ما أضيق العيش مع حكومة حسان دياب، اذ لا يحل يوم جديد على اللبنانيين، إلا بكارثة مهولة أسوأ من مصائب اليوم الذي فات، ومنذ نيلها ثقة نواب الاكثرية والنوائب تنهمر كالمطر الغزيز في عز “كوانين”.
فبعد ازمة دولار وغلاء واستعراضات اعلامية ومصرفية، تجاوز سعر صرف الدولار اليوم رسمياً في السوق السوداء الـ5 الاف ليرة ليصل مساء عند الاقفال الى حدود 5900 ليرة .
لا دولار في مصرف لبنان!
ومع إعلان حاكم مصرف لبنان المنصة الالكترونية لتحديد سعر صرف الدولار والتي ينطلق عملها في 23 حزيران الجاري، بات واضحاً اعلان الحكومة عن عجزها الكامل في مواجهة فلتان سعر صرف الدولار والذي سيقفز الى مراحل متقدمة في الايام المقبلة وفق ما تؤكد مصادر مالية لـ”جنوبية”، ووسط معلومات مؤكدة عن فقدان الدولار من مصرف لبنان وكل ما يقوله الحاكم رياض سلامة تخدير للناس، فالدولار لن يستقر لا على 3200 ولا حتى على 5 الاف ليرة لان لا قدرة ولا سيولة للسيطرة على العرض والطلب.
بمخططها لفتح البلاد كلياً تكون حكومة دياب قد اضاعت 4 اشهر من عمر اللبنانيين في حجر لا طائل منه مع تسجيل يومياً عشرات الحالات
ازمة الدولار ليست يتيمة، يضاف اليها فقدان المازوت وانعكاسه على المولدات الخاصة، التي اعلن اصحابها اليوم في البقاع والجنوب والشوف وبيروت، انهم متجهون الى التقنين خلال ساعات، ما لم تؤمن لهم المادة الملتهبة بالسعر الرسمي وليس بسعر الاحتكار الذي بلغ 18 الف ليرة لـ”التنكة” الواحدة.
كورونياً ومع تردد معلومات ان خلية الازمة الحكومية المخصصة لمتابعة فيروس “كورنا” تجتمع خلال ساعات لتسريع قرار فتح المطار وتدشين “الموسم السياحي”، يبدو ان مخطط حكومة دياب ووزير الصحة، بدأ ينقلب على رؤوس اللبنانيين مع الاعلان عن بؤر جديدة لتفشي “كورونا” ولا سيما في عرمون اذ تفشى الفيروس في حي بكامله وفي البقاع كذلك.
وبمخططها لفتح البلاد كلياً، تكون حكومة دياب قد اضاعت 4 اشهر من عمر اللبنانيين في حجر لا طائل منه مع تسجيل يومياً عشرات الحالات والامر مرشح لتسجيل الأسوأ فيروسياً.
البقاع
وعادت اسطوانة “الفتنة” واتهامات مندسين لاجندات اجنبية وعميلة في الثورة، لتنفض حكومة حسان دياب وسلطة هذا العهد “القوي” يديها من دماء اللبنانيين ومسؤوليتها عن لقمة عيشهم، وكأن الوضع جيد ولا يدعو للانتفاضة، او بالاحرى ان الدولار لم يصل الى ٥٢٥٠ ليرة في سوق سوداء تشبه وجوه هذه السلطة، او كأن لا تستنزف الدولة ومقوماتها عمليات تهريب لمازوت وطحين مدعومين رغم ضعف مناعة هذا البلد على حد تعبير هذه السلطة، وكأن الواقع لا يكفي اللبنانيين حتى ان تجارة العملة وصلت الى حد يفوق العقل والمنطق.
إقرأ أيضاً: «جائحة قيصر السورية» تُرنّح الليرة اللبنانية..وفقدان المازوت والغلاء يُلهبان الشارع!
ففي البقاع يستمر تجار العملة في السوق السوداء على شراء الدولار من لبنان وشحنه الى سوريا معروفون بالاسماء، حيث وصل سعر صرف الدولار الى ما يزيد عن ال ٥ الاف ليرة لبنانية مما رفع من سعر المواد الغذائية بطريقة اوتوماتيكية وربطها مباشرة ببورصة سعر الدولار في السوق السوداء.
