون في هذا العالم الظالم باسم “أكبر مأساة في القرن الحادي العشرين” وفقا لتوصيف الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً: نصرالله يهرب من لبنان الضعيف إلى سور الصين العظيم!
في عالم السياسة؛ وإن اقتضت المصلحة الأميركية إصدار “قانون قيصر”، فذلك لا يعني أن المضطهدين، والمهجرين، والثكلى، والأيامى.. في سوريا وخارجها؛ لن يفرحوا بألم ذلك الطاغوت الجاثم فوق صدورهم، وقد جلب لهم أوساخ الأرض كلها.. ليبقى.
ندفع الثمن مرّتين
المؤسف؛ أننا في لبنان ندفع الثمن عن نظام الأسد مرتين؛ عندما أجرم فتحملنا عبء النزوح، وخسائر الاقتصاد، واليوم عندما يشتد الحصار عليه؛ فيتحمل اقتصادنا المنهار مزيدا من الانهيار. سيقال إننا -نحن اللبنانيين- أقحمنا أنفسنا في ذلك مرتين؛ قاتلنا مع النظام ضد شعبه منذ العام 2011، ونفتح الحدود منذ زمن طويل وإلى اليوم لتخفيف الضغوط عن اقتصاد النظام. قولهم صحيح؛ وهانحن ذا ندفع أثمان خيارات فئة من بيننا؛ قررت – عنا- وفقا لحساباتها الخاصة ومرجعيتها الخارجية، ونفذت ما ارتأته صواباً رغما –عنا-، وخارج الأطر الدستورية لأخذ القرار.. وويلنا إذ نعترض. في سوريا ولبنان شعب واحد مستضعف، وتحالف حاكم مستكبر.
