من «يا حيف» إلى «حقاً قامت».. سميح شقير يغنّي الثورة السورية

سميح شقير
هضبة بركانية لم تنس أغاني ثورتها ضد الاحتلال من مائة عام، بل تفاخرت حوران ببطولات أبنائها فكيف لو روَت اليوم أغنيات سميح شقير الثورة السورية سهلاً وجبلاً

خرج السوريون إلى الشوارع منتفضين في ثورة كتبت سطورها بالدم، وفي ربيعها العاشر ما زالت تزهر بورد الحراك الأول.

هكذا بدَت مدينة السويداء في الأيام الفائتة وكأنّها تصنع ربيعاً جديداً بهتافات الثورة الأولى لإسقاط النظام وإطلاق سراح المعتقلين ومناشدة الحرية.

أسبوع مرّ على انطلاق الحراك دفع بالفنان السوري سميح شقير المنتسب إلى جبل العرب والمقيم في فرنسا إلى إصدار أغنية عبرت عن حراك السويداء وحملت اسم “قامت حقاً قامت”.

بتسجيل بسيط ظهرت حنجرة شقير بجرحتها المعتادة والتي تذكرها السوريون جيداً حين غنى سميح “يا حيف” مطلع الثورة السورية بعد غدر النظام بدرعا وتعامله مع أطفالها بشكل وحشي.

يا حيف.. النزيف من الجنوب

ارتبطت أغنية “ياحيف” بأولى مظاهر التمرد، الشعب الذي يكسر شوكة النظام يغني لقيادته “ياحيف” على الغدر، وهذا ما زاد من تعلق الجمهور بكلمات الأغنية حيث بدأت بكلمات “زخ الرصاص النازل ع الناس العُزّل يا حيف”، فشكلت حالة تماهي مع مشاهد الواقع الراهن الذي يشاهده السوريون على شاشات الأخبار.

ترددّت الأغنية في كافة المدن السورية ووصفها كثيرون بأنها الأغنية التي أذكت شرارة الثورة

“وأنت ابني تقتل بولادي.. وظهرك للعادي” وهنا ترجم سميح كذبة الممانعة فاضحاً نظام الأسد الذي هجم بالسيف حسب كلمات الأغنية على الشعب مديراً ظهره للعدو الصهيوني.

ثم ينتقل سميح لرواية تشكل المظاهرات عن توقع الأحرار أن الجيش لن يقتلهم أو يطلق النار عليهم، قبل أن يروي ما حدث بأن السوريون ماتوا بأيدي إخوتهم وذلك باسم “أمن الوطن”، مذكراً بتاريخ سوريا الناصع بالبطولات قائلاً: “وأسألوا التاريخ يقري صفحتنا”.

إقرأ أيضاً: على وقع انهيار الليرة.. الثورة تنفجر مجددا: درعا والسويداء تهتفان «يلا إرحل يا بشار»!

إذاً هي كلمة حرية واحدة، ما أن سمعها النظام حتى هزت أركانه، وتحول إلى الجنون في التعامل مع الشعب وإطلاق كافة أشكال النيران عليهم.

وجاءت الجملة الحاسمة في الأغنية حين غنى سميح: “ونحنا الي بيقتل شعبو خاين.. مين يكون كاين”.

حقاً قامت.. الأمل يعود للجنوب

سميح الذي دفع ثمن معارضته بالهجرة ونفيه من قبل النظام السوري، لم يستطع الصمت حين شاهد مدينته السويداء تنتفض في ربيع الثورة التاسع.

فأطلق قبل يومين أغنية “حقاً قامت” والتي عبر فيها شقير عن تفجر المدينة في حراك شعبي عنوانه رفض سياسات النظام بتجويع الشعب ومحاولة إيران الهيمنة على الجنوب السوري.

ذكرّ سميح السويداء في مطلع الأغنية بعاداتها الشهيرة بالكرم، وبتاريخ واسع من البطولات الذي يذكر رفض الدروز لكافة أشكال الاحتلال والسيطرة مع خشية الحكومات المتتالية في دمشق من البيئة الثورية الوطنية في السويداء.

اتكأ شقير في “حقاً قامت” على الوقوف بحياد مع السويداء والفخر بحراكها الذي أعاد الروح للثورة السورية

وتساءل سميح عن سبب تأخر السويداء في إعلان التمرد، في أنه شعر بصمتها حين انتفضت درعا واصفة إياها بالسبع المجنزر، ثم وصف قرار الجبل في تجنب الدخول في حمام الدم بمعاندة الريح وتحولها إلى حضن أوى عشرات آلاف النازحين.

إقرأ أيضاً: مجزرة السويداء: عندما تدفع الأقلية الدرزية ثمن قرارها المستقل

استعان شقير بعدها بتراث الجبل لحنياً لغناء مقطع يحكي عن لوم سوريا للجبل في تأخره عن دخول الحراك، واصفاً ذلك بأن السوريون ظنوا عيون السويداء الواسعة قد غفلت ونامت.

ثم انتقل لوصف الحراك الحالي في السويداء، بأن الأغاني عادت للجبل بحماسة أعادت لروح الثورة انتعاشها فقال الجميع: حقاً قامت.. السويداء حقا قامت

السابق
ابراهيم يؤكّد صحة وثيقة «استهداف المطار» ويكشف عن عمل ارهابي!
التالي
بالصور.. ورود من الثوار لاصحاب المحال المتضررة في وسط بيروت: للاعمار لا للدمار