تحركات من بعلبك الى البقاع الغربي
وعلى اثر ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل متسارع وجنوني دعا ثوار البقاع الى الاعتصامات وقطع الطرقات احتجاجاً، على الاوضاع المعيشية الصعبة. والارتفاع الجنوني. للاسعار.
ففي بعلبك دعا الثوار للاعتصام في ساحة خليل مطران احتجاجا على الاوضاع المعيشية السيئة وارتفاع سعر الدولار، واعتراضا على تهريب المازوت والعملة الى سوريا على حساب الشعب اللبناني.
كذلك دعا الثوار في البقاع الاوسط والغربي، وعملوا على قطع اوتوستراد زحلة بالسواتر الترابية، وقطع طريق سعد نايل وتعلبايا وقب الياس والمرج احتجاجاً على الاوضاع الصعبة.
من سيحاسب سارقي النفط؟
وفي اطار استمرار تهريب المازوت جدد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي موقفه من الية تعاطي الحكومة في ملف النفط وقال عبر حسابه في تويتر “تطالبون باسترجاع الاموال المنهوبة ومحاسبة من سرق البلد وافلسها من ٣٠ سنة.. واليوم النهب والسرقة على عينك يا تاجر وأمام أعيننا من قبل شركات النفط المستوردة والموزعة !!! فالدولة تدعم والشركات تنهب وتسرق والمواطن محروم من شراء المازوت المدعوم.. من المسؤول ومن سيحاسب؟”
كورونيا
وسجلت فحوصات ال pcr التي اجريت في بلدة مكسه في البقاع الاوسط، تسجيل 7 اصابات كورونا من اصل 40 فحصاً اجري، مما دفع بالبلدية الى ان تتخذ اجراء الحجر الالزامي على منزلي العائلتين المصابتين في البلدة، وتم اقفال المؤسسات بالبلدة باستثناء المعنية بالمواد الغذائية، قامت البلدية باجراءات احترازية ووقائية بتوجيهات من رئيسها عاطف الميس، والذي أكد لمناشير انه بصدد التوجه الى عزل البلدة بحال ثبتت نتائج الفحوصات العشوائية التي اجريت، لان النتائج حتى اللحظة هي 6 اصابات لعائلة واحدة فقط، ومصاب آخر
توزيع كمامات في بعلبك
وزّعت بلدية بعلبك 30 ألف كمامة تقدمة من وزارة الصحة العامة، ضمن حملة الوقاية من جائحة “كورونا”، وشملت الحملة مدينة بعلبك وقرى اتحاد بلديات بعلبك.
وتحدث رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، مشيراً إلى أن “هذه البادرة هي من أبسط الواجبات لحماية أهلنا من هذا الوباء الذي يهدد العالم أجمع”.
وشدد على ضرورة “التزام الأهالي بالتدابير والإجراءات الوقائية والشروط التي حددتها وزارة الصحة والجهات المعنية، فمن النعم الإلهية أن بعلبك ما زالت بمنأى عن انتشار الوباء، لكن الحيطة والحذر واجب علينا جميعاً لأننا ما زلنا في دائرة الخطر، وينبغي عدم التراخي والاستهتار”.
وشكا من أن “المساعدات التي قررها مجلس الوزراء للعائلات الفقيرة، أو لمن تأثروا بقرارات التعبئة العامة والإقفال، لم يصل منها إلا النذر اليسير لأبناء بعلبك، وهذه المساعدات لن تنقذ الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي في المنطقة”.
ثورة مازوت في صور؟
وفي صور ومع ارتفاع حرارة الصيف ولهيب الاسعار، يبدو ان المازوت بات نادراً في منطقة صور وضواحيها مما دفع، أصحاب المولدات في صور لمصارحة الأهالي بأنَّ كمية المازوت الموجودة في خزانات المولدات لم تعد تكفي.
و قد أعلن أصحاب المولدات الكهربائية في صور خلال لقاء عقد في مؤسسة خليل حمتو عن نفاذ خزاناتهم من مادة المازوت بسبب فقدانها من السوق واحتكارها من قبل بعض التجار الكبار لعدم تسليمهم المادة، وأشار اصحاب المولدات الى ان “مدينة صور والجوار مهددة اليوم بالظلمة اكثر من اي وقت مضى اذا لم توفرت هذه المادة”، موضحين: “طلبنا مادة المازوت للمولدات من المحطات وقالوا انها مفقودة، وكمية المازوت الموجودة في خزانات المولدات لا تكفي الا لساعتين فقط يعني ان صور ومنطقتها ستغرق بالظلمة والعتمة اذا لم تتأمن هذه المادة وهذه ليست مسؤوليتنا وهي خارجة عن ارادتنا”.
واضافوا: “ذهبنا اليوم الى مدير منشآت الزهراني وطلبنا منه مادة المازوت للمولدات وشرائها من أجل تسيير امور المواطنين فرفض تسليمنا اياها، بينما كل المحطات تسلمت المازوت من منشات الزهراني، وبالتالي اصبح هناك سوق سوداء لبيع المازوت، واصحاب المحطات بانتظار نفاد خزاناتنا من المازوت من عندنا ليجبرونا على شرائها باسعار مرتفعة من السوق السودا، اي ما بين 16 الى 18 الف ليرة، ونحن لا نستطيع شراء المادة بهذه الاسعار خلافا لتسعيرة الدولة بعشرة الاف وخمسمئة ليرة”.
أصحاب المولدات في صور اعلنوا انَّ كمية المازوت الموجودة في خزانات المولدات لم تعد تكفي الا لساعات!
واكدوا الالتزام بتسعيرة البلدية الصادرة عن وزارة الطاقة، مشيرين الى ان “المولدات ستفرغ من مادة المازوت بسبب شحها وفقدانها لعدم تأمينها من قبل المحطات التي تتلاعب بالسوق لبيعها باسعار مرتفعة، اضافة الى تقلبات ارتفاع سعر صرف الدولار ونسبة زيادة 15 بالمئة، لافتين الى ان “اطفاء المولدات خارج عن ارادتنا وحكما ستطفأ المولدات وتصبح صور تحت الظلمة، مطالبين الدولة بالتحرك والقيام بدورها واجبار اصحاب المحطات على توفير المادة بالسعر الصادر عن الدولة من اجل تشغيل مولداتنا”.
وختموا بالقول:” اذا لم تتأمن مادة المازوت فلا كهرباء والمواطن سيدفع الثمن نتيجة شجع التجار المحتكرين”.
فيما أكد :أحمد قدادو” أحد أصحاب المولدات في صور لموقع “تيروس”: “بأنَّ لديه ما يكفي لليوم فقط و غداً سيطفئ مولداته في حين البعض سيباشر منذ اليوم بالإطفاء التدريجي ليصل خلال فترة بسيطة للإطفاء التام”.
دولار الجنوب!
وفي عراضة امنية لم تحل من دون ارتفاع صعر الدولار في الجنوب، ترابض القوى الأمنية أمام محال الصيرفة في صور بينما يمتنع الجنوبيون عن بيع الدولاره بـ 3930 ليرة والسوق السوداء فتحت بـ 4450، وارتفعت تدريجيا خلال النهار و لامس الدولار ال 4800 ليرة.
وتتم عملية البيع عبر التلفون من أشخاص “موصَّى بهم” من معارف صرافي سوق السوداء.
وفي صيدا، أوقفت عناصر من أمن الدولة الصراف (ع.ز) في “شارع المصارف” في صيدا، لبيعه الدولار بتسعيرة مخالفة وأعلى من تلك التي حددتها النقابة لسعر الصرف، في وقت أغلق عدد من محال الصيرفة أبوابهم.
حراك صيدا
وبدعوة من حراك صيدا تجمع ليل أمس عدد من المواطنين وقاموا بوقفة احتجاجية في ساحة ثورة 17 تشرين عند دوار ايليا احتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الاوضاع الاقتصادية و بعد ظهر اليوم عاد الثوار إلى ساحة إيليا للأسباب ذاتها.
